سيحدد نهائي الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" في كرة القدم المصير الأوروبي لمانشستر يونايتد الانجليزي في الموسم المقبل، عندما يلاقي أياكس امستردام الهولندي العريق بتشكيلته الشابة، غدا الأربعاء (24 مايو/ أيار 2017) على ملعب "فراندز ارينا" في سولنا بضواحي العاصمة السويدية ستوكهولم.
وفضلا عن اللقب القاري الرديف، يملك يونايتد حافزا اضافيا يتمثل بحصول الفائز على بطاقة التأهل الى دور المجموعات من دوري ابطال اوروبا، وذلك بعد اكتفائه بالحلول سادسا في الدوري المحلي ما يؤهله خوض منافسات يوروبا ليغ موسما ثانيا على التوالي، فيما حل اياكس وصيفا للدوري الهولندي بفارق نقطة أمام فيينورد وتأهل الى الدور التمهيدي الثالث من دوري الابطال.
ويخوض يونايتد النهائي بعد ساعات معدودة على الاعتداء الذي حصل خلال حفل موسيقي في مانشستر وأودى بحياة العديد من الأشخاص واصابة العشرات.
وأعلن مدرب يونايتد البرتغالي جوزيه مورينيو صراحة عن أولوياته في الاسابيع الماضية، من خلال اراحة نجومه في مباريات الدوري، لكنه يدعي ان الاصابات لم تترك له الخيار: "لم تكن مقامرة. كان قرارا بسيطا".
وتابع مورينيو الذي استدعى فريقا احتياطيا بلغ معدل اعماره 22 عاما و284 يوما لمباراته الاخيرة في البرمير ليغ ضد كريستال بالاس: "عندما تخسر لاعبيك في 17 مباراة خلال 7 اسابيع، تصبح مهمتك مستحيلة. لم تكن مقامرة، لكنها نتيجة لوضعنا الحالي".
وكان مورينيو الذي احرز اللقب مع بورتو البرتغالي في 2003 قبل ان يضيف لقبين اخرين في دوري الابطال، قال ابان عودته الى تشلسي الانكليزي في 2013: "لا اريد التتويج في يوروبا ليغ. ستكون خيبة كبيرة لي".
ولم يكن اداء يونايتد مطمئنا في بداية البطولة الحالية، اذ خسر اول مباراتين خارج ارضه ضد فيينورد وفنربغشة التركي، واحتاج الى وقت اضافي للتغلب على اندرلخت البلجيكي في ربع النهائي.
لكن مع بلوغ "الشياطين الحمر" النهائي، بدل المدرب "المميز" نظرته الى البطولة الرديفة، زاعما انه بعد احرازه لقب كأس الرابطة محليا سيكون موسمه اكثر نجاحا مقارنة مع خصميه المحليين مانشستر سيتي وليفربول.
وفي هذا الاطار قال المدافع فيل جونز: "سيقول الناس اننا لم نقدم موسما جيدا، هل تفضلون الحلول في الوصافة وعدم التتويج، او احراز لقبين والتأهل الى دوري الابطال؟".
لا ضغوط
وسيسمح التتويج ليونايتد اكمال تشكيلته من الالقاب القارية، لينضم الى مجموعة من الأندية التي احرزت البطولات الاوروبية الثلاث، وهي دوري الابطال ويوروبا ليغ وكأس الكؤوس الاوروبية (ألغيت بعد 1999). وحقق هذا الانجاز تشلسي، يوفنتوس الايطالي، أياكس امستردام وبايرن ميونيخ الالماني.
وتوج يونايتد بدوري الابطال (1968 و1999 و2008)، وكأس الكؤوس (1991)، الا انه لم يسبق له إحراز الدوري الأوروبي.
بيد ان نهائي السويد سيغيب عنه عملاق مانشستر يونايتد ومهاجم اياكس امستردام السابق السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي انتهى موسمه بسبب اصابة في ركبته في اياب ربع النهائي امام اندرلخت البلجيكي.
كما يغيب عن يونايتد المدافعين لوك شو والارجنتيني ماركوس روخو ولاعب الوسط اشلي يونغ بسبب الاصابة.
وأشار مورينيو الى ان الحارس الارجنتيني سيرخيو روميرو سيواصل مشواره في المسابقة على حساب الاساسي الاسباني دافيد دي خيا، فيما يشارك فيل جونز وكريس سمولينغ في قلب الدفاع في ظل غياب العاجي الموقوف اريك بايي.
وهي المرة الاولى التي يبلغ فيها مانشستر يونايتد المباراة النهائية لمسابقة يوروبا ليغ، والمرة السابعة التي يصل فيها الى نهائي احدى المسابقات القارية والاولى منذ نهائي دوري ابطال اوروبا موسم 2010-2011 عندما خسر أمام برشلونة الإسباني 1-3 على ملعب "ويمبلي".
وتخطى يونايتد سلتا فيغو الاسباني في نصف النهائي (1-صفر خارح ارضه و1-1 على ملعبه)، فيما بلغ اياكس النهائي على حساب ليون الفرنسي (4-1 على ارضه و1-3 في ليون).
وخلافا ليونايتد، يقارب أياكس المباراة من دون ضغوطات، وذلك في النهائي القاري الاول له منذ خسارته نهائي دوري الابطال في 1996 أمام يوفنتوس الايطالي بركلات الترجيح (2-4).
ويسعى أياكس أحد أبرز فرق القارة العجوز خلال أيام الراحل يوهان كرويف، الى استعادة أمجاده القارية، اذ أحرز لقب المسابقة القارية الأولى أعوام 1971 و1972 و1973 ثم 1995، كما توج بلقب كأس الكؤوس الاوروبية 1987 وكأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ حاليا) 1992.
ومن جيل التسعينيات الذهبي، تبوأ عدد كبير من اللاعبين مناصب عدة في الادارة الحالية للنادي، على غرار الحارس ادوين فان در سار والجناح مارك أوفرمارس عضوي ادارة النادي، فيما يساعد صانع الالعاب السابق دنيس برغكامب المدير الفني الحالي بيتر بوس.
حتى احد اللاعبين الصاعدين الجناح جاستن كلايفرت (18 عاما) تربطه صلة قرابة مع نجم آخر من تلك الفترة، فهو نجل الهداف باتريك كلايفرت صاحب هدف الفوز ضد ميلان الايطالي في نهائي دوري الابطال 1995.
وقال بوس الذي يفتقد قلب دفاعه نيك فيرغيفر الموقوف: "لا أشعر بالضغط. الجميع يحلم بتلك المباريات، لذا لسنا تحت الضغط، بل في مناسبة كبرى".
وتابع: "لديهم ميزانية أكبر بالتأكيد، واذا كانوا يشعرون بالضغط بسبب ذلك، فهذا جيد. نحب ممارسة لعبة جميلة وآمل تحقيق الفوز".
ويتمتع اياكس بتشكيلة يافعة جدا، قوامها الحارس الكاميروني اندريه اونانا (21 عاما)، المدافعان ماتيس دي ليخت (17 عاما) الكولومبي دافيسنون سانشيس (20 عاما)، لاعبا الوسط الالماني أمين يونس (23 عاما)، المغربي حكيم زياش (24 عاما) والمهاجمان البوركين برتران تراوري (21 عاما) والدنماركي كاسبر دولبرغ (19 عاما) صاحب 6 اهداف في 12 مباراة في المسابقة.
والتقى الفريقان في دور الـ32 من المسابقة عام 2012، فتأهل يونايتد لفوزه في امستردام 2-صفر وخسارته على ارضه 1-2. كما التقيا في الدور الاول من نسخة 1977، ففاز اياكس 1-صفر على ارضه وخسر في مانشستر صفر-2.
وتوج اياكس بطلا لدوري بلاده 33 مرة (رقم قياسي) والكأس 18 مرة، فيما توج يونايتد 20 مرة في انكلترا (رقم قياسي) و12 مرة بلقب الكأس و5 مرات بكأس الرابطة.
وكان اشبيلية الاسباني بطل المسابقة في المواسم الثلاثة الماضية، خاض غمار دوري الابطال هذا الموسم، الا ان مشواره توقف في الدور ثمن النهائي أمام ليستر سيتي الانجليزي.