قال ناشطون وسكان محليون إن اشتباكات اندلعت في مدينة بشمال المغرب بعد أن حاولت السلطات اعتقال ناشط معروف قاد مظاهرات وقعت في الآونة الأخيرة وقاطع إمام مسجد أثناء إلقائه خطبة الجمعة.
والاحتجاجات السياسية نادرة في المغرب ولكن التوتر يسود مدينة الحسيمة منذ أكتوبر تشرين الأول بعد موت بائع سمك سُحق داخل شاحنة قمامة أثناء محاولته استعادة أسماك صادرتها الشرطة.
وأثار موته غضبا ضد الفساد وبعضا من أضخم الاحتجاجات منذ المظاهرات المستوحاة من الربيع العربي في 2011.
وللحسيمة وبلدات أخرى في منطقة الريف تاريخ طويل من الاعتراض على "المخزن"أو المؤسسة الملكية في المغرب حيث مازال الملك يحتفظ بالسلطة النهائية على الرغم من تنازله عن بعض السلطات لتخفيف التوترات في 2011.
وقال ناشطون كانوا موجودين يوم أمس الجمعة (26 مايو / أيار 2017) إن خطيبا في مسجد محلي انتقد احتجاجات ما يطلق عليه "الحراك" بوصفها"تحريضا على القلاقل". وردا على ذلك قاطع ناصر زيفزافي زعيم حركة "الحراك" الإمام أثناء إلقائه الخطبة في المسجد.
وقال وسط هتافات تأييد بين المصلين في شريط مصور وزع على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي إن هذه مساجد الله وليس مساجد"المخزن".
وقال ناشطون وسكان محليون إن الناس خرجوا إلى الشوارع حول منزل زيفزافي ووقعت اشتباكات بين الشرطة وأنصاره. وأضافوا أن هناك تواجدا أمنيا كثيفا في المنطقة وقال الناشطون إنها محاولة لاعتقاله.
وأكدت وكالة المغرب العرب للأنباء الرسمية صدور أمر باعتقال زيفزافي وإنه تم فتح تحقيق معه ومع من كانوا معه خلال واقعة المسجد. ولم ترد وزارة الداخلية على طلب للحصول على تفاصيل الواقعة. ولكن وزارة الشئون الإسلامية المكلفة بالإشراف على خطب الجمعة نددت بتصرف زيفزافي بوصفه خللا كبيرا.
وقال البيان إن القانون ينص على عقوبات ضد من يعرقل الشعائر الدينية وإن هذه الواقعة تمثل سلوكا سيئا.
وينص قانون العقوبات على معاقبة من يعرقل الشعائر الدينية بالسجن لفترة تتراوح بين ستة أشهر وثلاث سنوات وبغرامة.
وظهر زيفزافي على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت لاحق حيث بث شريطا مصورا من مكان غير معروف وأكد لأنصاره إنه حر وحثهم على الالتزام بالهدوء.