قال رئيس الجمعية الفلكية البحرينية استاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين وهيب عيسى الناصر إن "العالم الإسلامي سيشهد هلالاً عملاقاً عند تحري هلال شهر رمضان هذا العام، ويسمى "الهلال العملاق" في مساء الاستهلال من يوم الجمعة 30 شعبان (26 مايو/أيار 2017) بعد ولادته، في يوم الخميس 25 مايو 2017م الموافق 29 شعبان 1438هـ في الساعة 10:46 مساء (في برج الثور) أي بعد غروب الشمس (6:22 مساء في اتجاه 294 برج الدلو)، إذ يغرب الهلال في هذا اليوم ( الخميس) في الساعة 5:56 مساء، أي قبل غروب الشمس بحوالي 26 دقيقة، لذا فإنه حسب معايير التقويم الإسلامي الموحد يتوجب رد كافة الشهادات من قبل المترائين لاستحالة رؤية الهلال وكذلك لكون أن الولادة كانت بعد غروب الشمس".

وأشار إلى أنه "يمكن مشاهدة وتصوير الهلال العملاق يوم الجمعة أو السبت القادمين (حسب صفاء و نقاوة الأفق) حيث سيكون الهلال في اقصى حضيض في هذا العام، أي سيكون الهلال اكبر حجما 15 % واكثر اضاءة 20 % من الاهلة السابقة، مما يتيح ظروف افضل لرصده بالعين المجردة، إذ سيشاهد الهلال لحظة غروب الشمس (الساعة 6:22 مساء في اتجاه 294 وفي برج الثور) على ارتفاع حوالي 8 في اتجاه 286 ، وفي برج الثور، وعمره يوماً واحداً، وبنسبة إضاءة 1% ويبعد عنا 356,602كم. ويغرب الهلال يوم الجمعة في الساعة 7:05 مساء (اتجاه 290 ) مما يعني أن زمن مكث هلال رمضان في مملكة البحرين هو 42 دقيقة تقريباً. ووفق معايير التقويم الإسلامي الموحد فإن غرة رمضان 1438هـ هو يوم السبت 27 مايو 2017م".

وأشار الى أنه على النقيض من ذلك، سيشاهم العالم البدر القزم في منتصف شهر رمضان، الخميس 8 يونيو (13 رمضان) – وهو أول الأيام البيض- حيث سيكون القمر في الأوج (أبعد نقطة من الأرض) في الساعة 01:22 صباحاً، وعلى مسافة 406,371 كم، وبعد 14 ساعة سيكون بدراً تاماً ( 9 يونيو الموافق 14 رمضان – القرقاعون) إذ سيبدو البدر أقل حجما من المعتاد بنسبة 20%، وأقل إضاءة 30%.

وحسب مركز الفلك الدولي فستكون ظروف رؤية الهلال العملاق في يوم الجمعة 26 مايو في بعض المدن العربية والإسلامية، على النحو التالي:

جاكرتا: يغيب القمر بعد 40 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 15 ساعة و48 دقيقة.

أبو ظبي: يغيب القمر بعد 42 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 19 ساعة و03 دقائق.

مكة المكرمة: يغيب القمر بعد 45 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 19 ساعة و39 دقيقة.

عمّان: يغيب القمر بعد 43 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 20 ساعة و16 دقيقة.

القاهرة: يغيب القمر بعد 45 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 20 ساعة و20 دقيقة.

الرباط: يغيب القمر بعد 50 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 22 ساعة و28 دقيقة.

ولمعرفة معاني هذه الأرقام، تجدر الإشارة إلى أن أقل مكث لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة - حسب التقارير التي تصل إلى مركز الفلك الدولي - كان 29 دقيقة ، وتمت رؤيته يوم 20 سبتمبر 1990م من فلسطين، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة فكان 15 ساعة و 33 دقيقة وتمت رؤيته يوم 25 فبراير 1990م من الولايات المتحدة بينما نشر أحد خبراء الرصد الفلكي (البروفسور زكي المصطفى، الرئيس السابق لقسم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، وهو من الحاصلين على درجة البكالوريوس و الماجستير و الدكتوراه في الرصد الفلكي في المملكة العربية السعودية) ، بمعية شخصين آخرين، رصد الهلال على ارتفاع 2.5 درجة من الأفق وبزمن مكث قدره 9 دقائق بتاريخ 14 سبتمبر 2004 ، بالتلسكوب وبالعين المجردة ، ونشر النتائج في مجلة علمية عالمية.

تجدر الإشارة أن شهر رمضان العام الماضي كان هو الأطول على الاطلاق من حيث طول مدة النهار، وابتداء من رمضان هذا العام (رمضان 1438) ستبدأ ساعات النهار بالنقصان سنة تلو الأخرى، إلى أن نصل إلى رمضان الأقصر من حيث طول النهار عام 2032 (رمضان 1454 هـ).

وبين أنه "في هذا العام سيصوم أهل البحرين مدة 15 ساعة و 6 دقائق في أول أيام شهر رمضان 1438 هـ و15 ساعة و17 دقيقة في آخر يوم من هذا الشهر الفضيل. وتصل الحرارة العظمى خلال هذه الفترة إلى 34.1 م، والحرارة الظاهرية 37.6 م، ومتوسط الرطوبة النسبية 78%".

وأضاف "كما سيكون أول اوائل رمضان في فصل الربيع ولكن بدءا من يوم الخميس 22 يونيو ( 27 رمضان) سيكون في فصل الصيف لكون أن موعد دخول الصيف فلكيا هو الأربعاء 21 يونيو في الساعة 11 مساء وسيمكث 94 يوماً".

ويحل في رمضان هذا العام ثلاثة طوالع هي: 11 أيام من طالع البطين (25 مايو- 6 يونيو)، و13 يوما من طالع الثريا (7 يونيو-19 يونيو)، و5 أيام من طالع الدبران (20 يونيو-2 يوليو)، وهي فترات معروفة عند عرب شبه الجزيرة العربية بأنها حارة. وأقوال ساجعوا العرب تعكس شدة الطقس الحار خلال هذه الفترة؛ فقد قالوا في البطين "إذا طلع البطين اقتضى الدين، وظهر الزين، واقتفى العطار والقين"، والقين هو الحداد، وهذا يعني أن الناس اطمأنوا في منازلهم وبدأوا في التجمل عند اللقاء بعد أن قصدوا العطار لشراء الطيب وإصلاح ما عطل من آلاتهم وأدواتهم (القين).

وقالوا في الثريا أو النجم "إذا طلع النجم أتقي اللحم، وخيف السقم، وجرى السحاب على الأكم"، وكذلك قالوا "إذا طلع النجم فالحر في حدم والعشب في حطم والعاهات في كدم". والحدم هو توقد الجمر والنار. ومع طلوع الثريا (أو النجم) تزداد عاهات الثمار. وعند العرب فإن القيظ (الحر الشديد) أوله طلوع الثريا وآخره طلوع سهيل.

وقالوا في طالع الدبران "إذا طلع الدبران، يبست القدران، وتوقدت الخزّان، وكرهت النيران، واستعرت الذبان، وعطش العربان"، والخزّان، هي الأراضي الصلبة التي تتوقد من الحر.