قام العقيد جون قرنق الإثنين الماضي أثناء زيارة لمنطقة جبال النوبة في أواسط غربي السودان بافتتاح مؤتمر عموم أبناء النوبة، الذي يشارك فيه أكثر من ثلاثمئة مندوب من أبناء المنطقة. وتعتبر هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها قرنق للمنطقة منذ بداية التمرد المسلح فيها قبل ستة عشر عاما. وسيتداول المؤتمر قضية منطقة جبال النوبة التي ستناقشها الحكومة السودانية والحركة الشعبية في محادثات ماشاكوس الشهر المقبل بكينيا.

ولد قرنق في 1943 او 1945 تبعا للمصادر في جونقلي بالقرب من بور، في بلاد الدنكة، الاتنية التي تشكل غالبية في الجنوب، لعائلة مسيحية ميسورة.

وبعد انهاء دراسته الثانوية في تنزانيا حيث انتقل اهله، درس في «غرينل كولدج» في ولاية ايوا الاميركية، وحصل على اجازة في العلوم في 1971.

ثم انضم إلى الجيش السوداني وحصل على رتبة نقيب بعد اتفاق السلام في اديس ابابا (1972) الذي ساهم فيه كمفاوض جنوب سوداني والذي اعطى حكما ذاتيا واسعا للجنوب.

عاد إلى الولايات المتحدة في دورة عسكرية من سنتين في «فورت بنينغ» في جورجيا في 1974 ثم رجع إلى الخرطوم ليدرّس في الاكاديمية العسكرية.

ارسل قرنق مجددا إلى الولايات المتحدة لتحضير دكتوراه في الاقتصاد في جامعة ايوا في 1977، وحصل على الدكتوراه في 1981 عن اطروحة تتعلق بحفر قناة جونقلي التي يمكن ان توفر كميات كبيرة من مياه النيل.

وفي السنة نفسها عاد الى الخرطوم ليصبح المستشار العسكري للتخطيط الزراعي ومن ثم مساعد مدير مركز ابحاث الجيش، ودرّس الاقتصاد الزراعي في الجامعة.

في مايو/أيار 1983، وبعد تمرد في حامية في بور، اثر قرار الرئيس جعفر النميري نقل قوات جنوبية إلى الشمال وفرض الشريعة، انضم قرنق إلى الجنوبيين.

اعلن تشكيل «الحركة الشعبية لتحرير السودان» وجناحها المسلح «الجيش الشعبي لتحرير السودان» في 31 يوليو/تموز العام 1983 م، وبعد ذلك بثلاث سنوات، حشد عشرة الاف مقاتل وشكل منظمته الاكثر تنظيما في الجنوب والافضل تجهيزا من الناحية العسكرية، وفي مطلع التسعينات قدر عدد المقاتلين بحوالي 50 الفا.

«الحركة الشعبية لتحرير السودان» هي الآن جزء من «التجمع الوطني الديمقراطي» الذي يضم المعارضة الشمالية والجنوبية.

يخوض العقيد جون قرنق، زعيم «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، حربا ضد الحكم المركزي في الخرطوم منذ قرابة عشرين عاما.

انخرط جون قرنق في صفوف المتمردين وهو في الاربعين من العمر، وهو الآن في حوالي الستين، لا يزال يحتفظ بزعامته الاستثنائية في احدى الحروب الاطول في العالم.

وعدا عن تقرير المصير لجنوب السودان حيث تعيش غالبية من المسيحيين والارواحيين، يطالب قرنق بالتخلي عن اعتماد الشريعة التي فرضت اساسا للتشريع في جميع انحاء السودان في 1983، واقامة دولة متعددة الاعراق مع فصل الدين عن الدولة