بدأ الكثير من المراقبين يطرحون في الأسابيع الأخيرة سؤال المرحلة: ماذا سنفعل مع الدفعات العائدة من «الدولة الإسلامية في الشام والعراق»، مع قرب سقوطها وتصفيتها في الميدان؟
السؤال يدق جرس الخطر في هذا الوقت الحرج الذي يمر به التنظيم، إذ يتلقى ضربات شديدة في أراضي سورية والعراق، حيث أقام دولته المؤقتة. وباتت التوقعات السابقة تترجم على أرض الواقع، فأخذ هذا التنظيم الدموي يتحرّك كالثعبان ليضرب بذيله هنا وهناك، تنفيساً عن جسمه الذي يتعرّض للتقطيع. وقد شاهدنا ذلك في عدد من الأماكن والبلدان، من تفجيرات إندونيسيا، إلى تحركه في جنوب الفلبين، إلى عملية المنيا بمصر، وصولاً إلى هجومه في مانشستر ببريطانيا.
الآن ومع اقتراب ساعة الحسم، بات الحديث عن احتمالات المستقبل أكثر تواتراً، إذ يتم طرح عدة سيناريوهات لعودة المجاهدين من دولة «داعش»، قياساً على ما حدث بعد عودة المجاهدين من «أفغانستان» نهاية الثمانينات. ففي ختام تلك المرحلة، توزّع العائدون على عدة خيارات، بين من عاد إلى بلاده ليدخل السجن؛ أو هاجر للبلدان الغربية طلباً للجوء؛ أو البحث عن مواقع أخرى ليواصل القتال، أو الالتحاق بجبهة حرب جديدة أو تنفيذ عمليات ضد أهداف في دول آسيوية أو إفريقية... وتُوّج ذلك بهجمات 11 سبتمبر على نيويورك.
من هنا يكثر طرح السؤال هذه الأيام في الكثير من البلدان المعنية بالمقاتلين: ماذا سنفعل اليوم بعد انتهاء المعركة وعودتهم إلى أوطانهم؟
الأرقام التي تتحدث عن أعداد المقاتلين في تنظيم «داعش» تتفاوت كثيراً، ولا يعلم بالعدد الحقيقي غير الله والأجهزة السرية الدولية، التي كان لها دورٌ في استقطاب عشرات الآلاف من المقاتلين، من 80 بلداً عبر العالم، وتسهيل انتقالهم عبر الحدود بين الدول، حتى وصلوا إلى قلب منطقة الشرق الأوسط، العراق والشام. هذا العمل اللوجستي الضخم كان يحتاج إلى أموال وشراء تذاكر سفر وتنظيم حركة العبور من مطارات تخضع لرقابة أمنية مشدّدة، واجتياز حدود برية واستقبال لدى حواضن محلية حيث يجري توزيعهم على المناطق والمعسكرات، وبعدها يتم تكليفهم بالعمليات المطلوبة، من احتلال أراضٍ والسيطرة على المدن وإخضاع السكان.
اليوم شارفت هذه المغامرة الكبرى على النهاية، لذلك يُطرح من جديد الحديث عن السيناريوهات، حيث تشكّل عودة المقاتلين تهديداً للأمن القومي في الكثير من البلدان. فهناك من سينتشر شرقاً، نحو إندونيسيا والفلبين، وربما ماليزيا وتايلند. ومنهم من سيفكر بالاتجاه غرباً نحو أوروبا، وخصوصاً من مواطني تلك القارة ممن التحقوا بـ»داعش». ولذلك تجد الأوروبيين أكثر الناس حساسيةً وجزعاً تجاه هذا الموضوع، حيث يشعرون بخطئهم في موضوع تسهيل هجرة المتطوعين إلى سورية والعراق في أعقاب عسكرة الربيع العربي. كما يدرك الأوروبيون، من خلال تجاربهم الحية، مدى خطورة وجود عنصرين أو ثلاثة من «داعش» على زعزعة الوضع الأمني بأية مدينة أوروبية، فكيف مع توقع عودة الآلاف إلى أوروبا، بطرق شرعية أو عن طريق التهريب.
أكثر هؤلاء المراقبين غربيون، ولذلك يركّزون على بلدانهم كفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا، لكنهم لا يغفلون عن بلدان الشرق الأوسط وما تواجهه من مخاطر نتيجة عودة العائدين من دولة «داعش»، وخصوصاً تلك المجاورة لسورية والعراق كتركيا والأردن، حيث يُقدّر عدد من التحقوا بالتنظيم من كلٍّ منهما، ببضعة آلاف مقاتل (بين 4 و5 آلاف).
العائدون من دولة «داعش» لن يعودوا سياحاً، وإنّما سيعودون محمّلين بتجارب وخبرات كبيرة بطرق التفجير وإعداد العبوات الناسفة، فضلاً عن القتال ضد الجيوش النظامية واحتلال المدن، ويفكّرون بتعميم ما يجري في ليبيا كأفضل نموذج لاحتضان العائدين.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5378 - الأحد 28 مايو 2017م الموافق 02 رمضان 1438هـ
الفرد الداعشي موجود في كل مكان الا انه على نوعين فرد داعشي فكر وعقائد بدون عملي و فرد داعشي عملي قتل ذبح شق في العراق اوشوريا او غيرهما وهناك دول داعشية مغطاة ومتخفية بالمحبة والرحمة
بعض الدول تستجلبهم و تستفيد من خبراتهم في قتل الناس .
انا التوقع ان بلدانهم ستستقبلهم برحابة صدر وكأنهم الفاتحين لبلاد الكفر او كأنهم عادو من جامعات اوربية محملين بالشهادات العليا .
هولاء المرتزقة ما هم الا فئران تجارب لدى الاجهزة الاستخباري الدولية، وللاسف ضاع الكثير منهم في تلك الحروب الظالمة واشعال الفتن الطائفية وارتكبوا الكثير من الجرائم ضد الانسانية وباسم الاسلام ...وا مصيبتاه
عندنا بيستقبلونهم بالاحضان
لا تكبرون الموضوع...كلها مناصحة..بالكثير مناصحتين...ويعودون صاغ سليم كيوم ولدتهم أمهاتهم....
يقولون عندنا اقل من مئة. الله يستر.
اتصوّر الاعدام لمن راح قاصداً قتل الابرياء اياً كانت ديانتهم فهو الان عنده الخبره الكافيه واساساً ليس له قلب وضمير