يحيلنا أرشيف عقود مضت على جوانب من الانفتاح المبكِّر الذي عرفته البحرين على مختلف الفنون والآداب والمعارف أيضاً، والريادة التي تصدَّت لها في مختلف المجالات.
لا يجب التعامل مع الأرشيف باعتباره تنظيماً للذاكرة فحسب. إنه محاولة أخرى لمطابقة ما تحقق أيضاً. محاولة أيضاً لتقييم الأداء في أكثر من زمن. يحيلنا الأرشيف على درجات من التقدم، وأخرى من التأخر، وخصوصاً إذا بدت اللحظة الراهنة أقل جرأة وإقبالاً واقتحاماً لغير المألوف، وسط بيئات تحدد خطوطها وما يمكن أن يتم الاتصال به أو معه.
ربما قليل من يتذكَّر واحداً من أهم الأحداث الفنية المرافقة لاحتفالات البحرين بعيد الجلوس في العام 1968م، بحسب التقرير الذي كتبه أحمد المسيفر، ونشر في صحيفة «النجمة الأسبوعية»، التي تصدر عن شركة نفط البحرين (بابكو)، في عددها 282، ليوم الخميس 18 مايو/ أيار 2017م، إذ شهدت البلاد في شهر ديسمبر من العام 1968م تنوعاً في الفعاليات الفنية التي تمت فيها دعوة أسماء فنية شهيرة في العالم العربي، وخصوصاً من جمهورية مصر العربية. كان الحدث هو الذكرى السادسة لجلوس حاكم البحرين وقتها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة «وصادف ذلك أيضاً الاحتفال بعيد الفطر المبارك».
يشير التقرير إلى أن البلاد شهدت في ذلك الوقت مجموعة من الحفلات والمهرجانات الفنية؛ حيث تمت استضافة كل من الفنان الكوميدي المصري إسماعيل يس، والمنولوجست الشهيرة ثريا حلمي، معية فرقة الفنانة تحية كاريوكا، مشاركة منهم أفراح واحتفالات البلاد بتلك المناسبة الوطنية.
ويوضح الفعاليات بدأت بحفل ساهر شارك فيه عدد من أشهر مطربي ومطربات مصر أمثال: محمد عبدالمطلب، محمد رشدي ونجاة الصغيرة.
وتم في الحفل عرض مسرحية «قهوة توتة»، وفاصلين غنائيين من أداء الفنان المصري الشهير محمد طه، وقاد الفرقة الماسية في الحفلة الغنائية المايسترو الراحل أحمد فؤاد حسن.
رعا الحفلة الأولى ولي العهد، وقائد الحرس الوطني وقتئذ سمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.
يُذكر أن الاحتفالات التي استمرت لثلاثة أيام جرت فعالياتها على مسرح سينما النصر آنذاك.