تتسيد اللحوم البيضاء الوجبات المستهلكة بشكل يومي على مستوى العالم لدرجة يندر فيها الابتعاد لأيام عن أطباق لا يدخل الدجاج في مكوناتها. وفي المقابل يحرص العاملون في صناعة الدواجن في تقديم منتجات متنوعة الشكل والطعم لإرضاء الزبائن وجذبهم في ذات الوقت.
الصناعة العملاقة تتمتع بحساسية فائقة لارتباطها بمنتجات تتعلق بصحة الإنسان بشكل مباشر، وقادنا الفضول في «الوسط الطبي» للتعرف على الطريقة والنظم المتبعة في وصول المنتج المستهلك بشكل يومي وبكميات كبيرة ليد المستهلك وفق المعايير الصحية لدخول شركة دلمون للدواجن.
تجاوبت الشركة سريعاً مع طلبنا، ورشحوا مدير المذبح للقاءنا واشباع فضول الصحافة، وجرى اللقاء في المذبح وهو آخر مكان توقعنا أن يكون اللقاء فيه.
استقبلنا د. إسلام أبو العوف محمد مدير المذبح في مكتبه الذي يقع في الطابق الأول من المذبح حيث يدير ويشرف منه على الذبح عبر شبكة تلفزيونية، ونظام إلكتروني متكامل.
رحلة دجاجة
«الوسط الطبي» بادرت د. إسلام بالسؤال الذي تبادر إلى ذهن الجميع، كيف تضمن شركات الدواجن وصول منتج سليم ليد المستهلك؟
ارتاح د. إسلام لهذا السؤال، وقال: «سؤال من حق الجميع التعرف على إجابته، صناعة الدواجن صناعة عالمية ولها معايير وأسس تسير عليها لتقديم منتج صالح للاستهلاك. ونحن في «دلمون» نسير على هذه القواعد بالاضافة للاشتراطات التي أقرتها الجهات الرقابية المختصة في المملكة».
وأكمل: «حتى تتضح الصورة سأسرد للقارئ الكريم رحلة الدجاجة منذ أن كانت بيضة، وحتى وصولها ليده كمنتج صالح للاستهلاك. في البداية تحرص الشركة على استيراد البيض من دول خالية من أنفلونزا الطيور، وفي اليوم الأول بعد التفريخ يحصن الصوص بالحقن تحت الرقبة عن مرض أنفلونزا الطيور وبعض الأمراض الأخرى». وواصل: «وفي تاريخ آخر يحصن الدجاج في المزرعة عن طريق رش الدواء. ويتابع طبيب بيطري من قبل الشركة حالة الدواجن في المزارع بشكل دوري. هذا قبل الوصول لمرحلة ذبح الدجاج، وعند الوصول لهذه المرحلة تأخذ الجهات المختصة في شؤون الزراعة عينات من الدجاج المقرر ذبحه قبل 3 أيام وتحليلها للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك».
رقابة صارمة
سلسلة الإجراءات الطويلة الآنفة لا تنتهي بالذبح، ويلفت د. إسلام إلى أن المذبح يأخذ بنفسه عينات قبل الذبح وبعدها، كما أنه يرسل هذه العينات لمختبرين خاصين واصدار شهادات حول هذه العينات، بالإضافة للرقابة الدورية للجهات المختصة في وزارة الصحة.
وقال: «الرحلة التي سردتها بإيجاز نمارسها مع كل شحنة بشكل مستمر ومنتظم لنضع بين يدي المستهلك منتجاً صالحاً للاستهلاك».
ومن رحلة المذبح سألتُ عن الحياة، «ما هي الأغذية التي تعطونها للدجاج، وهل صحيح أن مزارع الدواجن تحقن الدجاج بالهرمونات ليكبر حجمه؟». تبسم مدير المذبح ويبدو أنه ارتاح للسؤال. وقال: «أغذية الدواجن في دلمون مكونة من منتجات طبيعية (الصويا، والذرة) ولا نضيف الهرمونات أو غيرها. وبالمناسبة العينات التي تأخذها شؤون الزراعة تهدف للبحث عن الهرمونات وبقايا المضادات الحيوية. كما أن لدينا دليل خاص بالدواجن يتضمن جدول يجمع ما بين عمر الدجاجة ووزنها يمكننا من التعرف على أي شذوذ في الأحجام إن حصل».
تطوير بمليون دينار
وأكد د. إسلام على أن الشركة تسعى دائما للتطوير وتحقيق أفضل المعايير المتبعة في صناعة الدواجن، وأوضح: «في عام 2015 نفذت الشركة خطة تطويرية ، ومن ضمن بنود الخطة الحصول على شهادة HACCP-2003 المعتمدة عالمياً في مجال الأمن الغذائي، وهي من أفضل الشهادات في هذا المجال. وبناءاً على هذه الشهادة التي تحدد الأخطار المتعلقة بسلامة الأغذية، وتحديد النقاط الحرجة، ووضع الآليات اللازمة لمراقبة هذه الحدود، والإجراءات التصحيحية في حال تجاوز تلك الحدود أصبحنا موهلين لوضع حدود للأخطاء إن وقعت. إضافة إلى شهادة الجودة 22000:2005 ISO التي تم الحصول عليها سابقاً».
وتابع: «أما المذبح فقد تحول العمل فيه بشكل كامل إلى عمل آلي، فبعد الذبح اليدوي تسير الدجاجة في خط انتاج آلي من ناحية عملية تجهيز الدجاج، مروراً بالتعقيم، وغيره. كما وضعنا واجهة زجاجية تسمح للزوار أياً كانوا من مشاهدة عملية الانتاج دون الدخول للمذبح وذلك إيماناً منا بأن من حق المستهلك والجهات الرقابية بالاطلاع على عملنا الذي يزودهم بما يأكلونه». وقال: «أن الخطة تقضي أيضاً بتدريب العاملين بشكل مستمر، كما أن بابنا مفتوح لاستقبال استفسارات المستهلكين، بل وعلى استعداد لتقديم المحاضرات التثقيفية في هذا المجال بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني».
وختم بالقول أن شركة دلمون للدواجن استثمرت حوالي مليون دينار بحريني في خطتها التطويرية التي انطلقت عام 2015.
غادرت «الوسط الطبي» المذبح بعد التقاط صورٍ للمذبح الحديث الذي بدا كخلية نحل من العاملين رجالاًو نساء.
العدد 5377 - السبت 27 مايو 2017م الموافق 01 رمضان 1438هـ