قبل عامين فقط، لم يحظ أمين يونس بالثقة اللازمة من قبل الطاقم التدريبي لفريق بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني لكرة القدم والذي رأى أن اللاعب لا يتمتع بالمستوى الكافي للمشاركة ضمن تشكيلة الفريق في المباريات.
والآن، فرض اللاعب نفسه بقوة على الساحة الأوروبية ويوشك على تتويج مسيرته الناجحة في الموسمين الماضي والحالي من خلال الفوز مع فريقه الحالي أياكس الهولندي بلقب الدوري الأوروبي.
ويلتقي أياكس فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي غدا الأربعاء (24 مايو/ أيار 2017) في المباراة النهائية للبطولة على استاد "فريندز آرينا" أو "ملعب الأصدقاء" بالعاصمة السويدية (ستوكهولم).
وفرض يونس نفسه كأحد اللاعبين البارزين والمؤثرين في صفوف أياكس خلال الموسمين الماضي والحالي.
ونال اللاعب المكافأة على هذا إذ يخوض مع الفريق غدا مباراة نهائي الدوري الأوروبي كما استدعي للمرة الأولى غلى صفوف المنتخب الألماني ضمن القائمة التي أعلنها المدير الفني للفريق يواخيم لوف مؤخرا استعدادا لبطولة كأس القارات المقررة في روسيا من 17 يونيو/ حزيران إلى الثاني من يوليو/ تموز المقبلين.
وبهذا، سيتوج يونس (23 عاما) التطور الملموس في مستواه ومسيرته منذ أن ترك مونشنغلادباخ إلى أياكس.
وقال يونس، في تصريحات إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "إنها قصة مثيرة. أشعر بالسعادة لأن المدرب يواخيم لوف استدعاني. أشعر بفخر شديد وأتطلع لهذه الفرصة".
ولكنه يحتاج أولا إلى اجتياز المباراة النهائية للدوري الأوروبي غدا مع فريقه المفعم بالمواهب الشابة ليمنح أياكس اللقب الأوروبي الأول منذ فوز الفريق بلقب دوري الأبطال العام 1995.
وصرح يونس، إلى مجلة "كيكر" الرياضية الألمانية، قائلا: "ستكون خبرة هائلة. الدوري الأوروبي فرصة فريدة بالنسبة لنا".
وولد يونس لأم ألمانية وأب لبناني وسافر إلى مونشنغلادباخ وهو في السابعة من عمره ولكنه خاض 28 مباراة فقط مع الفريق منذ 2012 وحتى 2014 ولم تكن أي منهم على مدار التسعين دقيقة للقاء.
وأعير اللاعب إلى كايزر سلاوترن أحد أندية الدرجة الثانية في موسم 2014-2015.
وقال مدير عام نادي بوروسيا مونشنغلادباخ ماكس إيبرل: "لا يمكنني أن أعد أمين (يونس) بأي شيء" ثم باعه النادي الألماني إلى أياكس مقابل 2.5 مليون يورو (2.8 مليون دولار) في 2015 إذ لم يستطع اللاعب قبلها حجز مكان في التشكيلة الأساسية للفريق الألماني.
وعلى رغم النظرة إلى إمكانات يونس على أنها محدودة، كان هناك عاملان ساهما في سطوعه بعد الانتقال لهولندا؛ أولهما قدرته على انتقاد نفسه، والثاني هو أنه في الحادية والعشرين من عمره وجد نفسه من أكبر اللاعبين في صفوف هذا الفريق المفعم بالشباب لأياكس الهولندي.
وقال يونس: "الآن، يجب أن أتحمل المسئولية... لم يسبق لي توجيه اللوم لأي أحد آخر. إنني مسئول عما يحدث. تعلمت الكثير من تلك الأيام وساعدني هذا كثيرا الآن".
وقال المدير الرياضي بالاتحاد الألماني لكرة القدم هورست هروبيش، والذي يعتبر الأب الروحي ليونس، إلى لوف في العام الماضي إن يونس قد يكون اللاعب الذي يبحث عنه لوف للاستفادة من مهاراته في المواجهات الفردية مع لاعبي الفرق المنافسة.
وأوضح هروبيش: "لدينا هؤلاء اللاعبين. ليس فقط ليروا ساني؛ هناك أيضا أمين يونس".
وساهمت العروض القوية ليونس مع أياكس خاصة في مسابقة الدوري الأوروبي في إقناع لوف بمنحه فرصة للانضمام إلى المنتخب الألماني (مانشافت).
وقال لوف: "دخل يونس في حساباتنا لأنه قدم موسمين رائعين مع أياكس على الساحة الأوروبية. مباراتاه أمام شالكه الألماني وليون الفرنسي كانتا رائعتين... يقدم الكثير من الأمور في المباريات وخاصة في المواجهات الفردية مع لاعبي الفرق المنافسة. إنها مهارة لا يمتلكها الكثير من اللاعبين. الفرصة سانحة أمام أمين الآن لإثبات جدارته باللعب للمانشافت".
كما لفت الأداء القوي ليونس أنظار عدد من أندية الدوري الألماني (بوندسليغا) إذ تردد أن كلا من لايبزيغ وبوروسيا دورتموند يرغب في التعاقد معه ولكن ترك أياكس والعودة للعب في ألمانيا ليس ضمن أولويات يونس في الوقت الحالي.
وقال يونس: "إذا كنت على ما يرام، ليس بالضرورة أن ترحل".