طالب رئيس فريق مفتشي الاسلحة التابع للامم المتحدة هانز بليكس العراق بتزويده بقائمة للمسئولين الحكوميين والعلماء الذين لهم صلة حاليا وفيما سبق ببرنامج الاسلحة السري لبغداد.
وفي حين صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس ان الامم المتحدة في حاجة الى بضعة اشهر كي تخلص الى نتائج بشأن الاقرار العراقي عن برامج اسلحته، ذكرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية ان بريطانيا ستبدأ بنشر قوات في الخليج في يناير/ كانون الثاني لانها غير مقتنعة بالاعلان العراقي عن برامج اسلحة الدمار الشامل.
ونسبت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية أمس طلب بليكس هذا الى المتحدث باسم الامم المتحدة ايوين بوكانان مشيرة الى ان الطلب الذى جاء فى خطاب بعثه بليكس الى العراق الخميس وانه يأتى فى أعقاب حملة اميركية مكثفة للضغط على هذا الدبلوماسي لممارسة السلطة المخولة له لنقل العلماء العراقيين واسرهم خارج العراق لاستجوابهم.
أما صحيفة «ذي تايمز» البريطانية ذكرت أمس أن أجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية انتقدت الاعلان العراقي عن برامج الاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، واعتبرت انه يتضمن ثغرات «كبيرة إذ يمكن لدبابة المرور عبرها».
واكد مسئول في الخارجية البريطانية للصحيفة ان تفاصيل برامج التسلح العراقية الواردة في تقرير نشرته الحكومة البريطانية في ايلول/سبتمبر غير موجودة في الوثيقة العراقية.
وكتبت الصحيفة انه يتوقع ان تصدر الحكومة البريطانية اعلانا عن العراق قبل عيد الميلاد لاعطاء اول مؤشر حسي بانها مستعدة للانضمام الى حرب جديدة تشنها الولايات المتحدة ضد النظام العراقي.
وعن الشكوك التى تثيرها الولايات المتحدة عن التقرير العراقي، قال البرادعي انه لا يمكن الوصول الآن الى نتيجة عما اذا كان التقرير كاملا ودقيقا، مؤكدا أن العراق ملتزم طبقا لقرار مجلس الامن 1441 بتقديم تقرير شامل وكامل ودقيق.
وقال البرادعي ان اثبات ما اذا كان العراق اخفى بعض المعلومات أو اورد معلومات كاذبة فى تقريره تتوقف على عملية التفتيش. وأضاف انه اذا وجدت فرق التفتيش ان عملياتها تتسق مع التقرير العراقي فانه سيتم اعلان ذلك.
واستبعد امكان تلاعب اميركا بالنص الاصلى للتقرير العراقى، موضحا أن لدى وكالة الطاقة الذرية ولجنة التفتيش الدولية (انموفيك) نص التقرير بالكامل أيضا.
وعلى صعيد رد الفعل العراقي من هذه التطورات، اكد نائب رئيس الوزراء طارق عزيز أمس ان العراق يثق بالامة العربية وبقدراتها على تحقيق النصر النهائي على «محور الشر الاميركي الصهيوني» داعيا العرب الى الحذر من «حرب شاملة» ضد العالم العربي لكنه حذر بشكل غير مباشر الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة من انقلاب في موقف واشنطن بعد تحقيق هدفها.
وقال عزيز في كلمة افتتح بها مهرجان المربد الشعري في دورته الثامنة عشرة «اننا نثق بامتنا العربية ونثق بقدرتها على المواجهة، كما نثق بقدرتها على تحقيق النصر النهائي».
إلى ذلك التزمت وزارة الدفاع الألمانية الصمت إزاء نبأ أوردته صحيفة «دي فيلت العالم» في عددها أمس يكمن في طلب تلقته الحكومة الألمانية من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عبر حلف شمال الأطلسي في أن تقدم المانيا زوارق حربية المانية مع جنود لدعم القوات الاميركية في حال وقوع حرب ضد العراق.
وكان يوم أمس حافلا بعمليات التفتيش للمواقع المرتبطة ببرامج الاسلحة العراقية، إذ اعلن عن اجراء عمليات تفتيش في 11 موقعا.
وبدأ فريق من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) التفتيش في مباني «مركز مراقبة الامراض الانتقالية (المعدية)» التي جرى ختمها بالشمع الجمعة، بحسب مسئول عراقي.
وعلى صعيد آخر، بدأت فى لندن اعمال مؤتمر فصائل المعارضة العراقية الذى يوصف بأنه أكبر وأهم مؤتمر معارض للرئيس العراقي صدام حسين منذ نحو عقد من الزمن.
ويناقش المشاركون المرحلة الانتقالية واتخاذ قرارات وتوصيات فى شأن ما ينبغى ان يكون عليه مستقبل العراق من بناء نظام سياسي ديمقراطي بعد الاطاحة بالنظام العراقى.
وضمن استعداداتها للحرب، اوفدت اسرائيل أمس وزير دفاعها شاؤول موفاز الى الى الولايات المتحدة كما توفد وزير خارجيتها الاسبوع المقبل الى اوروبا.
وتندرج زيارة رئيس الاركان الاسرائيلي السابق موفاز الى الولايات المتحدة في اطار التنسيق المتواصل بين البلدين تحسبا لحرب محتملة في العراق وعواقبها المحتملة على اسرائيل.
كما ستكون المسألة العراقية اضافة الى الارهاب الدولي في صلب جولة اوروبية يقوم بها الاسبوع المقبل نتانياهو ويزور خلالها ايطاليا وفرنسا وبريطانيا
العدد 100 - السبت 14 ديسمبر 2002م الموافق 09 شوال 1423هـ
