يعد ريال مدريد الاسباني حامل لقب دوري أبطال أوروبا في كرة القدم من أقوى الأندية في العالم. في الجهة المقابلة يبدو يوفنتوس الايطالي أقل سطوة من الناحية المالية، حتى الآن.
تلقي وكالة "فرانس برس" نظرة على خطة عمل الفريقين اللذين يلتقيان السبت في نهائي دوري أبطال أوروبا في كارديف.
ريال مدريد ومشكلات الأثرياء
حدث زلزال طفيف في أروقة سانتياغو برنابيو أخيرا، بعد ازاحة حامل لقب الدوري الاسباني عن عرش النادي صاحب الايرادات الاكبر في العالم، من قبل مانشستر يونايتد الانكليزي، بحسب شركة "ديلويت" للتحليل المالي.
تربع ريال على هذا العرش قبل ذلك لمدة 11 سنة متتالية.
لكن مع دورة مالية بلغت 620 مليون يورو (697 مليون دولار) الموسم الماضي، لا يزال ريال ضمن المراكز الثلاثة الأولى في الترتيب العالمي.
يؤكد رئيس "الملكي" فلورنتينو بيريز ان ريال سيبقى قوة مالية رائدة، على رغم انه ليس مرتبطا، على غرار غريمه برشلونة، بمستثمر أجنبي ثري، بل بأعضائه الـ"سوسيوس".
عاد بيريز إلى الرئاسة في 2009 بعد فترة ولايته الأولى لست سنوات المنتهية في 2006، وقد اشتهر بسياسة تعاقده مع النجوم العمالقة.
قال بيريز في مقابلة مع "فرانس برس" في ديسمبر/ كانون الأول: "أنا من أولئك الذين يفكرون، انه إذا امتلك ريال أفضل اللاعبين في كل مركز، لن يكون هناك مشكلة في عائداتنا".
على رغم ذلك، ومنذ شراء الويلزي غاريث بيل في 2013 مقابل نحو 100 مليون يورو، استثمر ريال بشكل كبير في المواهب الشابة، على غرار ماركو أسنسيو والنروجي اليافع مارتن أوديغارد.
في الآونة الأخيرة، أنفق ريال نحو 40 مليون يورو للتعاقد مع البرازيلي الواعد فينيسيوس جونيور البالغ 16 سنة من فلامنغو.
اقتصاديا، يكمن المشروع الآخر لرئاسة بيريز، في تحديث ملعب سانتياغو برنابيو الذي وافقت عليه العاصمة هذا الاسبوع ويتوقع أن تبلغ تكلفته 400 مليون يورو.
سيزود الملعب البالغة سعته 81 ألف متفرج بسقف قابل للطي، ويتضمن مركزا للتسوق وفندقا ربما، وكل ذلك داخل واجهة معدنية متموجة.
سيمول المشروع راعي النادي شركة الاستثمارات البترولية الدولية في أبو ظبي التي ستحصل على حق التسمية، ونتيجة لذلك سترتفع عائدات النادي بدرجة كبيرة.
يوفنتوس على مسافة بعيدة
يعد يوفنتوس أغنى ناد في ايطاليا، وبفارق كبير، وصحته المالية جيدة، بيد انه لا يزال على مسافة بعيدة من ريال مدريد.
يقول موقع "كالتشو اي فينانتسا" (كرة القدم والمال) المتخصص ان دورة يوفنتوس المالية ارتفعت في السنوات الخمس الأخيرة من 213 مليون يورو إلى 387 مليونا نهاية الموسم الماضي.
يتبين الفارق الكبير من خلال العائدات التجارية والتسويق، بالإضافة الى دخل ملعبه الذي تبلغ سعته نصف سعة ملعب سانتياغو برنابيو.
يلخص بييرو أوزيليو المدير الرياضي في انتر سطوة يوفنتوس المحلية: "بعد هبوطه الى الدرجة الثانية (إثر فضيحة كالتشوبولي في 2006)، ركزوا على خطة عمل محددة... بنوا ملعبهم الخاص، وعملوا على تطورهم التجاري".
أضاف "نجحوا في ذلك بالاستمرارية، ولهذا السبب يبدو الفارق كبيرا بينهم وبين باقي الاندية".
بعبارة أخرى، أصبح يوفنتوس من أكبر الاندية الأوروبية، مشاركته مؤكدة كل موسم في دوري الأبطال، ويملك كل الوسائل لتقوية نفسه وإضعاف خصومه المحليين.
يحاول تقليص الفارق مع عمالقة مثل ريال مدريد، برشلونة الاسباني وبايرن ميونيخ الألماني، وأصبح ذكيا للغاية في سوق الانتقالات.
أنفق كثيرا على لاعبين مثل الهداف الأرجنتيني غونزالو هيغواين والبوسني ميراليم بيانيتش، لكنه حصل على خدمات آخرين مقابل لا شيء تقريبا.
هذا ما حدث مع أندريا بيرلو، الفرنسي بول بوغبا، البرازيلي داني ألفيش، الفرنسي كينغسلي كومان والالماني سامي خضيرة، لكن هل سيخوله دهاؤه في سوق الانتقالات احراز لقب دوري الأبطال؟.