استهل د. علي الظن استشاري الأمراض الباطنية والسكر وعلاج السمنة فى مستشفى ابن النفيس حديثه في لقائه مع الوسط الطبي حول صيام مرضى السكري فى شهر رمضان الكريم بالإشارة لحقيقة دامغة وهي الانتشار الكبير لمرض السكر في البحرين وقال: « تشير البيانات إلى أن حوالي 20 % من البحرينيين مصابين بداء السكر بنوعيه الأول والثاني، وهذا يعني أنهم حالة خاصة يجب التعامل معها بعناية أكبر». وأكمل: «نحن الآن مقبلون على شهر رمضان المبارك وسنكون في رحابه في الأيام القليلة المقبلة والكل يستعد لاستقبال الصيام، الأصحاء يستطيعون الصيام بسهولة، وكذلك المصابين بداء السكر، ولكن بشروط».
وبيّن د. الظن أن المسلم يجتهد كثيراً لأداء فريضة الصيام، ويزعجه أي عرض صحي يفسد صيامه. وهو ما يؤرق المصابين بداء السكر الذين يجتهدون لإدارة ساعات الصيام دون التعرض لدورات الهبوط أو الارتفاع في السكر والتي تجبرهم على الإفطار وإنهاء الصيام.
وأضاف أنه مع التقدم الطبي المذهل واستحداث الكثير من الأدوية القادرة على تنظيم السكر والسيطرة عليه أصبح من الممكن لمريض السكر الاستمتاع بصيام الشهر الكريم وبدون أية مشاكل. وعلى سبيل المثال فقد كنا ندرس في المراجع الطبية في السابق أن صوم المصاب بداء السكري من النوع الأول يعتبر»جريمة طبية” ولكن أنواع الأنسولين الجديدة جعلت من تلك القاعدة وثيقة تاريخية غير قابلة للتطبيق. وقال أن الصوم اليوم متاح أمام مرضى السكر بنوعيه الأول والثاني شريطة التخطيط المناسب له مع الطبيب المختص, وهنا لابد من الإشارة للأركان أو الشروط التي تعين مريض السكري على الصيام دون مضاعفات بل والاستفادة من الانعكاسات الإيجابية للصوم على الصحة. وعدّ ثلاث محطات رئيسية يجب الاهتمام بها من أجل ذلك وهي قبل بدء الصيام، وأثناء الصيام، وبعد الإفطار.
أولاً: قبل بدء الصيام:
أكد د. الظن أنه لابد من الاهتمام بضبط مستويات السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي قبل بدء شهر رمضان، حيث أن ذلك يسهل على الطبيب تعديل جرعات الأدوية المناسبة لمريضه أثناء الصيام وهنا يجب التأكيد على أنه من الضروري إعادة ضبط جرعات الأدوية مع الطبيب قبل الصيام وخصوصاً للمصابين الذين يتداوون بحقن الأنسولين. وذلك مهم جداً لأن الجرعات التي يأخذها المريض في الأوقات العادية تختلف تماماً عن تلك التي سيأخذها في أيام الصيام».
ثانياً: أثناء وقت الصيام:
يجب على مريض السكر في الأيام الأولى من الصيام فحص السكر أكثر من مرة في أوقات متعددة للتعرف على مستويات السكر في الدم والتأكد من عدم وجود هبوط أو ارتفاع، وفي حالة حدوث أعراض هبوط مثل رجفة الجسم مع التعرق والاحساس بالدورة أو اضطرابات النظر مع نزول مستوى السكر إلى رقم 70 أو أقل فلابد من كسر الصيام وتناول سكريات سريعة مثل العصائر على سبيل المثال مع الاتصال بالطبيب المعالج لإعادة تعديل الدواء مرة أخرى.
ثالثاً: بين الإفطار والسحور:
انتقل د. علي الظن للمرحلة المهمة وهي إدارة ساعات الإفطار في أيام الصيام، وقال عنها أنها لا تقل أهمية عن ساعات الصيام في أداء الفريضة دون منغصات.
وقال: «ساعات الإفطار يجب على مريض السكر إدارتها بحكمة، في البداية عليه تهيئة المعدة لاستقبال الطعام بشرب الماء، وبعض التميرات، وقليل من اللبن، وأخذ الجرعة الدوائية المقررة ثم أداء الصلاة والعودة لتناول وجبة الإفطار الرئيسية».
وأوضح: «هذا لمن يأخذون الدواء على شكل عقاقير طبية أم الذين يأخذونه على شكل أنسولين فيجب عليهم الإفطار بعد أخذ الأنسولين مباشرة لأن مفعول الحقن سريع».
ونصح بتجنب الأطباق الدسمة والحلويات، ووجه للأهمية القصوى للاهتمام بالإكثار من شرب الماء وتناول الخضراوات والفواكه بين وجبتي الإفطار والسحور لتجنب الإصابة بالجفاف أثناء ساعات الصيام حيث أن مريض السكر أكثر عرضة للاصابة بأعراض الجفاف أثناء الصيام أكثر من الصائمين الآخرين .
كما نصح استشاري الأمراض الباطنية والسكر إلى تأخير ساعات السحور لأقرب مدة زمنية من ساعة الإمساك، وتناول النشويات التي تحتوي على سكريات معقدة مثل الخبز بالإضافة إلى البروتينات النباتية مثل الفول (الباجلا) والحمص (النخج) والفاصولياء (اللوبه) لتعين مريض السكر على الصيام دون القلق من الإصابة بحالة هبوط. وحذر مرضى السكر من ممارسة الرياضة أثناء الصيام، وقال: «أفضل وقت لممارسة الرياضة هو بعد ساعتين من الإفطار».
ودعا د. الظن أولياء أمور الأطفال المصابين بالسكر – من النوع الأول – بالتعامل معهم بلطف ولين وكسب ثقتهم وتمهيدهم لأداء الصيام بشرح وضعهم الصحي الخاص، واقناعهم بالتعاطي الصحيح مع هذا الوضع، إضافة لمراقبتهم أثناء ساعات الصيام.
وتمنى د. علي الظن صياماً مقبولاً، وعيداً سعيداً لمرضى السكري، وقراء «الوسط الطبي».
العدد 5377 - السبت 27 مايو 2017م الموافق 01 رمضان 1438هـ