أكد سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في تصريح صحافي له بمناسبة عيد العلم الرابع والثلاثين أن المناسبة التي يجتمع فيها بالمكرمين تعكس اهتمام المملكة بالعلم والتعليم، وحرصها على تشجيع أبنائها على التحصيل العلمي والتفوق فيه، كما يعكس التقدير الكبير لدور ورسالة المعلم في المجتمع.
وأكد سموه أن تطوير التعليم ومناهجه سيكون في مقدمة الأولويات في المرحلة المقبلة من العمل الوطني، وذلك لمواكبة التطور التقني والعلمي الذي يشهده عالم اليوم. وقال إن الرعاية التي توليها المملكة للعملية التعليمية تأتي في إطار النهضة التنموية الشاملة التي تسعى القيادة إلى تحقيقها.
كما عبر عن عميق اعتزازه بالجهود التي تبذلها الهيئات والمؤسسات التعليمية في المملكة في سبيل تعزيز وتطوير مسيرة العلم والتعليم في المملكة. مؤكدا حرص الحكومة على مواصلة جهودها للارتقاء بالعملية التعليمية بمختلف مستوياتها، والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال مع تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فيه. وأوضح أن ذلك يأتي إيمانا منها بدور التعليم كمدخل رئيسي لبناء الدولة العصرية وكأداة لتطوير امكانات المواطن وإحداث طفرة هائلة في النمو الاقتصادي والاجتماعي وغيره من المجالات الحيوية في المجتمع.
وفي ختام تصريحه وجه سموه تهانيه إلى المكرمين، معربا عن شكره لأهاليهم وذويهم الذين ساهموا في تفوقهم وتأهيلهم المشرف.
من جانبه أشار وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي إلى تأكيد سمو رئيس الوزراء في اجتماع المجلس الأول بعد التشكيل الوزاري الجديد على أن تطوير التعليم يأتي على قمة أولويات العمل الوطني، ويحظى بأهمية مطلقة في سلم العمل الحكومي. وأضاف أنه نتيجة لهذا التأكيد أخذت الوزارة على عاتقها مهمة ترجمة التوجه الحضاري وتجسيده على أرض الواقع من خلال برامج ورؤى تطويرية تعمل على تحويلها مستقبلا إلى خطة عمل متكاملة من شأنها الإسهام في تحويل المدرسة البحرينية إلى مركز إشعاع علمي وثقافي منفتح على مؤسسات المجتمع المدني يخدم التنمية المستدامة.
كما قال في كلمته التي ألقاها في الحفل الذي أقيم صباح أمس في قاعة المؤتمرات في فندق الخليج إن الوزارة حققت الكثير من الإنجازات المهمة منها التوسع الكبير في توظيف مئات الكوادر البحرينية الشابة من الخريجين. والتوسع الكمي والنوعي في بناء المدارس الجديدة وتطوير البيئة المدرسية. إضافة إلى توفير مستلزمات التعليم العصري والثقافة الرفيعة.
وأضاف أن الوزارة تعمل على تعزيز قيم المواطنة الصالحة والحوار والمشاركة في تحمل المسئولية الاجتماعية من خلال دمجها في المناهج الدراسية. كما تواصل التركيز على تطوير أسس الثقافة العلمية والتكنلوجية وذلك كي تكون مخرجات التعليم متميزة وقادرة على مواكبة مستجدات سوق العمل والتطورات العلمية والاقتصادية. وبحسب النعيمي فإن التحديات الجديدة المطروحة على التربية في عهد الثورة المعلوماتية تقتضي الاستمرار في ربط التعليم بسوق العمل واحتياجات التنمية.
من جهة أخرى أشار إلى أن التشابك بين المنظومة التربوية والمؤسسات الأخرى في المجتمع يحتم قيام شراكة قوية بين الوزارة والوزارات الأخرى والمؤسسات الحكومية والخاصة. وأوضح أن المعلمين ستكون لهم الأولوية في قائمة الشركاء، مشيرا إلى سعي الوزارة إلى ترجمة ذلك من خلال المزيد من الاهتمام بالمعلمين ومراجعة أوضاعهم المهنية والوظيفية وتعظيم أدوارهم التربوية والثقافية لتعزيز طموحهم المهني والاجتماعي.
كما ألقت مديرة مدرسة الرفاع الغربي الثانوية للبنات لولوة الرميحي كلمة المكرمين، مشيرة فيها إلى التقدم الواضح في واقع التربية والتعليم من حيث تطوير بيئة المدرسة البحرينية المتمثل في إدخال الحاسوب وربط المدارس بشبكة الانترنت، ووضع إطار عملي لسياسة طويلة المدى للعلوم والتكنلوجيا تسهم في تأهيل المعلمين ورفع شأن التربويين بمختلف مستوياتهم. وأضافت أن التكريم يمثل تشريفا عظيما لجميع المكرمين ويثير في أنفسهم شعورا بالفخر والاعتزاز. موضحة أنه يتزامن مع احتفالات المملكة بتحولاتها الواعدة بالنماء، وهو الذي من شأنه أن يزيد من الثقة والأمل بمستقبل زاهر للوطن يتحفز فيه مواطنوه على بذل المزيد من الجهد والعطاء. وكذلك على التفاعل الخلاق مع تلك التحولات من خلال حمل أمانة العلم في مختلف جوانبه في سبيل النهوض بمستوى العلوم والمعارف، وبمستوى التعليم الذي يجب أن يقدم - كما قالت - نموذجا أكثر تطورا وتعبيرا عن روح العصر. وألقى القائم بأعمال المدرس الأول لمادة اللغة العربية في مدرسة عالي الابتدائية الاعدادية للبنين عبد الجبار علي قصيدة بعنوان «العيد الخالد». تلاها توزيع سمو رئيس الوزراء الشهادات التقديرية على المكرمين البالغ عددهم 395.
ويشار إلى أن المكرمين كانوا من فئات مختلفة منهم 13 طالبا، و169 من ذوي الخدمة التربوية الطويلة، و12 معلما متميزا، وتسعة من حملة الدكتوراه و105 من حملة الماجستير، و87 من حملة البكالريوس.
«الوسط» واصلت لقاءاتها بالمكرمين الذين عبروا جميعا عن سعادة بالغة من ضمنهم عفاف ميرزا حبيب - بكالوريوس علم نفس من جامعة الكويت وحاصلة على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف التي قالت إن تحقيق التفوق تمخض عن جهد كبير بذلته طيلة سنوات الدراسة. وأشارت إلى أن التكريم الذي تتلقاه اليوم من سمو رئيس الوزراء يمثل حافزا قويا لها نحو مواصلة العطاء في الحياة العملية. كما أنه يعد تقديرا للعلم والمتعلمين، الأمر الذي من شأنه أن يزيد التفوق في مجالات أخرى مستقبلية سواء في النواحي الأكاديمية أو العملية تسهم من خلالها في رفع شأن وطنها.
أما والدتها مريم الشعلة فقالت إن تكريم ابنتها في عيد العلم أمنية كانت تراودها منذ سنين دراستها الأولى، وعبرت عن فخرها بتفوق ابنتها آملة أن تحقق بناتها الأخريات تفوقا مماثلا يتيح لهن فرصة التكريم في ذات الحفل.
حياة الموسوي - مشرفة إدارية ومدرسة للغة العربية في مدرسة يثرب الاعدادية للبنات، وهي من المكرمات اللواتي قضين ثلاثين سنة في الخدمة التربوية. عبرت عن شعورها بالفخر والاعتزاز بهذه المناسبة مشيرة إلى أن التكريم يمثل شرفا عظيما لها.
كما قالت إنها تأمل أن يكرم الطلبة المتفوقون والموهوبون في المدارس إذ اقترحت تخصيص يوم لتكريمهم تقديرا لتفوقهم وتشجيعا لهم على مواصلة الابداع. وتمنت الموسوي أن يمنح قدامى العاملين في الحقل التربوي فرصا أخرى غير التكريم منها السعي لتفعيل دورهم في المجتمع ومنحهم مزيدا من الاهتمام والتقدير. ومن أمثلة ذلك كما ذكرت ابتعاثهم لمواصلة الدراسة وإشراكهم في دورات تدريبية وكذلك الاستفادة من خبراتهم في تطوير المناهج المدرسية.
كما أملت أن يشارك كل من تم تكريمه في هذه المناسبة وأن يسهم في خدمة مجتمعه ورفع شأنه بين المجتمعات الأخرى المتقدمة
العدد 96 - الثلثاء 10 ديسمبر 2002م الموافق 05 شوال 1423هـ