أنزلت شاحنات مساء أمس الثلثاء أول قطعتين من كنز توت عنخ آمون إلى المتحف الجديد الذي يجري تجهيزه عند سفح أهرامات الجيزة والذي سيضم كل الآثار الموجودة حاليا في المتحف المصري بميدان التحرير في القاهرة.
سرير وعربة جنائزية من كنز توت عنخ آمون نقلا بعد تغليفهما بعناية داخل صندوقين خشبيين مبطنين بمواد عازلة للحرارة وتمتص الاهتزاز.
قبيل الساعة السادسة مساء (16:00 ت غ) وصلت شاحنتان أمام المتحف المصري الكبير عند سفح هضبة أهرامات الجيزة بغرب القاهرة. وكانت سيارات شرطة ترافق الشاحنتين اللتين توقفتا عند مدخل المتحف قبل ان يتم تفريغ شحنتيهما.
في إحدى قاعات المتحف، قام فنيون يرتدون قفازات بيضاء بتفكيك أغلفة القطعتين الأثريتين بعناية.
ويأتي نقل هاتين القطعتين ضمن خطة أعدتها وزارة الآثار بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتنمية "لترميم وتغليف ونقل 71 قطعة" معروضة في المتحف المصري، بحسب ما أوضحت الوزارة في بيان.
وأوضح البيان انه "من بين هذه القطع الـ65 قطعة من الأثاث الجنائزي الخاص بالفرعون الذهبي تتضمن 3 أسرة خشبية مذهبة و5 عجلات حربية و57 قطعة نسيج إضافة إلى لوحات جدارية تخص الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة".
والسرير الذي تم نقله مساء أمس الثلثاء "على هيئة المعبودة سخمت ومصنوع من الخشب المغطى برقائق الذهب"، وفق البيان.
وسيتم نقل قرابة 100 ألف قطعة تمثل حقبا مختلفة من عصر ما قبل التاريخ إلى العصر الإغريقي من بينها 4500 قطعة تمثل كنز توت عنح آمون الذي اكتشف في العام 1922 في وادي الملوك بالقرب من الأقصر على يد البريطانيين هوارد كارتر ولورد كارنارفون.
إنهاء اختناق المتحف القديم
ولكن مومياء الفرعون الشاب، الذي مات وهو في التاسعة عشرة من عمره بعد ان حكم 9 سنوات، ستظل في مقبرته في الصعيد بسبب هشاشتها.
وسيمتد المتحف المصري الكبير على مساحة 476 هكتارا وسيضم ساحات عرض دائمة مساحتها 24 ألف كيلومتر مربع. وستكون واجهة المبنى الجديد من المرمر.
ومن شأن فتح المتحف المصري الكبير إنهاء الاختناق الذي يعاني منه المتحف القديم الذي افتتح في العام 1902 والذي يضيق الآن بمحتوياته.
وأعلن إنشاء هذا المتحف في العام 2002 ولكن افتتاحه تأجل أكثر من مرة لأسباب عدة من بينها خصوصا عدم الاستقرار السياسي في البلاد بعد ثورة 2011 التي اسقطت حسني مبارك.
وكانت الموازنة الأصلية للمتحف تقدر بـ800 مليون دولار ولكن مع التأخير أرتفعت إلى أكثر من مليار دولار.
وقالت وزارة الآثار ان المتحف المصري الكبير سيفتتح جزئيا على الأقل خلال النصف الأول من العام 2018.
وقال وزير الآثار خالد العناني للصحافيين أثناء وصول السرير والعربة إلى المتحف الجديد "خلال الأسابيع والشهور المقبلة، سننقل بانتظام قرابة ألف قطعة من المتحف (القديم) وسيتم ترميمها وإعدادها للعرض الدائم في المتحف الجديد خلال النصف الأول من العام 2018".
ويحوي المتحف المصري آثار حضارات استمرت آلاف السنين وهي 160 ألف قطعة معروضة إضافة إلى 50 ألف قطعة في المخازن.
وفيه جنبا إلى جنب كل شيء: توابيت ومومياوات وأسلحة وأدوات وأثاث جنائزي وتماثيل ملكية كبيرة وتماتيل صغيرة ولوحات جدارية.
واشهر غرف المتحف المصري هي تلك التي تحوي القناع الذهبي لتوت عنخ آمون الفرعون الشاب المنتمي للأسرة الثامنة عشرة والمعروض إلى جوار مئات القطع ذات القيمة الأثرية الرفيعة التي وجدت في مقبرته المكتشفة في العام 1922.
وفي المتحف المصري أيضا تماثيل لبناة الأهرامات الثلاثة الفراعنة خوفو وخفرع ومنقرع.
ويحوي المتحف كذلك قطعا عديدة من عصر ما قبل التاريخ من بينها هيكل عظمي عمره 35 ألف عام وآخر يعود إلى 22 ألف عام وأدوات من العصر الحجري تعود إلى 7 آلاف عام قبل الميلاد.
وكان المتحف أحد المزارات السياحية الرئيسية قبل ثورة العام 2011 التي أطاحت حسني مبارك وأدت إلى فترة من عدم الاستقرار السياسي نجم عنها تراجع كبير لقطاع السياحة.
وفي العام 2011 وفي ظل الفوضى التي سادت مع الثورة، تمت سرقة بعض محتويات المتحف وتضررت بعض القطع المعروضة فيه.