وقعت أرامكو السعودية اتفاق مساهمين مع شركة لامبريل بي إل سي (لامبريل)، والشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري)، وشركة هيونداي للصناعات الثقيلة المحدودة (هيونداي للصناعات الثقيلة)، للشراكة في مشروع مُشترك يهدف إلى تأسيس وتطوير وتشغيل مجمع عالمي للصناعات البحرية كمشروع أساسي في مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير، قُرب مدينة الجبيل الصناعية على الساحل الشرقي للمملكة بكلفة تصل إلى 19.5 بليون ريال (5.2 بليون دولار)، حسبما نقلت صحيفة "الحياة".
وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية مع هذه الشركات الرائدة إلى الاستفادة من الطلب المتزايد على الخدمات والصناعات البحرية في المنطقة من خلال طرح حلول تنافسية آمنة، وعالية الجودة، وبمعايير عالمية. ويأتي هذا المشروع لتوطين العناصر الأساسية في منظومة توريد أرامكو السعودية المرتبطة بأنشطة الشحن والحفر البحري بما يساعد في خفض التكاليف وسرعة الاستجابة والكفاءة للشركة والشركات التابعة لها.
وسيصبح المجمع الأكبر من نوعه في المنطقة من حيث الطاقة الإنتاجية وحجم الأعمال. وسيقام في منطقة رأس الخير القريبة من مدينة الجبيل الصناعية على مساحة 4.3 كيلومتر، وسيطرح المشروع حزمة من المنتجات والخدمات غير المسبوقة في المنطقة والتي ستسهم في تلبية طلب أرامكو السعودية وشركائها في منظومة التوريد على التصنيع، والصيانة، والإصلاح والتجديد الكامل لمنصات حفر النفط والغاز البحرية وسفن المساندة البحرية والسفن التجارية، ومنها ناقلات النفط الضخمة. وسيعمل المجمع بطاقة إنتاجية سنوية لتصنيع أربع منصات حفر بحرية وأكثر من 40 سفينة تشمل ثلاث ناقلات نفط ضخمة، إضافة إلى تقديم خدمات الصيانة اللازمة لأكثر من 260 مُنتَجاً من سفن ومنصات حفر بحرية.
ومن المتوقع بدء الأعمال الإنتاجية في المشروع خلال 2019، على أن يعمل المشروع بطاقته الإنتاجية الكاملة بحلول عام 2022. وسيعمل هذا المشروع على توطين الخبرات المرتبطة بالصناعات البحرية وخلق المزيد من فرص العمل في المملكة.
وقالت «لامبريل» في بيان: «المديرون يتوقعون أن يكون المجمع البحري الأكبر في الخليج من حيث الطاقة الإنتاجية والحجم». وأضافت أن الحكومة السعودية ستغطي نحو 3.5 بليون دولار (13 بليون ريال) من الكلفة الإجمالية على أن يمول المشروع المشترك ما تبقى من الكلفة. وستستثمر «لامبريل» ما يصل إلى 140 مليون دولار (500 مليون ريال) ويمتلك 20 في المئة من المشروع.
وستمتلك «أرامكو» 50.1 في المئة وتستثمر ما يصل إلى 351 مليون دولار (1.3 بليون ريال). وكانت «أرامكو» وقعت مذكرة تفاهم في شأن المشروع في كانون الثاني (يناير) 2016. وقالت شركة النفط العملاقة من قبل إن كلفة المشروع ستزيد على 20 بليون ريال (5.3 بليون دولار).
وستستثمر بحري ما يصل إلى 139 مليون دولار (521 مليون ريال) في مقابل حصة نسبتها 19.9 في المئة و«هيونداي» ما يصل إلى 70 مليون دولار (262 مليون ريال) في مقابل حصة 10 في المئة. ووافق صندوق التنمية الصناعية السعودي الحكومي على توفير تسهيل دين بقيمة بليون دولار (3.75 بليون ريال). وفي إطار الاتفاق، ستشتري «أرامكو» 20 منصة حفر وسفن دعم بحري وخدمات من المشروع المشترك بحسب ما قالته «لامبريل» التي قفز سهمها 13 في المئة بعد الإعلان.
ووفق «لامبريل»، ستشتري بحري ما لا يقل عن 75 في المئة من حاجاتها من السفن التجارية على مدار 10 سنوات من المشروع بحد أدنى 52 سفينة تجارية من بينها «عدد كبير» من ناقلات النفط العملاقة. وكانت شركة مكديرموت انترناشونال الأميركية المتخصصة في تقديم خدمات حقول النفط والمعدات قالت إنها ستقيم مشروعاً للتصنيع في مجمع رأس الخير وستنقل بعض عملياتها تدريجياً من دبي إلى رأس الخير بحلول منتصف العقد الثالث من القرن الحالي.
وتتبنى المملكة استراتيجية تستثمر من خلالها مبالغ كبيرة من الأموال الحكومية وموازنات المشتريات للشركات الحكومية الكبرى، مثل شركة النفط الوطنية أرامكو لجذب الخبرات الأجنبية من أجل تطوير صناعات استراتيجية.
وقالت «أرامكو» إنها وقعت اتفاق مساهمين مع الشركة السعودية للنقل البحري (بحري)، وهي شركة تسيطر عليها الدولة تشحن النفط لمصلحة «أرامكو»، وهيونداي الكورية الجنوبية للصناعات الثقيلة و«لامبريل»، وهي شركة هندسية مقرها الإمارات ومدرجة في بورصة لندن.
وزيرا الطاقة السعودي والروسي يبحثان التعاون في الإنتاج والتكرير
بحث وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية خالد الفالح مع إيغور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة «روس نفط» في موسكو أول من أمس، مجالات التعاون بين الشركتين في مشاريع النفط والغاز. وقال بيان صادر عن «روس نفط» إن سيتشن بحث مع الفالح، التعاون في مجال التنقيب والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات والغاز الطبيعي المسال. ويعد اجتماع سيتشن الثاني له في أقل من أسبوع مع مسؤولي «أرامكو»، إذ التقى الرئيس التنفيذي لـ«روس نفط» يوم الأحد الماضي في السعودية بالرئيس التنفيذي لـ«أرامكو» أمين الناصر. ولم تتطرق «أرامكو» في ما نشرته الأحد الماضي لتفاصيل الاجتماع، لكنها قالت إن سيتشن «أطلع على أعمال واستراتيجيات الشركة».
كما بحث الفالح مع نظيره وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في موسكو مجالات التعاون بين البلدين، ولا سيما التكنولوجي منها. وحضر الاجتماع مدير شركة «غازبروم نفط»، الذراع النفطية لـ«غازبروم» ألكسندر دوكوف، إذ أكد نوفاك اهتمام شركات النفط الروسية بالمشاركة في مشاريع طاقة في المملكة.
ومن بين المشاريع ذات الاهتمام المشترك، أشار نوفاك إلى إنشاء مراكز أبحاث مشتركة لتطوير وإدخال التقنيات المتقدمة في مجال النفط والغاز، منها مشروع لصناعة معدات نفطية لاستخدامها، إضافة إلى بيعها في أسواق آخرى. كما بحث وزيرا روسيا والسعودية، اللتين تعدان أبرز منتجين للنفط في العالم، الوضع في سوق النفط العالمية، ولا سيما بعد تمديد خفض الإنتاج تسعة أشهر إضافية حتى آذار (مارس) 2018.
وكانت الدول المنتجة من داخل «أوبك» وخارجها مثل روسيا اتفقت بنهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على تقليص الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً لامتصاص تخمة المعروض ومكافحة تدهور الأسعار.
وفي هذا الإطار، قال الوزير نوفاك إن التعاون بين الدول المنتجة من داخل وخارج «أوبك» يفتح آفاقاً واسعة للتعاون وتنفيذ مشاريع مشتركة لإنتاج ونقل موارد الطاقة.
وبعد موسكو، من المتوقع أن يتجه الوزير السعودي إلى سان بطرسبورغ للمشاركة في منتدى «بطرسبورغ الاقتصادي 2017» المنعقد في الفترة ما بين 1-3 حزيران (يونيو). ومنتدى «بطرسبورغ الاقتصادي الدولي» يعقد في روسيا منذ عام 1997، ومنذ عام 2006 يشارك في المنتدى الرئيس بوتين بشكل سنوي. ويسمى المنتدى الاقتصادي بـ«منتدى دافوس الروسي»، بفضل حجمه ومستوى المشاركين.