سيحاول الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف ثانيا عالميا الاحتفاظ بلقبه في بطولة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب التي تنطلق الاحد على ملاعب رولان غاروس في باريس، معولا على مدربه الجديد النجم الاميركي السابق اندريه اغاسي.
وكان اغاسي "فتى تكساس" البالغ 47 سنة، وافق على العودة من تقاعده الطوعي، لتولي الاشراف على الصربي الباحث عن فوز كبير منذ ذلك الذي حققه في باريس العام الماضي.
وخلال سنة، خسر ديوكوفيتش مركزه الرقم واحد في لائحة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين، وفقد ثلاثة القاب كبرى في "الغراند سلام" في ويمبلدون وفلاشينغ ميدوز (بطولة الولايات المتحدة) وملبورن (بطولة استراليا).
ولم تكن تحضيراته على ملاعب ترابية والتي سبقت بطولة فرنسا مقنعة، اذ خلت من الالقاب، على رغم تقديمه اداء هو الافضل له في دورة روما الايطالية للماسترز الاسبوع الماضي، وخوض مباراتها النهائية التي خسرها امام الالماني الكسندر زفيريف.
وقرر الصربي في بداية مايو/ أيار القيام بحملة تغيير كبيرة في جهازه التدريبي، فتخلى عن مدربه السلوفاكي ماريان فايدا الذي رافقه في القابه الـ12 التي احرزها في "الغراند سلام" على مدى 11 عاما، وعن معده البدني والمشرف على علاجه الطبيعي.
وكان النجم الالماني السابق بوريس بيكر اشرف ثلاثة اعوام على ديوكوفيتش، قبل ان ينفصل عنه في نهاية 2016.
ويتطلع ديوكوفيتش الى الافادة من الظروف المماثلة التي مر بها اغاسي في التسعينات، عندما تراجع من المركز الاولى في لائحة التصنيف العالمي الى المركز 140 العام 1997، إثر اصابات وتعاطي المخدرات والطلاق (تناول اغاسي هذه الامور في سيرته الذاتية).
أي تحضير مع اغاسي؟
وعن عمر مماثل لديوكوفيتش (30 سنة منذ الاثنين الماضي) حاليا، تمكن اغاسي حصد القاب كثيرة بين التاسعة والعشرين والسادسة والثلاثين، الامر الذي يأمل ديوكوفيتش الافادة منه لتحقيق المزيد من الالقاب في مسيرته.
وتبدو اوجه الشبه كثيرة بين ديوكوفيتش واغاسي على الملاعب الترابية، على رغم اختلاف مسيرة كل منهما في كرة المضرب. فقد انتظر اغاسي مباراته النهائية الثالثة للفوز برولان غاورس، في حين نجح ديوكوفيتش في احراز لقبه الكبير في باريس في مباراته النهائية الرابعة، وعن عمر 29 عاماً لكل من اللاعبين.
واعتبر الاميركي الافضل على مر الازمنة في تبادل الكرات، والامر عينه يتميز به الصربي.
ورأى الفرنسي باتريك موراتوغلو مدرب الأميركية سيرينا وليامز ان خيار ديوكوفيتش باعتماد اغاسي كان متماسكا. "يستطيع اغاسي مساعدة ديوكوفيتش على تطوير طريقة لعبه، التي لم اشاهدها تتقدم عن 2011 عندما فاز بكل شيء تقريبا. وقد تراجع كثيرا من الخط الذي كان يقف عليه في الملعب باتجاه الخلف".
بدوره رأى اللاعب السويسري السابق مارك روسيه الذي عاصر اغاسي في التسعينات من القرن الماضي، وتحول الى التعليق التلفزيوني بعد نهاية مسيرته، "ان تبادل الكرات في رولان غاروس لا يرتكز على الجوانب الفنية والتكتيكية".
وقال روسيه حامل ذهبية دورة برشلونة الاولمبية الذي وصل الى المركز التاسع في لائحة تصنيف المحترفين في 1995 لوكالة فرانس برس "ان اغاسي لن يقول لديوكوفيتش العب بهذه لطريقة او تلك، بل سيحاول تحديد المستوى الفني لديوكوفيتش والعمل على تطويره".
في حين يتساءل موراتوغلو عن مهمة اغاسي مدربا، "الدور الذي لم يقم به سابقا، وهذه مهنة حقيقية. لاعبون سابقون قبله لم ينجحوا في هذه المهمة، فهل يتمكن من ذلك؟".
واضاف المدرب الفرنسي "لنشاهد ما سيكون عليه مستوى الاستثمار (بين ديوكوفيتش واغاسي). وإذا كان هذا الامر نجح سابقا مع بوريس (بيكر)، فلأنه (ديوكوفيتش) بذل الكثير من الوقت والطاقة والشغف".