أمام الهجمات الإلكترونية والقرصنة التي تعصف بالعالم في الآونة الأخيرة، خصوصاً مع الحديث عن إمكان زيادة عددها وقوتها التدميرية، تزايد الاهتمام بالأمن الإلكتروني في العالم عموماً والدول العربية خصوصاً ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (26 مايو / أيار 2017).
وخلال فعاليات «المؤتمر والمعرض الدولي الثامن عشر للأمن الصناعي» الذي أقيم في الرياض برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، أكد خبراء مختصون بالشأن التكنولوجي، أن الأمن الإلكتروني بات مصدر قلق متزايد للمؤسسات في العالم، وأنه يأتي في أعلى قائمة أخطار الأعمال، موضحين أن المؤسسات أنفقت عليه 73.7 مليار دولار العام الماضي، محذرين من تنامي خطر قراصنة الإنترنت مع ازدياد انتشار التكنولوجيا والرقمنة. وأكدوا أن السعودية هي من الدول الأكثر استهدافاً في الشرق الأوسط وأفريقيا من قبل الهجمات الخبيثة.
وأوضح مدير مشاريع شركة «بوز ألن هاملتون» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واين لافليس، أن الخسائر التي نتجت من الهجمة الإلكترونية العالمية «Ransomware» كانت غير مسبوقة من ناحية الحجم، وقامت بتشفير الملفات على مئات الآلاف من أجهزة الكومبيوتر، مشدداً على أن الأمن الإلكتروني أصبح مصدر قلق متزايد للمؤسسات في العالم.
وأكدت القمة السنوية لـ «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس هذا العام أن الأمن الإلكتروني هو في أعلى قائمة أخطار الأعمال عبر مختلف القطاعات، وأن متوسط الخسائر السنوية للشركات من الهجمات الإلكترونية في العالم تجاوز 7.7 مليون دولار لكل مؤسسة، وفقاً لمصادر معهد «بونيمون». وتشير مصادر «منظمة البيانات العالمية» إلى أن المؤسسات عبر أنحاء العالم أنفقت مجتمعة 73.7 مليار دولار في العام الماضي على الأمن الإلكتروني، كما تتوقّع بحوث المنظمة نمو الإيرادات العالمية للأجهزة والبرمجيات والخدمات المتعلقة بالأمن إلى 101.6 مليار دولار عام 2020.
وأشار لافليس إلى أن تقرير شركة «سيمانتيك» للتهديدات الأمنية على شبكة الإنترنت، أوضح أن السعودية هي البلد الأكثر استهدافاً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من قبل الهجمات الخبيثة. وطالب الشركات بالاستثمار في استراتيجية قوية تخفف التهديدات، ووضع خطط للتعافي من الكوارث والاستمرار في الدعم والنسخ الاحتياطي للنظام لإتاحة التعافي السريع.
واتفق قائد «وحدة مكافحة الإرهاب الإلكتروني» في منظمة شرطة «السايبربول» الدولية شهاب نجار مع لافليس في أن الهجمات الإلكترونية ستتواصل، مشيراً إلى أن القطاعات المستهدفة في الفترة المقبلة ستكون البنوك المركزية والمصارف، والمنشآت الحيوية مثل قطاعات الطاقة والنفط والصحة والبرامج النووية.
وعن خسائر الشركات والمؤسسات السعودية في الهجمة الأخيرة، قال: «لا يوجد رقم دقيق حول الخسائر في السعودية، لكن وفقاً للأرقام التي لدينا، هناك أكثر من 30 ألف جهاز خادم مصاب بثغرات أمنية في منطقة الخليج العربي فقط». وأضاف: «رصدنا 40 ألف خادم في منطقة الشرق الأوسط لم يتم إغلاق الثغرات الأمنية فيها حتى الآن، ما يزيد احتمال استخدامها كوسيط لتنفيذ هجمات إلكترونية ضد جهات أخرى».
وعن وجود ثغرات أمنية غير المتعارف عليها حالياً في السعودية، قال نجار، إننا رصدنا وجود 678 ألف جهاز «راوتر» متصل بشبكة الإنترنت في السعودية لم يتم تثبيت اسم مستخدم وكلمة سر عليها، ويجب على المستخدمين ضبط إعدادات أجهزة «الراوتر» لديهم وذلك بتركيب اسم مستخدم وكلمة سر جديدة، ما يمنع من استخدام تلك الأجهزة لتنفيذ هجمات إلكترونية ولحماية الأجهزة من تهديدات الهجمات الإلكترونية الحالية. وأضاف: «رصدنا 45 ألف موقع إلكتروني مصاب بثغرات أمنية مختلفة، وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى استخدام تلك الثغرات لتنفيذ هجمات إلكترونية ضدها في وقت لاحق».