تستدعي المعدة الدم من عضلات الجسم الأخرى لمساعدتها في عملية الهضم، وتتركز طاقة الجسم في تحليل الطعام. العملية التي تجري ثلاث مرات في اليوم ترهق الجهاز الهضمي وتستهلك ساعتين من اللياقة العامة للجسم في كل مرة.
الإجراء المرهق يتوقف في شهر رمضان المبارك شهر الطاعة والصيام، ووفقاً لذلك يوجه الجسم طاقته لأشياء أخرى، مستفيداً من الراحة التي تمنحه إياها المعدة. وينعكس ذلك بالإيجاب على الكثير من أعضاء وأجزاء الجسم.
لكن سلوكياتنا الغذائية قد تحكي مفارقة بين الصيام الذي يريح الجسم حوالي 14 ساعة هذا العام، وساعات الإفطار حوالي 10 ساعات التي ترهقه. فالموائد المعروضة من الإفطار وحتى السحور مكتظة وممتلئة بما لذ وطاب بمأكولات غنية بالسعرات الحرارية والسكريات.
المفارقة تتصاعد وتتصارع بين الرغبة والحاجة، فشهوة الطعام تدعونا لتناول أغلب الأصناف على المائدة، والحاجة تدعونا للاكتفاء بحصة معينة.
من الصعب وضع حد بين الرغبة في الطعام ومقدار الحاجة إليه، ولكن فلنتذكر أن الصيام فرصة لراحة المعدة فلا ترهقوها.
العدد 5377 - السبت 27 مايو 2017م الموافق 01 رمضان 1438هـ