اتهمت عائلات شبان تونسيين مفقودين منذ محاولتهم الهجرة بشكل غير شرعي إلى أوروبا غداة اطاحة نظام زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011، السلطات التونسية بـ"تجاهل" مصير هؤلاء.
خلال الاسابيع والاشهر التي تلت اطاحة نظام بن علي، حاول آلاف التونسيين الوصول بشكل غير شرعي عبر البحر الى جزيرة لمبيدوسا الايطالية، أقرب نقطة في اوروبا إلى سواحل تونس.
وأعلن الرئيس الباجي قائد السبسي في وقت سابق أن أكثر من 20 ألف تونسي هاجروا بشكل غير شرعي الى جزيرة لمبيدوسا مستغلين حالة الانفلات الامني في تونس عقب الثورة.
وأعلن عبد الرحمن الهذيلي رئيس "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" (منظمة غير حكومية) اليوم الأربعاء (31 مايو / أيار 2017) في مؤتمر صحافي ان وزارة الخارجية التونسية تلقت من العائلات ملفات تخصّ 503 مهاجرين مفقودين منذ 2011.
وقدر الهذيلي العدد "الحقيقي" للمهاجرين التونسيين المفقودين بنحو 1500 شخص.
وأضاف "ليس لدينا أي معلومات حول متابعة هذه الملفات من قِبل السلطات التي تصُمّ آذانها، وغير المقتنعة بالطبيعة الاجتماعية لهذه الملفات".
وأضاف "بعض المسئولين (الحكوميين) يقولون لنا في الكواليس إنهم لم يأمروا هؤلاء الشبان بالهجرة غير الشرعية".
ولم تخف هذه العائلات غضبها خلال المؤتمر الصحافي.
وقال والد نضال بن حليمة المفقود في ايطاليا منذ 2012 "ابناؤنا ليسوا ارهابيين حتى يتم تجاهلهم بهذه الطريقة. وإن كانوا هاجروا بشكل غير شرعي فذلك هربا من البطالة والبؤس".
وافادت والدة انيس الاخضر الذي حاول الهجرة بشكل غير شرعي منذ آذار/مارس 2011 ان الحكومات المتعاقبة على تونس منذ ذلك العام "لم تكن لها اي ارادة لاعادة أبنائنا أحياء أو أمواتا".
وأضافت "فقدنا بالكامل الثقة في الدولة (..)، ولن نسكت".
وقالت عائلات إنها تواصلت مع أبنائها الموقوفين بمراكز احتجاز في ايطاليا لكن من دون التطرق إلى قضيتهم امام السلطات التونسية التي يندُر ان تتحدث علنا في الموضوع.