العدد 95 - الإثنين 09 ديسمبر 2002م الموافق 04 شوال 1423هـ

هل الأجنبي أفضل من (ابن البلد)؟

أنا مواطنة بحرينية تخرجت في جامعة البحرين قسم علوم الحاسب الآلي العام 2001 بمعدل متفوق يؤهلني للحصول على الوظيفة التي أطمح إليها حال تخرجي لقد سعيت للحصول على وظيفة قبيل تخرجي إلى هذا اليوم ولم أتلق سوى رسائل الاعتذار والوعود الكاذبة بالتوظيف من قبل مختلف المؤسسات الخاصة والحكومية فبعض المؤسسات تبرر عدم الرغبة في توظيفي بأن وظيفة أخصائيي الكمبيوتر لا تليق بالنساء فهي تتطلب جهدا كبيرا والتزاما بساعات العمل والنساء ينتظرهن الزواج ومسئولية الأولاد، لا أريد التعليق على هذا المبرر والذي في نظري انه اقبح من ذنب ولكني ساتركه لقراء هذه الرسالة ولمن يعنيهم هذا الأمر.

مؤسسات أخرى تبرر عدم الرغبة في توظيفي بأن قسم الحاسب لا يستوعب وظائف جديدة فالقسم يعج بالمبرمجين الأجانب مع العرب وغير العرب بل وتوظيفهم مازال مستمرا، ألست أولى بالوظيفة منهم. ألست أولى بخدمة بلدي من هؤلاء الأجانب (مع احترامي)، أم أصبح الأجانب أكفأ من أبناء البلد.

لا أعتقد أن الاجنبي أكفأ من ابن البلد الذي يحمل المؤهل نفسه واستحالة أن يكون الأجنبي أحرص على خدمة البحرين ورفع انتاجها والارتقاء بها من المواطن البحريني علاوة على الرواتب الخيالية التي تعطى للأجانب ولا تعطى للمواطن البحريني الذي يحمل المؤهل والخبرة نفسها.

مؤسسات أخرى ولا أريد تحديد ما إذا كانت شركات، بنوك أم وزارات لا توظف إلا فئة معينة أو ممن لديه واسطة داخل المؤسسة في الوقت الذي تعتذر فيه عن توظيفي بحجة إنني لا أحمل خبرة في المجال نفسه سوى فترة التدريب من قبل الجامعة ومشروع التخرج الذي استغرق حوالي 6 شهور.

كافحت بشدة للحصول على وظيفة في مجال تخصصي بكل الوسائل وتحت أصعب الظروف وأقسى الأجواء التي لم أسلم فيها من ضربات الشمس المتكررة وحروق الجلد فأصبحت أرسل طلباتي عن طريق البريد لعل وعسى ينظرون في أمري ويتأكدون من جديتي ورغبتي في الوظيفة. إنني أرسل الطلبات والتي أصرف فيها مبالغ ليست ببسيطة في كل مرة من جهة وتنهال عليّ رسائل الاعتذار من جهة أخرى.

تخصص الكمبيوتر وكما تعلمون يتطور بسرعة مذهلة فهو يحتاج إلى مواكبة ومتابعة بشكل دقيق ومستمر وهذا بدوره يحتاج إلى إمكانات مادية من الاتصال بالإنترنت بأي وسيلة إلى شراء مجلات وكتب الكمبيوتر والتي يصل فيها الكتاب الواحد إلى 30 دينارا أو ما يزيد إلى دورات الكمبيوتر التي تفوق الألف دينار. في السنوات الدراسية التي قضيناها في الجامعة وهذا بالطبع لا يغني ولا يعتبر بديلا عن التطبيق والانخراط في مجال العمل فجميع المؤسسات تطلب الخبرة من المتقدمين فكوني أتابع تخصصي ليس كافيا من وجهة نظرهم وإنما الخبرة هي محل الثقة فقط، الخبرة التي سوف لن أنالها ما دامت الأبواب مقفلة في وجهي من جميع مؤسسات الدولة الحكومية منها والخاصة.

حتى وزارة العمل التي طلبت منها دورة في مجال الكمبيوتر تجاهلتني في الوقت الذي تقنع فيه الأخريات من الجامعيات وغير الجامعيات من مختلف التخصصات وممن شملتهم دورات سابقة من الوزارة بحجة انني استفدت من دورة سابقة ومتخصصة في مجال الكمبيوتر، إضافة إلى انهم وعدوني بالوظيفة وفي اثناء الدورة تفاجأت بأن ما يدرس لا يمت للكمبيوتر بصلة ولكني لم أقطع الدراسة رغبة في زيادة مؤهلاتي، وعلى الرغم من كل هذا، لم أستطع الحصول على وظيفة، في نفس الوقت الذي يوظفوا فيه الأجانب، فهل الأجنبي أفضل من ' إبن البلد'؟

العدد 95 - الإثنين 09 ديسمبر 2002م الموافق 04 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً