أشاد البيت الابيض بالعلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ووصفها بأنها "جيدة بشكل لا يصدق"، وذلك بعد ساعات من لجوء ترامب إلى موقع التواصل الاجتماعي تويتر لينتقد ألمانيا في مجالي التجارة والدفاع.
وقال شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس ينظر إلى ألمانيا وأوروبا على نطاق واسع كحلفاء مهمين للولايات المتحدة، وإنه يرحب بدعوة ميركل إلى أن تلعب أوروبا دورا أكبر في مجال الدفاع.
وأضاف سبايسر: "إن الرئيس يعتقد أن رؤية أوروبا وهي تزيد حصتها في تحمل العبء أمر إيجابي للغاية".
كان ترامب قد غرد قائلا اليوم الثلثاء (30 مايو/ أيار 2017) إن هناك عجزا تجاريا هائلة مع ألمانيا وإن النفقات الألمانية على حلف شمال الأطلسي وعلى الجيش قليلة جدا مضيفا: "هذا سيء جدا للولايات المتحدة، سيتغير ذلك".
وتصر واشنطن على زيادة النفقات العسكرية داخل الناتو بشكل هائل حتى من جانب ألمانيا.
من جانبها، ردت ميركل بشكل غير مباشر على ترامب مشيرة، خلال جلسة للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي، اليوم الثلثاء في برلين إلى ما استقر عليه حلف شمال الأطلسي "ناتو" من ضرورة أن تتحرك النفقات العسكرية للدول الأعضاء بالحلف بما فيها ألمانيا نحو 2% من إجمالي الناتج القومي بحلول عام .2024
وقالت ميركل إنه من الضروري لتحقيق ذلك زيادة ميزانية الدفاع بالطبع كما هو الاتجاه لدى معظم الدول الأوروبية.
وأضافت أن هذا الأمر ليس جديدا وليس مرتبطا بترامب وإن سلفه باراك أوباما أشار إلى ضرورة زيادة الإنفاق العسكري.
وحسب دوائر مقربة من ميركل، فإن المستشارة كررت تأكيدها على أهمية العلاقات الأوروبية الأمريكية، وقالت في الوقت ذاته إن ذلك يعني أيضا عدم إمكانية إخفاء بعض الأشياء وإنها قالت دائما إن هناك حاجة لسياسة خارجية أوروبية خاصة بأوروبا ولكن ذلك ليس ضد المحور الأساسي مع الولايات المتحدة.
كما دعا سياسة ألمان اخرون، اليوم الثلثاء، إلى مقاومة سياسات إدارة ترامب.
وطالب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل أوروبا بالوقوف في وجه سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال جابريل في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم الثلثاء: "من لا يقف في وجه هذه السياسة الأميركية سيكون مشاركا في المسؤولية... من يسرع وتيرة تحول المناخ عبر تقويض حماية البيئة ويبيع المزيد من الأسلحة في مناطق الأزمات ومن لا يريد حل نزاعات دينية سياسيا فإنه يعرض السلام في أوروبا للخطر".
وأضاف جابريل أن السياسة قصيرة المدى للإدارة الأمريكية تتعارض مع مصالح الاتحاد الأوروبي.
كان جابريل أعرب أمس الاثنين عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب لم يعد لها دور قيادي في المجتمع الدولي الغربي.
وتحدث نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عما وصفه بـ"غياب الولايات المتحدة كأمة مهمة".
وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز المنافس الرئيسي للمستشارة انجيلا ميركل في الانتخابات الألمانية المقبلة المقررة في أيلول / سبتمبر المقبل، ان "الأمر اليوم يتعلق بوجوب معارضة هذا الرجل بكل ما نقدر عليه".
وأعرب زعماء أوروبيون آخرون عن تأييدهم لتعليقات ميركل الأخيرة، حيث قال رئيس الوزراء الايطالي باولو جنتيلونى إن ايطاليا "توافق على ضرورة أن يقرر الأوروبيون مستقبلهم بأنفسهم، لأن التحديات العالمية تتطلب ذلك".
وأكد جنتيلوني على الأهمية المستمرة للتحالف عبر الأطلسي، بيد انه قال إنه لا يجب أن يتخلى الاوروبيون عن مبادئهم بشأن مسائل مثل تغير المناخ والتجارة الدولية.