للحزن رائحةٌ كقبرٍ مَالَ صوْبَ الدَّار
حطتْ فوقه لغةُ العتابِ
وغصَّةُ الأحبابِ
لم يُكملْ مباهجَهُ
التي هالوا عليها رملَ أيامٍ
مضوا والغفلة اتسعتْ برغم القبر
ماذا بعد هذا الحزن؟
هل أمشي إلى وتر يعلّمني الكناية
في مباهج من مضوا؟
هل أرتدي لغةً
كصمت لا يحطُّ على سواي؟
هنا اتحدْتُ مع الجهات
ورحت أسأل:
أي «شرق» صار منّي
أي «غرب» لا يغادر غصَّةً
في منشأ التكوين؟
لم أخلعْ «جنوبي»
فيه بعضٌ من أسَايَ
أسى الذين أحبُّهم
أيُّ «الشمالِ» إذا انكسرتُ
يُعيدُ روحي لاستدارتها؟
وماذا لو كسرْتُ فضاءَ روحي
هل أكون كما أنا؟
أم انه لابدَّ ان أدعَ الجهاتِ
تُعيد ترتيبَ المشيئة فيَّ؟
في ما لستُ أذكُرُه؟
فدعْني أنتمي لي مرَّةً
يا ابن انتحالِ الوقت
حين الناس لا يأوون للزمنِ!!!
لي «صفحة» من «دفتر» الشجن!
ولي دربٌ نحيلُ الخطْوِ
لي قلب سأفرده لنسيان مضى
بعد الثلاثين انتبهتُ
وها يبعثرني رحيلي فيَّ
في صوتِ الرعاة
وملحِ أغوارٍ
وزرقةِ شُرْفةٍ ستضيئ
من عطرٍ تسلّل
من نساءٍ كنَّ كالآفاق
كالشجر الرحيم بتيهنا الأزليِّ
كالنوم المُشاع إذا اتفقنا
في الذهاب إليه مخفورين بالأملِ!
في ذروة الأجلِ!
فضائي جارحٌ منذ امتهنْتُ رؤاي
مذ حنَّ العدو عليَّ
من أبدية الماضي
ومن عاداتِ إخوتنا أمام الجُبِّ
هل عُدْنَا لدرْسِ الذئب
كي نلقى بضاعتنا
وقد رُدَّتْ الينا؟
أيّ يوسف ندّعيه؟
فيا غريبُ أفِقْ قليلاً
بحرك اتضحت بدايته
ولكنا سنذهب للنهاية
واثقين من البداية
والنبيذُ يفيض كالنَّعناع مزهُوَّا
على دَرَجِ البيوت
لك «المدارُ»!
إذا أردتَ... ولي «الحصارُ»!
ليَ السحابُ وصية
سأخط فيها ما أشاء
من المياه وفكرة التنزيل
لي السجِّيلُ إن لم نحتكم للوقت
«فارفع» راية لأراك «منكسراً» أمامي!
كغنيمة نُثِرتْ على لوح الرخامِ!
وابدأ مجالك من يدي
من فضة العفو القديم!
وَدَعْ «فراغك» ينتصرْ يوماً عليك
لكي يجاوره «زحامي»!
أي فوضى لي ستدفعني
إلى التنكيل بالمعنى؟
ومعناي انتصار للركام عليَّ
لا لم أدَّع لغة
ولكنيّ ادَّعيتُ براءتي مما اقترفت
أجئ محمولاً على محض الهوادج
مثلما محْضٍ يجئُ
على هوادج محْضةٍ...
كالنوم المُشاع إذا اتفقنا
جميل هذا التمويه والرمز في القصيدة ، دام نبض قلمك