قتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب العشرات بجروح أمس السبت (3 يونيو/ حزيران 2017) في كابول إثر تفجيرات وقعت أثناء تشييع نجل سياسي أفغاني قتل خلال تظاهرة مناهضة للحكومة خرجت احتجاجاً على تردي الأوضاع الأمنية، ما يضاعف التوتر السائد في العاصمة الأفغانية.
وترفع عمليات القتل الأخيرة التي قد تثير موجة جديدة من سفك الدماء عدد القتلى إلى 101 هذا الأسبوع في إحدى أسوأ موجات العنف التي تضرب العاصمة الأفغانية منذ أعوام.
وتحدث شهود عيان عن وقوع ثلاثة انفجارات متتالية أثناء دفن سليم عز الديار، الذي قتل إلى جانب ثلاثة آخرين الجمعة خلال مواجهات بين قوى الأمن ومتظاهرين غاضبين.
وتناثرت الأطراف البشرية في المقبرة حيث قال أحد شهود عيان لوكالة «فرانس برس» إن «الناس تناثروا أشلاء» من قوة الانفجارات.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح لـ «فرانس برس»: «نقلت سبع جثث و119 جريحاً إلى مستشفيات كابول».
وشارك في تشييع عز الديار، وهو نجل أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأفغاني النافذين، مسئولون حكوميون بارزون بينهم رئيس الوزراء عبدالله عبدالله ووزير الخارجية صلاح الدين رباني اللذان لم يصابا بأذى.
ولم تعلن أي جهة بعد مسئوليتها عن الهجوم فيما نفت حركة «طالبان»، أكبر جماعة متمردة تنشط في أفغانستان، تورطها في الاعتداء.
ويتوقع أن تزيد العملية الأخيرة من الاستقطاب في كابول التي لا تزال تشهد توتراً منذ تفجير شاحنة في الحي الدبلوماسي الأربعاء، والذي أسفر عن 90 قتيلاً ومئات الجرحى، في أضخم هجوم تشهده العاصمة الأفغانية منذ العام 2001.
وفي هذا السياق، دعا الرئيس أشرف غني إلى ضبط النفس عقب تفجيرات السبت قائلاً «إن البلد يتعرض للإعتداء. علينا أن نبقى أقوياء ومتحدين».
وسلط اعتداء يوم الأربعاء الضوء على قدرة المسلحين ضرب الأحياء الأشد تحصيناً، حيث يقع القصر الجمهوري والسفارات الأجنبية المسورة بجدران الأسمنت الواقية من الشظايا. ونسبت أجهزة الاستخبارات الأفغانية تنفيذ الاعتداء إلى شبكة حقاني المسلحة المتحالفة مع حركة «طالبان».
وتحول الحي مجدداً الجمعة إلى ساحة معارك عندما اشتبك مئات المتظاهرين الغاضبين من التفجير مع الشرطة، التي ردت بإطلاق الرصاص الحي في الهواء والغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه لتفريقهم.
العاصمة مغلقة
وغصت المستشفيات بالمصابين إثر أسبوع من العنف طبع شهر رمضان حيث فاق عدد الجرحى قدرتها الاستيعابية.
وأغلقت الشرطة أمس (السبت) معظم مدينة كابول فانتشرت نقاط التفتيش والعربات المدرعة لمنع وقوع اشتباكات جديدة.
وكانت السلطات أغلقت الطرقات المؤدية إلى وسط المدينة قبل وقوع التفجيرات في إجراء أعلنت أنه لتفادي استهداف الحشود.
وقال قائد حامية كابول غول نبي أحمدزاي قبل تفجيرات السبت «لدينا تقارير استخبارية تفيد بأن أعداءنا يحاولون مجدداً تنفيذ هجمات على تجمعات وتظاهرات»، معرباً عن أمله في «أن يبتعد السكان عن التظاهرات».
ولكن العشرات تحدوا التحذيرات وتجمعوا في خيمة قرب القصر الرئاسي مطالبين باستقالة حكومة غني، في تحرك ظل سلمياً بغالبيته.
وقال المتحدث باسم المتظاهرين، آصف آشنا إن «أي محاولة للحكومة لقطع تظاهرتنا المنصفة والعادلة ستثبت تواطؤها مع مجموعات إرهابية ومنفذي هجوم الأربعاء».
ودعت الأمم المحدة وعدد من الحلفاء الدوليين جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
وأفاد بيان للأمم المتحدة أن «اعتداء أمس، الذي نفذه أولئك الذين يسعون بأسلوب استغلالي إلى الاستفادة من هذه الفترة الهشة لتقويض الاستقرار في أفغانستان، يأتي بعد كثير من العنف هذا الأسبوع».
وأضاف أنه «في سياق كل هذا الألم، حان الوقت للسعي إلى الوحدة والتضامن».
العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ