سيكون لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا أمام فرصة إثبات نفسه وتبرير مبلغ الـ116 مليون دولار الذي أنفقه مانشستر يونايتد الإنجليزي من أجل استعادة خدماته من يوفنتوس الإيطالي، وذلك من خلال قيادة فريقه الى احراز لقب مسابقة "يوروبا ليغ" غدا الأربعاء (24 مايو/ أيار 2017) على حساب اياكس امستردام الهولندي.
وعلى غرار فريقه يونايتد، لم يقدم بوغبا الكثير في موسمه الأول بعد العودة إلى "اولدترافورد" ولم يرتق الى حجم طموح ادارة النادي التي أنفقت مبلغا قياسي من أجل استعادته مجددا بعد أن تخلت عنه ليوفنتوس عام 2012 دون أي مردود مالي.
وترتدي مواجهة الأربعاء التي تقام في العاصمة السويدية ستوكهولم، أهمية بالغة بالنسبة ليونايتد لأنها تشكل مفتاح مشاركته في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل في حال توج باللقب، بعدما اكتفى بالحلول سادسا في الدوري الممتاز ما يخوله خوض المسابقة القارية الرديفة للموسم الثاني على التوالي.
وتمثل المواجهة أمام وصيف بطل الدوري الهولندي فرصة لبوغبا من أجل لعب دور البطل وانقاذ موسم فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو وتلميع صورته الشخصية وإسكات الانتقادات التي وجهت اليه بسبب المستوى "العادي" الذي ظهر به مع "الشياطين الحمر".
وكان هداف نيوكاسل السابق الن شيرر أكثر المنتقدين لبوغبا وهو كتب مؤخرا في صحيفة "ذي صن": "عندما تدفع حوالي 90 مليون جنيه استرليني من أجل التعاقد مع أحد، فأنت تتوقع منه أن يذهلك في أرضية الملعب. لكنه (بوغبا) لم يقدم الكثير (من اللمحات)، أو بالأحرى لم يقدم أيا (من اللمحات) التي تدفعك للقول +يا إلهي+ عندما تشاهد لاعب الوسط السابق ليوفنتوس".
ويخوض بوغبا (24 عاما) لقاء الأربعاء على ملعب "فريندز ارينا" عقب فترة صعبة للاعب الفرنسي الذي أمضى الكثير من الوقت في القسم الأخير من الموسم وهو جالس على مقاعد البدلاء بسبب ارهاق عضلي بحسب ما يدعي مورينيو.
وتتحدث التقارير البريطانية عن أن بوغبا يتلقى العلاج بسبب معاناته من إصابة في المأبض (باطن الركبة) أبعدته عن الملاعب لثلاثة أسابيع خلال مارس الماضي.
كما وجد اللاعب الفرنسي نفسه تحت الأضواء في اوائل الشهر الحالي عندما طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من يونايتد تزويده بمعلومات حول انتقال الفرنسي من يوفنتوس في أغسطس 2016.
وبحسب تقارير صحافية فرنسية، فان عمولة وكيل اللاعب مينو رايولا هي موضع التدقيق، اذ انه عمل بشكل مزدوج لصالح الناديين، وهو ما يشكل مخالف للقوانين الانكليزية لأن الوكيل لم يبلغ مانشستر يونايتد بانه يعمل أيضا لحساب يوفنتوس.
وذكر موقع "ميديا بارت" الفرنسي أن رايولا متهم بالحصول على عمولة قيمتها 49 مليون يورو اثر عمله المزدوج وسيطا لكل من الناديين، وان القيمة الحقيقية للصفقة بلغت 127 ميلون يورو، ذهب 78 مليونا منها الى نادي يوفنتوس.
ثم تعرض بوغبا لضربة معنوية أقسى بوفاة والده فاسو انطوان بعد صراع طويل مع مرض عضال.
"تحليل غير عادل"
وبعد الانتهاء من الواجبات العائلية، عاد بوغبا الى يونايتد وشارك اساسيا في المرحلة الختامية من الدوري الأحد ضد كريستال بالاس (2-صفر) حيث مرر كرة الهدف الأول للشاب جوش هاروب ثم سجل الهدف الثاني قبل أن يستبدله مورينيو خلال استراحة الشوطين، استعدادا للقاء اياكس الأربعاء.
واحتفل بوغبا برفع أصبعه نحو السماء، ثم كتب لاحقا في حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذا الهدف من أجل والدي".
وكان الهدف ضد كريستال بالاس الأول لبوغبا في الدوري الممتاز منذ كرته الرأسية في الدقيقة 86 من مباراة فريقه مع ميدلزبره (2-1) ليل عيد رأس السنة.
ولم يكن وضع بوغبا في "يوروبا ليغ" أفضل من وضعه في الدوري الممتاز، إذ لعب دورا هامشيا في الأدوار الاقصائية خلافا للسويدي زلاتان ابراهيموفيتش والأرميني هنريك مخيتاريان أو ماركوس راشفورد، ورغم ذلك أشاد مورينيو بالدور الذي لعبه لاسيما في ذهاب الدور ثمن النهائي ضد روستوف الروسي (1-1).
واعتبر المدرب البرتغالي "أن الطريقة التي لعب بها في روستوف كانت رائعة. عانى من ناحية الأداء في بعض المباريات، لكن الأداء مرتبط عادة بما يقدمه الفريق بالمجمل وبالتالي عندما كان الفريق ممتازا، كان هو ممتازا، أما عندما عانى الفريق، عانى هو شخصيا ايضا".
ورأى مورينهو أنه "لو بلغت صفقة بوغبا نصف المبلغ الذي دفع، لقال الجميع +يا لها من صفقة ناجحة والطريقة التي يلعب بها أكثر من جيدة+. لكن الجميع يتوقع منه اداء ينسجم مع قيمة الصفقة، وهذا الأمر يولد الضغط والتحليل غير العادل في بعض الأحيان".
وفي ظل غياب ابراهيموفيتش بسبب الإصابة، سيكون حجم المسؤولية كبيرا على بوغبا، الساعي شخصيا الى تعويض ما فاته عامي 2015 و2016 حين خسر نهائي دوري أبطال أوروبا مع يوفنتوس ضد برشلونة الإسباني، ونهائي كأس أوروبا 2016 مع منتخب بلاده ضد البرتغال.