بعد غياب اربع اعوام تقريبا عن ملاعبه بسبب الحظر المفروض على الملاعب العراقية، عاد المنتخب العراقي لكرة القدم للعب امام جمهوره باستضافة نظيره الاردني في البصرة الخميس في مباراة دولية ودية هي الاولى بعد قرار الاتحاد الدولي رفع الحظر عن ثلاثة ملاعب في البلاد.
في ملعب البصرة الدولي وبحضور ما يقارب خمسين الف متفرج بيهم مشجعات تواجدن للمرة الاولى في تاريخ ملاعب مدينة البصرة الجنوبية حيث خصصت مئتي تذكرة لدخولهن في اطار اشاعة روح كرة القدم لدى النساء، حظيت المباراة باجراءات امنية غير مسبوقة.
وتكفل أكثر من خمسة ألاف عنصر امني عراقي بتنفيذ خطة أمنية محكمة حول محيط الملعب الذي احتضن أول مباراة ودية للمنتخب العراقي، وقامت طائرات هليكوبتر بمراقبة الاجواء المحيطة به منذ ظهر اليوم لرصد الاماكن القريبة من الملعب.
واعرب مشجعو المنتخب العراقي عن ارتياحهم لهذا الحدث الكروي المهم، وذكر حازم موسى وهو مدرس بعمر 46 عاما "نشعر الان فعلا في اجواء كرة القدم ونحن نحتضن منتخبنا الوطني بعد ما كان بعيدا عنا طيلة السنوات الماضية".
اما المهندس حيدر عبود فقد اعرب عن ارتياحه لدور الجمهور المؤثر في مساندة منتخبه قائلا "اشعر بالفخر وارى الجمهور عاد ليساند المنتخب وما يزيدني فخرا الشعور بالمسؤولية الكل يريد انجاح هذا الحدث".
ورفع الجمهور العراقي لافتات عملاقة كتب عليها "شكرا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم" و"الجمهور العراقي يستحق ..شكرا للاتحاد الاسيوي وشكرا للمنتخب الاردني".
وقال لاعب المنتخب العراقي علي عدنان "شيء مهم جدا ان نعود للعب امام جمهورنا انها لحظات تاريخية نامل ان تعود المباريات الرسمية للمنتخب العراقي على ملاعبنا".
وكان رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم الامير علي بن الحسين وصل الى مدينة البصرة عصر الخميس، وقال في مؤتمر صحافي قصير: "الكرة لعراقية لها تاريخ وباع طويل وان المنشئات الرياضية تظهر بصورة جيدة والجمهور العراقي واعي ويعشق كرة القدم"، مؤكدا دعمه "المتواصل مستقبلا لكرة القدم العراقية وسننقل الى فيفا هذا التحضير الجيد".
من جهته، قال نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم علي جبار "يجب أن نستثمر جيدا المدة التي حددها الاتحاد الدولي وهي تسعين يوما بالشكل الصحيح، مباراة اليوم مع الاردن نعتبرها الخطوة الاولى لرفع الحظر، المنتخب الأردني طلب مشاهدة الجمهور وانبهر في الحال وهذا ما ولد لدينا ارتياحا كبيرا ونحن نستعيد ثقة المنتخبات باللعب في الملاعب العراقية".
والمباراة هي الأولى للعراق بعد قرار فيفا رفع الحظر المفروض على الملاعب العراقية والسماح بإقامة المباريات الودية لمدى ثلاثة أشهر يقوم فيفا خلالها بتقييم الأوضاع الأمنية والتأكد من قدرة الاتحاد العراقي لاستضافة المباريات مستقبلا.
يذكر ان الاتحاد الدولي سمح بإقامة المباريات الرسمية في العراق عام 2011، وكانت أول مباراة رسمية بين العراق والاردن في سبتمبر من العام المذكور في اربيل ضمن تصفيات نهائيات كاس العالم وشهدت أحداثا دفعت بالاتحاد الدولي لفرض حظر على الملاعب العراقية التي وجدها غير متوافقة مع المعايير الدولية المعتمدة بإقامة المباريات.
وبعد مناشدات من الاتحاد العراقي سمح الاتحاد الدولي في مارس عام 2013 بإقامة المباريات الودية فقط في الملاعب العراقية، وفي مايو من العام ذاته شهد ملعب الشعب الدولي ثلاث مباريات ودية للمنتخب العراقي مع فلسطين وسوريا وليبيريا.
لم يستمر هذا الوضع سوى أربعة أشهر، ففي يوليو عاد وفرض الحظر على ملاعب كرة القدم في العراق اثر تصاعد أعمال عنف وازدياد عمليات إرهابية استهدفت ملاعب كرة قدم شعبية في عدد من المدن العراقية.