وجه رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، تحية إجلال وإكبار لملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، للإنجازات التي تتحقق في ظل قيادته، وفي ظل الإصلاحات غير المسبوقة في تاريخ مملكة البحرين، التي تشهد نهضة وتنمية وتطوير وبناء في كافة المجالات، وفق رؤية تؤكد على أن المواطن هو أساس التنمية والتطوير وهدفها الرئيس.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس البرلمان العربي، أمام جلسة مجلس النواب الاعتيادية الثالثة والثلاثون لدور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع، والتي عقدت اليوم الثلثاء (23 مايو/ أيار 2017)، وذلك بحضور وفد البرلمان العربي من أعضاء المجالس التشريعية بالدول العربية.
وعند وصول وفد البرلمان العربي لقاعة جلسة مجلس النواب، رحب رئيس مجلس النواب أحمد إبراهيم الملا برئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، وأعضاء البرلمان العربي، مؤكداً دعم مجلس النواب للدور المتميز الذي يبذله البرلمان العربي لصالح الأمة العربية، شاكراً مواقفهم المشرفة في دعم مملكة البحرين، وقد دعا رئيس مجلس النواب، رئيس البرلمان العربي لإلقاء كلمته أمام مجلس النواب.
وقد أشاد رئيس البرلمان العربي، خلال كلمته، بالاستراتيجية التنموية الشاملة التي توليها القيادة بمملكة البحرين كل الاهتمام والمتابعة، والتي تركز على مسارات عدة، يأتي في مقدمتها بناء مؤسسات الحكم الدستوري، وتحقيق المشاركة الشعبية، وإعلاء الحقوق والحريات العامة، على الرغم من أيادي تريد العبث بأمن وسلامة واستقرار البحرين، ودول إقليمية مجاورة تعمل على نشر العنف وإذكاء الطائفية، وجماعات وتنظيمات إرهابية مدعومة من الخارج تريد الإمعان في القتل والتدمير والهدم، مؤكداً معاليه أن البحرين آمنة ومستقرة بفضل من الله، ثم بسياسة حكيمة ينتهجها ملك البحرين، وبتلاحم شعب البحرين مع قيادته.
كما وجه رئيس البرلمان العربي تحية تقدير وإعزاز لشعب البحرين، في تلاحمه والالتفاف خلف قيادته الحكيمة، من أجل رفعة البحرين وتطويرها وتنميتها وصناعة مستقبل زاهر لأبنائها، والحفاظ على مقدراتها وثرواتها، والحرص على التكاتف والتعاضد والوحدة الوطنية، واحترام الدستور والقانون ومؤسسات الدولة، في وقت تسعى بعض الأطراف المدعومة بأجندات خارجية للنيل من البحرين وأمنها وسيادتها.
وأكد، وقوف البرلمان العربي مع مملكة البحرين ملكاً وحكومةً وشعباً، في المحافظة على أمنها ووحدة شعبها وسلامة أراضيها، ضد مشاريع التخريب والفتنة، ودعم جهودها في مكافحة الإرهاب الذي يهدد استقرارها، والمدعوم من النظام الإيراني على وجه الخصوص، مشددين على رفض أي تدخلات إقليمية أو دولية في الشأن الداخلي للدول العربية، وإدراج بند "تدخل النظام الإيراني في الشئون الداخلية للدول العربية" على أجندة المجالس والبرلمانات العربية في المحافل البرلمانية الدولية والإقليمية ومنتديات التعاون البرلماني الدولي، ورفض التصريحات الاستفزازية والأعمال العدوانية التي يقوم بها النظام الإيراني تجاه القضية، وذلك من خلال تقديم الدعم لعصابات إرهابية وتأجيج النعرات الطائفية ضرباً للوحدة الوطنية.
وأضاف رئيس البرلمان العربي، "إن دولة إيران دولة مجاورة للعالم العربي بحكم الجغرافيا والتاريخ، ويرغب العالم العربي في بناء علاقات معها قائمة على حسن الجوار واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، لذلك نطلب من إيران احترام سيادة الدول العربية، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، والتوقف عن تكوين ودعم الميليشيات المسلحة والجماعات والتنظيمات الإرهابية داخل الدول العربية، كما نطالب جامعة الدول العربية بوضع استراتيجية عربية موحدة للتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية".
وقال رئيس البرلمان العربي، "أن التحديات التي تواجهه أمتنا العربية جسيمة، وفي مقدمتها استمرار الاحتلال الإسرائيلي البغيض للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان، وظاهرة الإرهاب والتطرف، وتمدد الجماعات والتنظيمات الإرهابية داخل الدول العربية، وعدم احترام سيادة الدول العربية والتدخل في شئونها الداخلية، والحروب والنزاعات والأوضاع غير المستقرة في بعض الدول العربية، والتي تستدعي منا جميعاً أن نقف صفاً واحداً في مواجهة هذه التحديات، لتعزيز التضامن العربي وتنسيق السياسات والمواقف والجهود، بما يخدم مصالح الأمة العربية، ويحقق الأمن والسلم للمنطقة العربية والعالم أجمع".
وأكد رئيس البرلمان العربي على "قدرة العمل البرلماني العربي في الإسهام في استنهاض الهمم العربية الرسمية والشعبية، ومعالجة التحديات، وتقديم الحلول والمعالجات، والتأثير الإيجابي في صناعة القرار العربي الرسمي، بما يرقى إلى مستوى طموحات أمتنا العربية من الخليج إلى المحيط، والاستجابة لتطلعات وآمال أبناء الأمة العربية في حاضرها ومستقبلها"، مضيفاً معاليه أن "مقومات التوحد والتضامن بين أبناء الأمة العربية لا تتوفر لأي أمة من الأمم الأخرى، فلغتنا واحدة، وثقافتنا واحدة، وحضارتنا واحدة، وتاريخنا واحد، ومصيرنا واحد، ومصالحنا واحدة، والتحديات التي تواجهنا اليوم واحدة، والتهديدات التي تستهدفنا واحدة، وبالتالي فإننا نحتاج إلى وعي عربي وعمل عربي وإرادة عربية على كافة المستويات الرسمية والشعبية، الجماعية والفردية، تحقق لنا التوحد والتضامن العربي الذي نسعى إليه جميعاً".
وأوضح رئيس البرلمان العربي، في كلمته، أن البرلمان العربي يعمل حالياً على ثلاثة موضوعات استراتيجية كبرى تتمثل في الموضوع الأول وهو دعم نضال الشعب الفلسطيني لقيام دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشرقية، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والأساسية والمحورية للأمة العربية، مضيفاً أن البرلمان العربي يعمل على حشد الجهد البرلماني الإقليمي والدولي لدعم قضية الشعب الفلسطيني.
وأضاف، أن الموضوع الثاني هو محاربة الإرهاب، وقال "إن البرلمان العربي يدين بشدة كافة صور الإرهاب والتطرف، الذي يستهدف ضرب الأمن والاستقرار في الدول العربية، وتعطيل مشاريع البناء والتنمية، ويعمل على مراجعة القوانين والتشريعات العربية في هذا الشأن". مستدركاً الموضوع الثالث وهو رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وخاصةً التدخل الإيراني الذي يهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي العربي عن طريق إثارة ونشر وتغذية وتأجيج الصراعات والنزاعات الطائفية، وتقويض وإضعاف سلطة الدول الوطنية في الدول العربية، وإشاعة الفوضى وذلك من خلال تكوين ودعم ميليشيات مسلحة، وتدريب أفراد هذه الميليشيات ومدها بالأسلحة.
كما ذكر رئيس البرلمان العربي عدداً من الموضوعات الأخرى المهمة لدى البرلمان العربي، وهي الأمن القومي العربي، والتكامل الاقتصادي العربي، والتنمية المستدامة، ومتابعة حالة حقوق الإنسان في العالم العربي، ومتابعة أوضاع اللاجئين والنازحين من مواطن الصراع، وغيرها من الموضوعات.
وفي ختام الكلمة، جدد رئيس البرلمان العربي شكره وتقديره لرئيس مجلس النواب أحمد إبراهيم الملا على دعوته الكريمة له ولأعضاء البرلمان العربي لزيارة مملكة البحرين، مشيداً بالجهود الدؤوبة التي يبذلها مجلس النواب في تعزيز وتطوير وتمتين العلاقات بين البرلمان العربي ومجلس النواب بمملكة البحرين، كما ثمّن رئيس البرلمان العربي مشاركة أعضاء مجلس النواب أعضاء البرلمان العربي بفاعلية وإيجابية في أعمال ونشاطات البرلمان العربي.