العدد 5375 - الخميس 25 مايو 2017م الموافق 29 شعبان 1438هـ

المستشار بدرالدين السيمت يدشن كتابه بالنادي السوداني

شهد النادي السوداني بمملكة البحرين أول أمس الأربعاء (24 مايو/ أيار 2017)، تدشين كتاب المستشار القانوني بدر الدين السيمت الذي حمل عنوان (التجاني وتر من الناي المقدس ومن بقايا المرسلين) الذي تناول فيه أشعار الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير بمنظور مغاير عمّا تعارف عليه النُقاد والأدباء، قدم الندوة المستشار السمؤل أبو سن مسئول المكتب الثقافي والإعلامي، بحضور عدد كبير من أعضاء الجالية السودانية.

وقال السيمت في المحاضرة التي ألقاها بمناسبة حفل التدشين حول الكتاب، بأن "التجاني لم يكن شاعراً فحسب بل كان صوفي معذب له تجربته الذاتية الهامة التي يجب الالتفات اليها بالدراسة"، وهي تجربة استهوت الاستاذ السيمت كونها كشف بشري، وأن التجاني عاش من أجل معرفة الحق حسب ما أشار إليه في أشعاره التي عكست موهبته الروحية، إذ لفت مؤلف الكتاب إلى أن ديوان الشاعر (إشراقة) فيه إشارة خفية منه إلى نفسه النورانية، وقد أشار التجاني بأن هنالك قوة تدفعه لكتابة أشعاره.

وفي هذا السياق قال السيمت أن استخدام التجاني للمفردات في اشعاره متفرد، وأن ديوان اشراقة فيه فهم عميق للنفس باح فيه التجاني في بعض ابيات قصائده بأنه كان يشعر بالواردات كالنور الذي يتنزل على قلبه.

وقال الاستاذ السيمت أن الكلمات القرآنية عديدة وواضحة في أشعار التجاني يوسف بشير منها استخدامه على سبيل المثال لكلمات (اللهيب) و (الشعاع) في اشارة إلى حرق النفس لتصفو وتطير كالشعاع في دلالة للحنين إلى الملأ الأعلى (حنيناً سميته اشراقة).

تتناول فصول الكتاب عدة موضوعات من ضمنها رؤية التجاني المتقدمة للسودان، وما يجب أن يكون عليه للنهوض، مشيرا في ذلك المؤلف بدر الدين السيمت إلى أن "التجاني كان داعياً في اشعاره لثورة التغيير وكان يشعر بحوجة المجتمع السوداني في الثلاثينات إلى الحماس للقيام بذلك، كما كان يرى أنه رغم وجود الأدب في الساحة السودانية وقتذاك الا أن الفكر منعدم لذلك كان ينتقد التقليد والجمود الذي يمارسه المُعمّمون، وهذا ما أدى إلى فصله من المعهد العلمي وهي حادثة تؤكد بأن الهوس الديني بدأ باكراً في السودان.

ولد التجاني يوسف بشير في مدينة أمدرمان 1912، وفيها تلقى دراسته الأولية والثانوية ولم يُكمل دراسته في المعهد العلمي حيث فصل لأسباب سياسية، من أسرة علم وأدب فحفظ القرآن الكريم في وقت مبكر، ثم التحق بجامع أم درمان حيث المعهد العلمي الذي أصبح الآن جامعة أم درمان الإسلامية، عمل التجاني في الصحافة وكان مشهوراً بالذكاء وسعة الاطلاع، والإلمام بأدب العالم العربي القديم والمعاصر، بل تعدى ذلك ليكون مطالعاً على الأدب الغربي وصحافته.

التجاني يوسف بشير شاعر مبدع فقد تمكن في اللغة والفصاحة والأسلوب الشعري وفي شعره تتمثل البيئة السودانية وعاداتها وأخلاقها وتقاليدها، ويُعد من شعراء الرومانسية العربية الحديثة، وله شعر في حب الوطن ومقارعة المستعمرين، توفي وهو في الخامسة والعشرين من عمره وذاك عام 1938.

ومن أشهر أشعاره التي تغنى بها الفنان الكبير المرحوم سيد خليفة، وهي من الإني الخالدة التي لا زالت تتردد حتى اليوم من قبل المبدعين الشباب لما فيها من روعة الشعر.

 

(أنشودة الجن)..

 

 قم يا طرير الشباب

غن لنا غن يا حلو يا مستطاب

 أنشودة الجن وأقطف لي الاعناب

 وأملأ بها دني من عبقري الرباب

 او حرم الفن

صح في الربى والوهاد

واسترقص البيدا

واسكب على زناد

 ما يسحر الغيدا

وفجر الأعواد

رجعا وترديدا

حتى ترى في البلاد

 من فرح عيدا

وامسح على زرياب

 واطمس على معبد

وامش على الاحقاب

 وطف على المربد

واغش كنار الغاب

 في هدأة المرقد

وحدث الاعراب

 عن روعة المشهد

صوّر على الاعصاب

وارسم على حسي

 جمالك الهياب

 من روعة الجرس

واستدن باب باب

 واقعد على نفسي

 حتى يجف الشراب

في حافة الكاس





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً