بعد خلاف علني مع الإدارة تعود جذوره إلى أبريل/ نيسان، أعلن نادي بوروسيا دورتموند الالماني لكرة القدم اليوم الثلثاء (30 مايو/ أيار 2017) رحيل مدربه توماس توخيل، شاكرا إياه على الجهد الذي بذله، ومؤكدا أن الأولوية هي للنادي على حساب الأشخاص.
وتوترت العلاقة بين توخيل وإدارة دورتموند، لاسيما رئيسه التنفيذي هانس-يواكيم فاتسكه، منذ المباراة ضد موناكو الفرنسي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا التي كانت مقررة في 11 ابريل، حين تعرضت حافلة النادي لثلاثة تفجيرات أثناء توجهها إلى الملعب لخوض مباراة الذهاب في دورتموند، ما أدى إلى إصابة المدافع الاسباني مارك بارترا.
وأرجئت المباراة إلى اليوم التالي، إلا أن ذلك لقي انتقادات واسعة من اللاعبين وتوخيل الذي أشار إلى أن إدارة النادي لم تأخذ في رأيه بموافقتها على إقامة المباراة بعد 24 ساعة، وهو ما نفاه فاتسكه.
وأصدر النادي بيانا الثلثاء جاء فيه "نشكر توماس توخيل وجهازه التدريبي على العمل الناجح الذي قاموا به في بوروسيا دورتموند".
وحاول دورتموند في بيانه التقليل من شأن الخلاف وانعكاسه على رحيل المدرب البالغ من العمر 43 عاما.
وأكد أن "سبب هذا الانفصال لا يعود بأي شكل من الأشكال للخلاف بين شخصين"، في إشارة إلى توخل وفاتسكه، مضيفا أن النادي وأداءه "هو دائما أكثر أهمية من الأفراد أو الخلافات المحتملة بينهم".
ولم يشرح دورتموند أسباب رحيل توخيل بعد موسمين على توليه مهامه خلفا لمدرب ليفربول الانجليزي يورغن كلوب.
وكان من المقرر أن يمتد عقد توخيل حتى نهاية الموسم المقبل، ويعتقد أنه يتضمن بندا جزائيا يقضي بدفع تعويض له بقيمة 2,5 مليوني يورو، في حال إنهاء العقد قبل المدة المحددة.
ويأتي الاعلان عن رحيل توخيل بعد أيام من إحراز النادي لقب كأس ألمانيا، بفوزه السبت على اينتراخت فرانكفورت 2-1، وهو اللقب الوحيد لتوخيل مع النادي. كما أنهى الفريق الموسم ثالثا في البوندسليغا، وضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وأعرب توخيل عن أسفه لعدم مواصلة مسيرته مع النادي الألماني.
وقال عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، "أنا ممتن لعامين جميلين، مليئين بالأحداث، وحماسيين. من المؤسف أن ذلك لن يستمر".
أضاف "شكرا للمشجعين، للفريق، للجهاز الفني وكل من دعمنا (...) أتمنى كل التوفيق لبوروسيا دورتموند".
21 دقيقة
وبحسب صحيفة "بيلد" الالمانية الواسعة الانتشار، أبلغ توخيل بفسخ عقده خلال اجتماع مع فاتسكه والمدير الرياضي لدورتموند ميكايل تسورك، عقد الثلثاء في الفندق التابع للنادي، واستمر 21 دقيقة فقط.
ورجحت تقارير صحافية خلال الاسابيع الماضية أن يكون السويسري لوسيان فافر مدرب نيس الفرنسي الذي سبق له تدريب ناديي بوروسيا مونشنغلادباخ وهرتا برلين الالمانيين، مرشحا لخلافة توخيل.
ولم يشكل الاعلان عن رحيل توخيل مفاجأة، إذ أن الخلاف بينه وبين الإدارة خرج الى العلن منذ فترة، لاسيما عندما نفى فاتسكه في مقابلة صحافية رواية المدرب عن عدم الأخذ برأيه في إقامة مباراة موناكو في دوري الأبطال في اليوم التالي، بدلا من منح اللاعبين وقتا أطول للخروج من صدمة التفجير وإصابة زميلهم بارترا.
ولم تقتصر الخلافات على علاقة توخيل بفاتسكه.
فالمدرب أشار سابقا إلى أن المدير الرياضي تسورك لم يستشره عندما ضم اللاعب السويدي الصاعد ألكسندر اسحق (17 عاما) في يناير/ كانون الثاني. والأسبوع الماضي، تعرض توخيل لانتقادات من قائد فريقه مارسيل شملتسر لعدم إشراكه التركي نوري شاهين في نهائي كأس ألمانيا، بدلا من لاعب الوسط الدولي يوليان فايغل المصاب.
تكتيكي صعب المراس
وبعد عامين في سدة المسئولية، يغادر توخيل دورتموند مع سمعة المدرب التكتيكي المبدع، على رغم كونه صعب المراس أحيانا.
وأقر توخيل نفسه في تصريحات صحافية العام 2009 انه "كلاعب، لم يكن من السهل التعامل معي"، على رغم أن مسيرته لم تكن طويلة، وهو توقف عن اللعب بسبب إصابة في الركبة العام 1998، عندما كان في حينها مدافع نادي أولم في الدرجة الثالثة.
اقتدى توخيل المدرب كثيرا بالإسباني جوسيب غوارديولا، أكان على صعيد الاقدام على تغيير أسلوب اللعب (أحيانا خلال المباراة نفسها)، سعيا لمفاجأة مدرب الفريق الخصم وجعل توقع أدائه مهمة صعبة.
لم تكن علاقته مع الصحافيين مثالية، اذ غالبا ما كان حادا في المؤتمرات الصحافية بعد المباريات ومنتقدا للأسئلة التي لا تعجبه.
بدأ مسيرته التدريبية مع فريق الشباب لنادي ماينتس، الا انه رقي لمنصب مدرب الفريق الأول قبل يومين من انطلاق موسم 2009-2010، من دون أي خبرة تدريبية في البوندسليغا.
وقال توخيل عن هذا التعيين المفاجئ "كان لدينا في ماينتس شخص كسر القواعد هو مدير النادي كريستيان هايدل، الذي كان شجاعا بما يكفي ليجعلني أحد المدربين في البوندسليغا".
ركز توخيل على كرة القدم السريعة والهجومية، وعلى تغيير تكتيكاته بشكل يفاجئ خصوم ماينتس الذي تمكن من الفوز في مبارياته السبع الأولى في موسم 2010-2011. وقبل رحيله عن النادي بنهاية موسم 2013-2014، كان توخل قد قاد ماينتس الى الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" مرتين.
سار توخيل على خطى كلوب بالانتقال من ماينتس الى دورتموند، وبنى على نجاحات سلفه ليؤمن بلوغ دوري الأبطال في موسميه.