كيف يمكن أن لا نطلق لقب فنانة على فتاة خارجة عن المألوف يمكنها تحويل خامات بسيطة جداً مثل الفواكه والخضراوات إلى لوحات فنية مبتكرة، هي أشياء بسيطة لكن طريقتها في استخدامها ذكية للغاية. فأن تعيش الحياة شيء، وأن تعيشها بفن وفي أبسط تفاصيلها شيء آخر، حتى الأمورالعادية يمكن وبلمسة فنية، أن تجعلها راقية ومميزة.

منذ 3 سنوات وكوثر جاسم تمارس فن الرسم بالطعام الذي تولد لديها من خلال محاكاتها لفنون الطعام في المواقع الفنية للدول الأجنبية وشرق آسيا، وتقول عن تجربتها: «أحب الفن والجمال في كل شيء من حولي، إذ يمكن بالأشياء الجامدة البسيطة التي نتعامل معها كل يوم خلق أشياء أخرى جميلة لا تخطر على البال».

كانت كوثر تقوم بهذا الفن للتسلية والاستمتاع وتحبيب أطفالها بتناول الطعام الصحي، لكن الباب فتح لها على مصراعيه لتطور من نفسها وتدمج هذا الفن بالمجتمع وتنتج أعمالاً فنية مفيدة، بعدما قدمت عدة ورش فنية للأطفال، حيث تفاجأت بخيالهم الخصب إذ كانوا لا يتقيدون بالشكل الذي وضعته لهم، بل كانوا يبتكرون أشكالهم الخاصة، وهذا النوع من الفن قد يوسع مدارك الأطفال والأهم أنه يفتح شهيتهم لتناول الفن الذي ابتكروه من الأطعمة الصحية طبعاً.

الفلسفة التي تعلمتها كوثر من هذا الفن تتعدى مجال الأكل، فالموهبة نعمة إذا ما تم استغلالها بالطريقة الصحيحة، وتحويل أي شيء عادي إلى شيء فريد ومميز هو الفن بعينه، وهناك دائماً فرصة لتجميل الحياة ومنحها قيمة رائعة بأبسط الأشياء وبقليل من الإبداع.

وتسعى كوثر لإبراز اللمسة البحرينية في أطباقها بلوحات لأدوات أو أزياء تراثية من عمق العادات والتقاليد كلوحة الغوري وثوب النشل وعلم البحرين اللاتي صنعتهن بالخبز والجبن وقليل من الكاتشاب.

تخطط كوثر لعمل قناة على اليوتيوب تشرح وتنفذ هذا النوع من الفن، بالإضافة إلى طرح ورش للأطفال، كما ترغب بتأليف كتيب يحتوي على خطوات صنع الأطباق وقصص قصيرة للأطفال لتكون في متناول يد الأطفال وذويهم.

الجمال دائماً موجود في خيال الفنان، خذ أروع لوحة في العالم وثبتها على الحائط بطريقة خاطئة مائلة منحرفة وسوف ترى أنها ستفقد نصف جمالها، وخذ أسوأ لوحة في العالم وأضف عليها لمسة فن بسيطة ستحولها لأغلى لوحة في العالم، تلك الأشياء البسيطة من حولك يمكن أن تكون كنز إذا ما نظرت إليها من أبواب جديدة كباب الفن مثلاً، وتلك أهداف كوثر من الفن، أن تصنع الجمال من العدم.