تعتبر السمنة أزمة وطنية فالعبء الاقتصادي لظاهرة السمنة سواءً على الفرد أو الدولة كبير جداً. فالسمنة تستهلك حوالي 2 % من ميزانية الصحة لأي دولة وتكلف العالم حوالى 2 ترليون دولار في العام أي ما يضاهي تكلفة الحروب والصراعات المسلحة، هذا وتنفق الولايات المتحدة الأمريكية ما يقدر بـ 190 مليار دولار سنوياً على علاج الحالات المرضية المرتبطة بالسمنة حيث كان لارتفاع استهلاك المشروبات الغازيه والأغذية السريعة والمصنعة عاملاً رئيسيا في انتشار البدانة. كما أن التكلفة الصحية للسمين أكثر بـ 30 % من تلك للشخص ذو الوزن الطبيعي.

أما صحياً فلا أبالغ عندما أذكر أن جميع أو غالبية العلل والأمراض والإعاقات التى تصيب الإنسان لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع زيادة الوزن . فالسمنة تؤدي إلى آثار سلبية على التمثيل الغذائي متسببه في ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية ومقاومة الجسم للأنسولين وبالتالىللانسولين وبالتالي الإصابة بداء السكري والتعرض لمخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب وحدوث الجلطة والأزمه الصدرية وكذلك السكتة الدماغية وزيادة احتمال الإصابة بالسرطانات منها سرطان الثدي والقولون والبروستاتا والرحم والكلى والمرارة. ويتسبب في نقص المناعة واضطراب التنفس بما في ذلك توقف التنفس أثناء النوم مما يتسبب في خطورة بسبب تكرار ذلك أثناء النوم, كما يتسبب في آلام الجسم والعظام وروماتيزم المفاصل والعمود الفقري فهي إحدى الأسباب الرئيسيه لالتهابالرئيسية لإلتهاب المفاصل لأنها تضع ضغطا إضافياً على المفاصل وما بها من غضاريف متسببه فى تآكلها والسمنة تعرض السمنه الشخص إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام ولها تأثير على الجروح والالتهابات البكتيريه والفطريه التى تتأخر فى الإلتئام والشفاء، ومرض الكبد الدهني وأمراض الكلية وحصى في المرارة ومشاكل فى الحمل حيث قد يتسبب فى عدم الحمل أو تأخره ويزيد من احتمالات إصابة المرأه بحالة تسمم الحمل أو داء سكري الحمل واحتمالات عدم إتمام مدة الحمل أي أن يولد الطفل خدجاّ أو أن تتعرض الحامل للإجهاض وكذلك زيادة نسبة الولادة بواسطة العمليات القيصريه وحدوث مضاعفات للأم وللجنين أثناء الولادة، والسمنة تؤثر على الصحة الجنسية منها عدم القدرة على الانتصاب متسببة فى مشاكل نفسية بين الزوجين قد تؤدي للانفصال، كما تتسبب فى متلازمة الأيض وهي مجموعة من عوامل الخطر التي ترفع من نسبة الإصابة بأمراض القلب والمشاكل الصحية الأخرى، مثل مرض السكري والسكتة الدماغية. كما تتضاءل جودة ونوعية الحياة عموما فلا يتمكن الإنسان من القيام بالأعمال التي كان يؤديها سابقاً كالمشاركة في أنشطة مختلفة. وبشكل عام فإن احتمالات الوفاة تزداد فهي السبب تقريبا في 5 % من جميع الوفيات حيث يتوفى حوالى 2.8 مليون شخص سنوياً في العالم نتيجةً لزيادة الوزن أو السمنة.

وتؤثر السمنة كذلك على الصحة النفسية للإنسان فقد تؤدي إلى الحزن والإكتئاب والشعور بالعار والخجل والإحساس بالذنب وبالتالي العزلة الاجتماعية.