مما لا شك فيه إن الإنترنت أصبح في عصرنا الحديث من الوسائل الأساسية في الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها في البحث عن المعلومات وتسهيل أمور الحياة المختلفة إضافة إلى الاستمتاع بالبرامج الشيقة والحديثة التي تتناسب مع أغلب الفئات العمرية.

ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: ما مدى صحة المعلومات الواردة في مواقع الإنترنت وغيرها من المصادركوسائل التواصل الاجتماعي؟ وهل حل الإنترنت محل مصادر المعلومات المختلفة كالكتب والمجلدات والدوريات والمكتبات؟

الإجابة على هذا السؤال تحتاج الكثير من التعمق في هذا الموضوع حيث بات الإنترنت سلاح ذو حدين ووسيلة كأي وسيلة أخرى من وسائل التكنولوجيا المعاصرة التي لها سلبيات وإيجابيات تنعكس على الفرد والمجتمع.

كم هو جميل عندما يستخدم الإنترنت الاستخدام الصحيح ويكون له تأثير إيجابي في توعية الفرد وتشجيعه على التطور الفكري.

في أحدث دراسة أجريت في بلجيكا (2017) لمعرفة تأثير الإنترنت كمصدر للمعلومات على السيدات الحوامل وذلك من خلال معرفة أسباب استخدام الإنترنت من قبل السيدات الحوامل وتأثير المعلومات المستفاده من الإنترنت على دور النساء في مرحلة الحمل والولادة من ناحية الوعي والإدراك. اعتمدت الدراسة على المسح أو الدراسة الاستقصائية المعتمدة على المواقع الالكترونية. شملت الدراسة السيدات اللاتي أنجبن خلال سنتين ماضيتين وكان عددهن يقارب 349 سيدة.

بعد عملية تحليل بيانات العينات، أظهرت نتائج الدراسة بأن 90.5 % من السيدات استخدمن الإنترنت كمصدر لأخذ المعلومات التي تتعلق بهن في مرحلة الحمل والولادة وكل ما يتعلق بتربية الأطفال بغض النظر عن المستوى العلمي أو الاجتماعي للسيدات.

الرضاعة الطبيعية وكل ما يتعلق بها كانت من أكثر المواضيع بحثا من قبل السيدات في الإنترنت. واعتقد حوالي (82.7 %) منهن أن أغلب المعلومات المأخوذة من الإنترنت كانت مفيدة لدرجة كبيرة واستفدن من تلك المعلومات في اتخاذ القرار والمشاركة الفعالة في مرحلة الحمل والمخاض والولادة. الغالبية العظمى من النساء اعتبرن السبب الأساسي للجوء للانترنت كمصدر للمعلومة قلة النقاش والحوار المتبادل بين مقدمي الرعاية الصحية والمرأة مما يجعل المرأة دائماً في حاجة ملحة لمعرفه كل ما هو جديد ومفيد.

همستي للمرأة ولمقدمي الرعاية الصحية:

سيدتي: بحثك عن المعلومات من خلال الإنترنت خطوة جميلة ومبادرة طيبة منك ولكن لا تثقي بكل المواقع، اجعلي الطبيبة أو الممرضة مصدرك لمعرفة ما هو صحيح ومتناسب مع حالتك الصحية.

ولمقدمي الرعاية الصحية: نعم أنت تعاني من ضغط كبير أثناء أدائك لمهنتك الرفيعة ولكن إعط دقائق من وقتك لمن هو/هي بحاجه لذلك فالحوار والنقاش المتبادل لهما دور عظيم في تقليل الكثير من السلوكيات الخاطئة والمضاعفات التي يمكن تفاديها.