أكد عاهل البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في الذكرى (54) للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صادف أمس «أن حقوق الإنسان في المملكة تحظى بكل اهتمام ورعاية رسميا وشعبيا، وأن هذا الشيء لم يتحقق بين ليلة وضحاها بل قام على تجارب ونضالات كثيرة احتضنتها حضارة البحرين العريقة وعبر تاريخها الطويل».
وأوضح أنه لتأكيد وتعزيز كل منجزات المملكة في مجال حقوق الإنسان على الصعيد الدولي فقد أصبحت البحرين طرفا فاعلا في الكثير من المعاهدات والاتفاقات المهمة في مجال حقوق الإنسان. وتطرق العاهل بهذه المناسبة إلى معاناة الشعب الفلسطيني وتذكير الشعوب الحرة بما يمرّ على هذا الشعب يوميا من إرهاب وقهر، داعيا جميع الدول والحكومات إلى العمل بجدية ومن دون ازدواجية لإرجاع تلك الحقوق المستباحة.
كما دعا إلى عدم التفريط في الحقوق الأساسية للإنسان في أية إجراءات تتخذ لمكافحة الإرهاب البغيض وألا نسمح للشر وعدم التسامح بالسيطرة على العقل، معربا في الوقت نفسه عن قلقه من ظاهرة استهداف الإسلام والمسلمين بما يتعارض مع أهم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأعرب في ختام كلمته عن أمله في تحقيق مكاسب أكثر في سبيل عزة ورفعة الإنسان البحريني النبيل.
---------------------------------------------
الصافرية - بنا
اكد حضرة صاحب العظمة عاهل البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ان شئون حقوق الانسان في المملكة تحظى بكل اهتمام ورعاية رسميا وشعبيا، كما ان المواطن البحريني يحظى بحقوق ومستويات يغبطه عليها الكثير من شعوب الارض، وقال عظمته ان هذا الشيء لم يتحقق بين ليلة وضحاها بل قام على تجارب ونضالات كثيرة احتضنتها حضارة البحرين العريقة وعبر تاريخها الطويل آخذة في الاعتبار مختلف الافكار والمعتقدات في نموذج نادر في ظل ما عرفت به المملكة من تسامح روحي وفكري وتراث ثقافي غزير.
وقال الملك في كلمة وجهها بمناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة والخمسين للاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي صادف أمس ان هذا الاعلان الذي اتفقت عليه جميع شعوب الارض يجسد المبادئ الرئيسية لحفظ ودعم حقوق الانسان في كل مكان وفي مختلف المجالات ليكون الطريق المشترك لجميع الشعوب والامم لتوطيد هذه الحقوق والاعتراف بها والدفاع عنها من دون اية تفرقة او ظلم او تمييز.
كما اكد ان أبناء البحرين وفي ظل الاصلاح السياسي والاجتماعي الذي تشهده المملكة يمارسون حقوقهم الاساسية بكل حرية وكرامة وجميعهم سواسية امام القانون في مناخ صحي من الحوار البناء والعطاء المتواصل يجازى فيها العامل الجاد بالتقدير والحياة الافضل، فيما لدى طالب الحق القضاء العادل القائم على العدل والحق والمتهم بريء حتى تثبت ادانته بالحق والقانون.
وقال ان ذلك جميعه ورد وبوضوح تام في دستور المملكة وميثاق العمل الوطني بما يؤكد العزم التام والنية الصادقة للحفاظ على صيانة تلك الحقوق والدفاع عنها باتاحة الفرصة للجميع للمساهمة في بناء الوطن وصوغ مستقبله ووضع الادوات القانونية اللازمة من اجل تحقيق ما نصبو اليه. وأعرب العاهل عن يقينه من أن المنظمات والجمعيات البحرينية الاهلية ستعي دورها الاساسي المهم في مساعدة ومعاونة كل من يعنيهم الامر في تحقيق الاهداف السامية جميعها لمستقبل افضل للبحرين وأفراد شعبها كافة.
وأوضح بانه لتأكيد وتعزيز جميع منجزات المملكة في مجال حقوق الانسان على الصعيد الدولي فقد اصبحت البحرين طرفا فاعلا في الكثير من المعاهدات والاتفاقات المهمة في مجال حقوق الانسان واهمها اتفاق القضاء على كافة اشكال التمييز العنصري واتفاق مكافحة جريمة الابادة الجماعية واتفاق مناهضة التعذيب واتفاق حقوق الطفل واتفاق القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة وغيرها من الاتفاقات المعنية بما يفعّل دورها المهم ومسئولياتها الكبيرة تجاه منظمة الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى المعنية بحقوق الانسان.
وأكد أن أحد أهم الاسس التي تقوم عليها مبادئ وشرائع واخلاقيات سكان هذا العالم الكبير هو حقوق الانسان، التي ناضل من اجلها ومات في سبيل حفظها وصيانتها الكثير من البشر. كما شدد على ان المادة الاولى من اعلان حقوق الانسان اكدت على ان جميع الناس يولدون احرارا متساوين في الكرامة والحقوق وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم ان يعامل بعضهم بعضا بروح الاخاء، فحقيقة وحكمة ما ورد في هذه المادة له من الاهمية الكبرى اليوم كما كان حين نودي بهذا الاعلان في العام 1948.
وأكد الملك ان هذا الاعلان سيبقى حجر الاساس للنظام الدولي لحماية حقوق الانسان، إذ كان مصدر وحي لاكثر من ستين اتفاقا واعلانا يتعلق بتلك الحقوق في مختلف جوانبها، ومن اهمها مناهضة التعذيب والتفرقة العنصرية ومكافحة ومحاربة الاسترقاق والاستعباد وحماية حقوق الطفل ومجالات اخرى كثيرة.
وتطرق العاهل بهذه المناسبة الى معاناة الانسان الفلسطيني الشقيق مذكرا الامم والشعوب الحرة وذات المسئولية بمعاناة هذا الشعب وما يمر به يوميا من ارهاب وقهر واذلال وحرمان من أبسط الحقوق الاساسية، ودعا جميع الدول والحكومات للعمل وبجدية ومن دون ازدواجية في المعايير لارجاع تلك الحقوق المستباحة واعطاء الانسان الفلسطيني حقه المشروع في العيش بكرامة وأمان وسلام أسوة ببقية إخوانه البشر.
وفيما يتعلق بظاهرة الارهاب دعا الملك الى عدم التفريط بالحقوق الاساسية للانسان في أية اجراءات تتخذ لمكافحة ذلك الارهاب البغيض وألا نسمح للشر وعدم التسامح بالسيطرة على عقل أي طرف، وذلك على رغم ما نعانيه جميعا اليوم في هذا العالم من ارهاب يستهدف الابرياء في كل مكان ، معربا في الوقت نفسه عن القلق من ظاهرة استهداف الاسلام والمسلمين بما يتعارض مع اهم مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان وجميع الاديان والشرائع السماوية وخصوصا ديننا الاسلامي الحنيف. مستشهدا بما جاء في محكم الكتاب العزيز «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» (الحجرات/13).
وقال انه اذا لم نتواصل ونتعارف ونحكم العقل حتى في أحلك الظروف فإن قوى الشر وعدم التسامح ستتمكن من التغلب على مبادئ الانسانية جمعاء.
وأعرب عاهل البلاد في ختام كلمته عن امله في تحقيق مكاسب اكثر في سبيل عزة ورفعة الانسان البحريني النبيل.
«في مثل هذا اليوم ينبغي ان نؤكد على أحد أهم الاسس التي تقوم عليها مبادؤنا وشرائعنا وأخلاقياتنا جميعا نحن سكان هذا العالم الكبير ألا وهو حقوق الانسان، الحقوق التي ناضل من اجلها ومات في سبيل حفظها وصيانتها الكثير من البشر.
فنحن اليوم نحتفل معا بالذكرى الرابعة والخمسين للاعلان العالمي لحقوق الانسان وهو الاعلان الذي اتفقت عليه جميع شعوب الارض، الاعلان الذي يجسد المبادئ الرئيسية لحفظ ودعم حقوق الانسان في كل مكان وفي مختلف المجالات ليكون الطريق المشترك لجميع الشعوب والامم لتوطيد هذه الحقوق والاعتراف بها والدفاع عنها من دون اية تفرقة او ظلم او تمييز.
فالمادة الاولى من هذا الاعلان تؤكد أنه يولد جميع الناس احرارا متساوين في الكرامة والحقوق وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم ان يعامل بعضهم بعضا بروح الاخاء فحقيقة وحكمة ما ورد في هذه المادة له من الاهمية الكبرى اليوم كما كان حين نودي بهذا الاعلان في العام 1948.
ويبقى هذا الاعلان كحجر الاساس للنظام الدولي لحماية حقوق الانسان، وكان مصدر وحي لاكثر من ستين اتفاقا واعلانا يتعلق بتلك الحقوق في مختلف جوانبها، ومن اهمها مناهضة التعذيب والتفرقة العنصرية ومكافحة ومحاربة الاسترقاق والاستعباد وحماية حقوق الطفل ومجالات اخرى كثيرة.
في بلدنا البحرين تحظى شئون حقوق الانسان بكل اهتمام ورعاية رسميا وشعبيا، ويحظى المواطن البحريني الكريم بحقوق ومستويات يغبطه عليها الكثير من شعوب الارض وهو شيء لم يتحقق بين ليلة وضحاها بل قام على تجارب ونضالات كثيرة احتضنتها حضارتنا العريقة وعبر تاريخها الطويل آخذة في الاعتبار مختلف الافكار والمعتقدات في نموذج نادر في ظل ما عرفت به مملكتنا من تسامح روحي وفكري وتراث ثقافي غزير. فأبناء البحرين اليوم وفي ظل الاصلاح السياسي والاجتماعي الذي تشهده مملكتنا العزيزة يمارسون حقوقهم الاساسية بكل حرية وكرامة وجميعهم سواسية امام القانون في مناخ صحي من الحوار البناء والعطاء المتواصل، فالعامل الجاد منهم يجازى بالتقدير والحياة الافضل، وطالب الحق لديه القضاء العادل القائم على العدل والحق والمتهم منهم بريء حتى تثبت ادانته بالحق والقانون.
وجميع ذلك ورد وبوضوح تام في دستور مملكتنا العزيزة وميثاق العمل الوطني بما يؤكد عزمنا التام ونيتنا للحفاظ على صيانة تلك الحقوق والدفاع عنها باتاحة الفرصة للجميع للمساهمة في بناء الوطن وصوغ مستقبله ووضع الادوات القانونية اللازمة من اجل تحقيق ما نصبو اليه.
واننا على يقين من أن المنظمات والجمعيات البحرينية الاهلية ستعي دورها الاساسي المهم في مساعدة ومعاونة كل من يعنيهم الامر في تحقيق جميع الاهداف السامية لمستقبل افضل للبحرين وكافة افراد شعبها.
ولتأكيد وتعزيز جميع منجزاتنا في مجال حقوق الانسان على الصعيد الدولي فقد اصبحت البحرين طرفا فاعلا في الكثير من المعاهدات والاتفاقات المهمة في مجال حقوق الانسان وأهمها اتفاق القضاء على كافة اشكال التمييز العنصري واتفاق مكافحة جريمة الابادة الجماعية واتفاق مناهضة التعذيب واتفاق حقوق الطفل واتفاق القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة وغيرها من الاتفاقات المعنية بما يفعّل دورها المهم ومسئولياتها الكبيرة تجاه منظمة الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى المعنية بحقوق الانسان.
واليوم إذ نحتفل بهذه المناسبة العالمية الكبيرة فإنه لا يسعنا إلا أن نذكر الامم والشعوب الحرة وذات المسئولية بمعاناة الانسان الفلسطيني الشقيق وما يمر به يوميا من ارهاب وقهر واذلال وحرمان من أبسط الحقوق الاساسية داعين جميع الدول والحكومات للعمل وبجدية ومن دون ازدواجية في المعايير لارجاع تلك الحقوق المستباحة واعطاء الانسان الفلسطيني حقه المشروع في العيش بكرامة وأمان وسلام أسوة ببقية إخوانه البشر.
وعلى رغم ما نعانيه جميعا اليوم في هذا العالم من ارهاب يستهدف الابرياء في كل مكان فإنه يجب علينا ألا نفرط بالحقوق الاساسية للانسان في أية اجراءات نتخذها لمكافحة ذلك الارهاب البغيض وألا نسمح للشر وعدم التسامح بالسيطرة على عقل أي طرف واننا ننظر بعين القلق الى ظاهرة استهداف الاسلام والمسلمين بما يتعارض مع اهم مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان وجميع الاديان والشرائع السماوية وخصوصا ديننا الاسلامي الحنيف. ففي محكم الكتاب العزيز «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» (الحجرات/13)، فإن لم نتواصل ونتعارف ونحكم العقل حتى في أحلك الظروف فإن قوى الشر وعدم التسامح ستتمكن من التغلب على مبادئ انسانيتنا جمعاء.
وختاما نسأل الله تعالى ألاّ تمر علينا الذكرى التالية إلا وقد قطعنا شوطا أبعد وحققنا مكاسب اكثر في سبيل عزة ورفعة الانسان البحريني النبيل، ونسأل المولى عز وجل ان يوفقنا بالتعاون مع اشقائنا وأصدقائنا في هذا العالم الكبير لتحقيق ما نصبو إليه جميعا في سبيل خير ورفعة الانسانية جمعاء»
العدد 96 - الثلثاء 10 ديسمبر 2002م الموافق 05 شوال 1423هـ