العدد 5381 - الأربعاء 31 مايو 2017م الموافق 05 رمضان 1438هـ

رائد بوحمُّود: كنا نلعب من أجل الاستمتاع... والرياضة اليوم همُّها المادة

انتقالي للنجمة كان أصعب لحظاتي... وبطولة الكأس معه أبرز إنجازاتي

رائد بوحمُّود في آخر مواسمه الكروية
رائد بوحمُّود في آخر مواسمه الكروية

النجوم المتميزون يُعتبرون ثروة وطنية، وخصوصاً أولئك الذين يمتلكون المواهب المتعددة التي تجعل منهم أبطالاً في أكثر من ميدان... أرض البحرين الطيبة أنجبت الكثير من هؤلاء النجوم المتميزين عبر تاريخها الطويل.

هو من الأسماء التي كتبت إنجازاتها على الميادين وفي الذاكرة الكروية بماء من ذهب، لقاء تميّزه بمواصفات جعلت منه «نجماً» لكل الأوقات وأحد أفضل صنّاع اللعب في تاريخ كرة اليد البحرينية... إضافة الى ذلك فهو يملك رصيداً كبيراً من العلاقات الممتازة مع كل أبناء جيله... فقط لأنه فيض من الأخلاق السامية وطيبة المعشر ما جعله محل احترام الجميع.

هو ضيفنا اليوم لاعب نادي البحرين والمنتخب الوطني لكرة اليد سابقاً رائد بوحمُّود الذي امتدّ معه الحوار في مسائل شتى، في زاوية «لقاء الذكريات» التي سنحاول تسليط الضوء من خلالها على اللاعبين النجوم القدامى.

رائد بوحمُّود رياضي متميز برز في لعبة اليد، السؤال: أين هو بو حمود الآن... كيف تقضي يومك؟

- دائماً متواجد في البيت، لا أحب الخروج كثيراً، لذلك أحب الجلوس في المنزل لمشاهدة كل المباريات حتى وإن بدأت من فترة الظهيرة ولوقت متأخر، كما ويحضر إلى مجلسي العديد من الأصدقاء واللاعبين للمشاهدة معي.

هل مازلتَ مرتبطاً بالرياضة وتتابعها... كيف؟

- نعم مازلتُ قريباً جداً من الرياضة وأتابعها بكل تفاصيلها تقريباً، وأتابع النتائج أولاً بأول وأشاهد المباريات القوية دائماً سواء المحلية منها وحتى الأوروبية والعالمية، كما وأحضر بعض المباريات في صالة الاتحاد وأتابع الكثير من الأخبار عن اللعبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة حالياً.

لماذا لم تتجه إلى العمل الإداري أو الفني على رغم خبرتك الكبيرة؟

- صدقني، العمل الإداري أو الفني في الأندية متعب لدرجة كبيرة، نظراً إلى عدم وجود الإمكانات التي تستطيع من خلالها تسيير الفريق.

إضافة إلى أن الكثير من الأندية تقوم بالتعاقد مع لاعبين من خارج النادي، لكنها غير قادرة على الانتظام في دفع الرواتب، وحتى بالنسبة للمدربين، ما يجعل الإداري أو حتى المدرب في دائرة النظر والمطالبة بتسديد الرواتب، ولا يمكننا نسيان أن هذا الموضوع وهو تأخر دفع الرواتب قد وصل أيضاً إلى المدربين الوطنيين وأعرف منهم الكثير الذين مازالوا ينتظرون رواتب لهم منذ شهور.

مَنْ مِن اللاعبين القدامى الذين مازلتَ تتواصل معهم إلى اليوم؟

- يُعَدُّ بدر ميرزا أكثر شخص ارتباطاً بي حتى الآن، كما أتواصل مع الكثير من اللاعبين القدامى، وأتذكر منهم حارس النجمة محمد أحمد (العميد) والمدرب الحالي سيدعلي الفلاحي ولاعب الدائرة السابق باسم الدرازي.

مَنْ مِن نجوم عصرك مازال يعمل في الوسط الرياضي؟

- أكثر اللاعبين النجوم الذين بقوا اتجهوا للتدريب ومنهم بدر ميرزا سيدعلي الفلاحي ومحمد عبدالنبي وعبدالرحمن محمد.

ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها مع الأندية والمنتخب؟

- أبرز إنجاز حققته كلاعب كان مع نادي النجمة حين لعبت له بطولة كأس الاتحاد وحققتها معه في العام 2003، أمّا أبرز ما حققته مع نادي البحرين الذي لعبت له غالبية مسيرتي الرياضية فكان المركز الثاني في بطولة الكأس العام 1990 بعد خسارتنا من الأهلي في المباراة النهائية.

وفي المنتخب كان تحقيقنا المركز الثالث في بطولة آسيا للمنتخبات التي أقيمت في الكويت العام 1995 أبرز إنجاز تحقق حينها لمنتخب اليد الذي كان قبلها لم يتمكن من الصعود لمنصات التتويج.

ما هو أصعب موقف مر به اللاعب بو حمُّود؟

- كان ذلك عندما انتقلت للعب مع النجمة، أحسست حينها بضغط كبير لأن الجميع كان يتوقع أن أقدم أفضل مستواي. ولعل أصعب موقف واجهني حينما كنت ألعب للنجمة، عندما شاركت في مباراة نهائي كأس الاتحاد في الوقت الإضافي وتسببت حينها بخسارة الفريق بعد خطأين تسببت بهما كلفانا خسارة البطولة، هذا الموقف كان أصعب ما واجهته خلال مشواري.

بماذا كان يتميز رياضيُّو جيلك؟

- كان اللاعبون في الماضي يلعبون من أجل الاستمتاع باللعب، على عكس ما هو حاصل حالياً، فاللاعبون همهم المادة أولاً، فسابقاً تذهب لتشاهد مباريات تستمتع فيها بالفنيات والمهارات والخطط التي كنا نشاهدها من اللاعبين، فكان الجميع يستمتع باللعب الذي يقدمه لاعبون مثل بدر ميرزا أو نبيل طه اللذين كانا يقدمان في كل مباراة فنيات مختلفة ومتطورة.

في الماضي كان اللعب الجماعي يسيطر على أسلوب اللعب والفريق، فكنا نشاهد خططاً جميلة وتحركات لاعبي الدائرة وصناع اللعب بشكل مختلف عن الآن، إذ أصبح اللعب الفردي طاغياً على أسلوب اللعب حالياً على رغم وجود مجموعة كبيرة من اللاعبين المتميزين.

مَنْ هم المدربون الذين تدين لهم بالفضل؟

- كان المدرب التونسي لطفي الباهي أهم نقطة في مشواري كلاعب، إذ ساهم في تطور نادي البحرين ونقله للمنافسة إلى جانب فريقَيّ الأهلي والنجمة على رغم خسارتنا منهم لكونهم يمتلكون حينها أفضل اللاعبين على مستوى البحرين، لكنه ساهم في تطور مستواي بدءاً من فريق فئة الناشئين وحتى الفريق الأول.

هل تأثرت بإداري مُعيَّن طوال مشوارك الرياضي سواء في المنتخب أو النادي؟

- كان الإداري بدر ناصر أحد أبرز الإداريين الذين تأثرنا به، لأنه كان قريباً جداً من اللاعبين وكان تعامله كأخ معنا، لأنه كان سابقاً لاعباً وتحوّل للعمل الإداري وهذا مطلوب في هذا الجانب.

ما سرُّ احتفاظ النجوم السابقين بمستواهم الفني والبدني لفترة طويلة؟

- بالنسبة لي اعتزلت اللعب وعمري 42 عاماً، فقد كنا في الماضي نحب اللعب لمجرد اللعب والاستمتاع، ومن أجل إسعاد الجمهور واللاعبين، ولم نكن نبحث عن المادة والأموال، وكنت حينها أبقى في نادي البحرين من الظهيرة وحتى المساء من أجل التدريب بداية بتدريب الناشئين وثم فئة الشباب وأخيراً بالفريق الأول، أمّا الآن فاللاعب يتأخر عن الحضور للتدريب بحجة استيقاظه المتأخر من النوم أو يأتيك للتدريب وهو غير راغب.

بالإضافة لذلك، نشاهد كثيراً بعض اللاعبين يتفاخرون بتسجيلهم الأهداف ويذهبون للجماهير لاستفزازهم وهذا غير جيد، على عكس اللاعب السابق الذي يُكنُّ الاحترام للجماهير فتبادله الاحترام، والآن نشاهد الكثير من الجماهير تتلفظ بألفاظ نابية على اللاعبين، على عكس الماضي الذي كان فيه الجمهور لا تسمع منه هذه الأمور.

الرياضة اليوم لم تعد هواية مطلقة كما كانت في أيامكم، فقد تدخلت المادة كجزء أساسي في تسييرها، بماذا تُعلِّق على هذا الوضع؟

- أتذكّر أنه عندما حققنا المركز الأول في إحدى السنوات، قُدِّمَت لنا حقائب رياضية فقط، فيما اللاعبون الآن ينتظرون المبالغ المالية.

وقبل اعتزالي لعبت في نادي التضامن لمواسم، وكان الجميع حينها يسألني عن المبلغ الذي أتحصله من جراء انتقالي، على رغم أنني انتقلت للعب معهم مجاناً من أجل اللعب والاستمتاع باللعب فقط، حتى أنني تعرضت لإصابة معهم وقمت بالعلاج على حسابي الخاص حينها.

نعم الوضع تغير بشكل كبير، إذ أصبحت المادة هي الأساس في كل الألعاب، فاللاعبون يهتمون بشكل كبير بما سيحصلونه من الأموال نتيجة اللعب، أمّا بالنسبة لنا فقد كنا نريد اللعب فقط لمجرد اللعب.

هل تشعر بتطور في المنشآت والدعم المادي مقارنة بالماضي؟

- نعم وبشكل كبير، إذ أصبحت جميع الأندية تمتلك صالات مُعَدَّة للتدريب على عكس السابق، الذي كنا نبحث فيه عن صالة للتدريب وخصوصاً في موسم الأمطار، بسبب كون غالبية الأندية التي تمتلك ملاعب حينها كانت ملاعب من الأسفلت ومكشوفة.

إضافة لذلك، فقد كنا كلاعبي أندية لا نعرف صالات الحديد إلا عندما يتم اختيار اللاعب للعب في المنتخب الوطني، أمّا الآن فصالات الحديد متواجدة في غالبية الأندية.

ما رأيك في الإعلام الرياضي في الوقت الحاضر مقارنة بالإعلام الماضي؟

- في الماضي كان الإعلام يعطي اللاعبين حقهم في البروز الإعلامي، وكان الصحافي يبرز كل شيء حدث في المباراة، على عكس ما يحدث حالياً من إيجاز بسيط للمباراة، وهو ما يجعل اللاعب يتألق سابقاً، وخصوصاً أنه لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي الحالية منتشرة سابقاً، فكان كل لاعب يحاول التألق حتى يتم إبرازه في الصحافة.

الجمعيات العمومية للاتحادات والأندية كانت تتنافس تنافساً شريفاً من أجل المناصب الإدارية بدافع الحب للعمل التطوعي، أمّا الآن فنرى العكس، المرشحون غالباً ما يفوزون بالتزكية... بماذا تعلل هذه الظاهر السلبية؟

- كل ذلك بسبب الإمكانات التي يجب أن تكون أكثر، فالوضع الحالي يجعل من الإداريين يفكرون بشكل كبير قبل الدخول لعضوية الاتحادات أو الأندية.

أضف إلى ذلك إن كرة القدم أصبحت تأخذ غالبية الميزانيات في كثير من الأندية وهذا نراه مثلاً في نادي المحرق، وهذا يؤثر بشكل كبير على بقية الألعاب.

من نتائج خبرتك وتجاربك... بماذا تنصح الجيل الرياضي الحالي من اللاعبين؟

- أتمنى أن يكون اللاعبون على قلب واحد، فالفريق حينها يكون قوياً ويصعب على منافسيه أن يهزموه، ومعروف عن اللاعب البحريني حماسه وغيرته، كما أتمنى أن يتعلم اللاعبون الاتجاه إلى اللعب الجماعي أكثر من اللعب الفردي، لأن ذلك من شأنه أن يغير الكثير من حيثيات ونتيجة أي لقاء.

حسب رأيك... لاعب كبير هل يساوي مدرباً كبيراً؟

- ليس بالضرورة أن يحدث ذلك لجميع اللاعبين، وفي لعبة ككرة اليد فإنّ اللاعب الذي يكون ذكيّاً كلاعب فإنه قادر على أن يكون ذكيّاً عندما يكون مدرباً.

هل من كلمة أخيرة تختم بها هذا اللقاء؟

أشكر صحيفة «الوسط» على هذا اللقاء، والحقيقة أنني أعتقد أن اللاعبين في ذلك الجيل مُهمَّشون ولا أحد يتذكرهم، على رغم أن مثل هذه الأجيال يجب أن لا تنسى بعد هذا المشوار.

ولعلّني أعاتب اتحاد اللعبة في أنه نسي هذا الجيل، فكان بمقدوره دعوة هؤلاء اللاعبين وتقديم تذاكر دخول لمباريات الموسم، في لفتة تكريمية لجيل من المفروض أن لا يُنسى. هذا يُعتبَر أقل القليل.

بوحمُّود مع زملائه بالمنتخب... ويظهر في الصورة رئيس الاتحاد علي عيسى
بوحمُّود مع زملائه بالمنتخب... ويظهر في الصورة رئيس الاتحاد علي عيسى
بوحمُّود خلال مشاركته مع المنتخب  في إحدى البطولات
بوحمُّود خلال مشاركته مع المنتخب في إحدى البطولات
بوحمُّود مراقباً نبيل طه
بوحمُّود مراقباً نبيل طه
بوحمُّود يرفع كأس الاتحاد مع النجمة
بوحمُّود يرفع كأس الاتحاد مع النجمة

العدد 5381 - الأربعاء 31 مايو 2017م الموافق 05 رمضان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:37 م

      ياااه موضوع رائع

    • زائر 2 | 6:09 ص

      شكراً لصحيفة الوسط وهي اﻻولى والوحيدة التي تهتم بكرة اليد جميل جداً من الكبتن رائد بو حمود هده الدكريات الرائعة فعلا يا رائد دكرتنا بديك اﻻيام الحلوة والبسيطه دمعت عيني وانا اقرئها ﻻعبين الجيل الدهبي منسي حقهم في اﻻعﻻم وكدالك اﻻعبين القدامى راضيين وقانعين بكل ما يقدم لهم عشان ايام حلوة في ملعب المركزي وصالة الجفير شكراً لك رائد بتوفيق انشاء الله لصحفية الوسط الوفية واشكر المسؤلين عن هده اللقاءات الخاصة.

    • زائر 1 | 1:24 ص

      بالماضي كان اللعب الجماعي يسيطر على أسلوب اللعب والفريق، فكنا نشاهد خططاً جميلة وتحركات لاعبي الدائرة وصناع اللعب
      هذا كلامه خطا هههه بسابق ولا يعرفون الخطط ولا فيها تكتيك حتى اوربا
      اما الحين الكره تتطورت اكثر ومنتخبنا وصل لكاس العالم

اقرأ ايضاً