استمر توافد المسئولين والسفراء والتجار ورؤساء مؤسسات المجتمع المدني على مجلس ناس الرمضاني دون توقف، في مشهد يكشف ما تحتويه القلوب من محبة وخير لبعضها البعض.

وكان أول الحاضرين في المجلس سفير روسيا الاتحادية فاغيف غاراييف، والذي أثر بتواضعه وطيبته على الحاضرين، وترك أثراً جميلاً بحديثه وثقافته، عن الإسلام، حتى مازحه رجل الأعمال عادل العادل قائلاً: «يناسبك أن تكون رجل دين»، فضحك السفير وضحك الجميع معه.

وسأل رجل الأعمال غازي ناس السفير الروسي، أين تعلمت اللغة العربية؟

فرد السفير، في موسكو والجامعة الدبلوماسية، وفي السبعينات كنت في مصر 6 سنوات، أشاهد المسلسلات العربية والبرامج التلفزيونية العربية، وتعلمت اللغة العربية. وقال السفير: «هناك لهجات تستخدم كلمات معينة، بعضها لا أعرفها».

فقال رجل الأعمال سمير ناس: «حتى نحن في البحرين، كل منطقة لها لهجة، أهل سترة لهم لجهة، وأهل المحرق لهم لهجة، وأهل جدحفص لهجة، وأهل الرفاع لجهة...».

ثم جرى حديث عن أجواء رمضان في موسكو، والحياة الاجتماعية، وعن أجواء الطقس، وعدة مواضيع كانت شيقة.

إلى ذلك، تحدث رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين رجل الأعمال خالد المؤيد خلال زيارته إلى مجلس ناس الرمضان لـ «الوسط»، قائلاً: «المجالس الرمضانية فرصة للالتقاء، وتقوية روابط التواصل والمحبة بين أبناء البحرين».

وأضاف أن «مجالس التجار الرمضانية لا تخلو من الأحاديث عن التجارة والصناعة والاقتصاد، وهي تصب في مصلحة البلد، الكل يتحدث من المجال الذي يراه يخدم الاقتصاد الوطني».

ورأى أن المجالس الرمضانية للتجار لها انعكاس إيجابي، مؤكداً على إسهامات العائلات التجارية في دعم الحركة الاقتصادية في البلاد ومشاركة الجميع في العمل نحو المزيد من التطور والبناء.

إلى ذلك، قال رجل الأعمال سمير الناس: «رمضان شهر بركة وفضيلة وغفران، والله يبارك للجميع في هذا الشهر الفضيل».

وأضاف أن «المجالس الرمضانية في البحرين هي جسور التواصل والمحبة بين الناس، فعندما تزور مجلس فأنت تعبر عن معاني حبك لهم، وتؤكد معزتهم لديك».

وتابع أن «أهل البحرين معروفون بالتعاون والتلاحم والتواصل والتكافل، وتمني الخير لبعضهم البعض».

وفي حديث عن وضع السوق، شبه سمير ناس الوضع في الوقت الجاري بالمثل «صباغة البيض»، وهو مثل ترجع قصته، إلى أن سيدات يقفنا أمام باب المدرسة يبيعون البيض المسلوق، على الطلاب بعد خروجهم من المدرسة، وهؤلاء السيدات يبيعون بيضاً مسلوقاً عادياً، وبيضاً مسلوقاً ملوناً بالأحمر والأخضر وغيرها من الألوان لتجذب الأطفال وتغريهم بالشراء، ولكن بنفس السعر تباع، إذ إن السيدة تنفق مالاً على شراء الصبغ وتقضي وقتاً طويلاً على التلوين وفي نهاية المطاف تبيعها بنفس سعر البيض غير الملون.

وقال ناس: «كلما تحصل على عقود ومناقصات وتنافس بشكل أطور وأفضل، وضعك المالي لا يتغير، بسبب تغيرات في الأسعار، تلتهم الأرباح المتوقعة من المشروع أو العقد الذي تحصل عليه».

وأضاف «تتقدم إلى المناقصة بناءً على معطيات السوق والأسعار السائدة، وبعد الحصول على المناقصة، تتغير الأسعار بشكل مفاجئ، وهو ما يأكل نسبة الربح التي وضعت في الدراسة إذا لم تضطر أن تدفع بالخسارة». مشيراً إلى أن أسعار الرمال ارتفعت بشكل جنوني، وأسعار الأسمنت ارتفعت مع فرض الجمارك السعودية 100 ريال على كل طن أسمنت يصدر للخارج، وهناك ارتفاع في أسعار الحديد.