دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الثلثاء (23 مايو/ أيار 2017) في القدس الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تقديم تنازلات من أجل السلام واتخاذ «القرارات الصعبة» التي يترتب عليها الأمر.
ووصل ترامب مساء الثلثاء إلى روما حيث سيلتقي البابا فرنسيس اليوم (الأربعاء) قبل أن يواصل جولته إلى بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي وصقلية للمشاركة في قمة مجموعة السبع.
وفي وقت سابق، قال ترامب في خطاب ألقاه في متحف إسرائيل بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسئولين آخرين في الحكومة الإسرائيلية «صنع السلام لن يكون سهلاً».
وبحسب ترامب، فإن «الجانبين سيواجهان قرارات صعبة. ولكن مع التصميم والتنازلات والاعتقاد بأن السلام ممكن، يستطيع الإسرائيليون والفلسطينيون التوصل إلى اتفاق».
وتعهد ترامب مرة أخرى بأنه «ملتزم شخصياً» بمساعدة الجانبين على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ قرابة 70 عاماً.
ولكنه لم يقدم أي تفاصيل حول خططه لتقديم محادثات السلام، أو كيف سينجح حيث فشل الرؤساء الأميركيون الذين سبقوه.
ولم يأت ترامب في زيارته القصيرة التي استمرت لأقل من 30 ساعة، على ذكر حل الدولتين الذي يبقى المرجع الأساسي للأسرة الدولية لحل الصراع.
وجاء خطاب ترامب بعد لقائه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس صباح الثلثاء في مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وبشأن هذا، قال ترامب «اجتمعت هذا الصباح مع الرئيس عباس وبإمكاني أن أقول لكم أن الفلسطينيين مستعدون للوصول إلى السلام».
وتابع «أعلم أنكم سمعتم هذا من قبل. ولكن أقول لكم- هذا ما أقوم به- إنهم مستعدون للوصول إلى السلام. وفي لقائي مع صديقي العزيز بنيامين (نتنياهو)- أستطيع أن أقول لكم إنه أيضاً (يريد) الوصول إلى السلام».
وتضمن الخطاب أيضاً بعض المقاطع التي دافع فيها ترامب بشدة عن إسرائيل وتعهد بحماية الدولة العبرية من أعدائها، بما في ذلك إيران، ما دفع بنتنياهو إلى الوقوف ليصفق له.
وقبل الخطاب، زار ترامب وزوجته ميلانيا النصب التذكاري لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة اليهودية في القدس (ياد فاشيم)، ووضع إكليلاً ًمن الزهور قبل أن يلقي كلمة مقتضبة.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كرر مرة أخرى تمسكه بحل الدولتين كسبيل وحيد لحل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وقال في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع ترامب في بيت لحم «نؤكد لكم مرة أخرى على موقفنا باعتماد حل الدولتين على حدود 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في أمن وأمان وحسن الجوار».
وأكد الرئيس الفلسطيني أن «مشكلتنا الحقيقية مع الاحتلال والاستيطان وعدم اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين، كما اعترفنا بها، الأمر الذي يقوض تحقيق حل الدولتين».
ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الأساسي للأسرة الدولية لحل الصراع.
العدد 5373 - الثلثاء 23 مايو 2017م الموافق 27 شعبان 1438هـ