يزور الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلثاء (23 مايو/ أيار 2017) الضفة الغربية المحتلة حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيثير معه
حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو موضوع لم يدل الرئيس الاميركي حتى الان بموقف واضح منه.
وتعرف ترامب الاثنين خلال لقاءاته مع عدد من المسؤولين الاسرائيليين في القدس على بعض من حقائق النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي. في بيت لحم في جنوب الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل منذ خمسين عاما تقريبا، سيتعرف على جانب آخر من أقدم نزاع في العالم.
وبعد زيارته الاثنين الى حائط المبكى في البلدة القديمة في القدس الذي يعد اهم موقع للديانة اليهودية، سيرى ترامب جدارا من نوع آخر: جدار الفصل الذي تبنيه اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وتبعد بيت لحم أقل من عشرة كيلومترات عن مدينة القدس. وبدأت اسرائيل في عام 2002 بإقامة الجدار الفاصل فيها خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ويعد الجدار رمزا للاحتلال الاسرائيل.
وفي المدينة، توجد كنيسة المهد التي ولد فيها المسيح وتجذب آلاف الزوار سنويا.
وتسعى إدارة ترامب التي تبحث عن سبل لإحياء جهود عملية السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين، الى دفع الجانبين الى اتخاذ تدابير تساعد على بناء جو من الثقة لاستئناف مفاوضات السلام.
وعند استقباله محمود عباس الشهر الماضي في البيت الابيض، أبدى ترامب تفاؤله بامكان التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وتحدث ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين عن "تجدد الجهود الرامية إلى تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، لكنه تجنب الخوض في تفاصيل النزاع.
وقال "سمعت انه أحد أصعب الاتفاقات على الاطلاق، لكن لدي شعور بأننا سنصل الى هناك في نهاية المطاف، كما آمل".
وكان اشار في وقت سابق الى "فرصة نادرة" لتحقيق السلام في الشرق الاوسط، معتبرا ان توافق المصالح بين الدول العربية واسرائيل في مواجهة خطر التطرف والتهديد الايراني سيساعد في حل احد اقدم النزاعات على الكوكب.
- شراكة جديدة محتملة - وتكرر اسم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي زاره ترامب في الرياض قبل اسرائيل، مرات عدة كشريك محتمل في عملية السلام، على الرغم من عدم وجود اي علاقات دبلوماسية مباشرة بين السعودية والدولة العبرية.
وقال نتانياهو في كلمة ألقاها خلال استقباله الرئيس الاميركي الذي وصل الى تل أبيب في رحلة جوية مباشرة هي الاولى من السعودية الى اسرائيل، "السيد الرئيس، لقد قمت برحلة من الرياض الى تل ابيب. آمل بأن يتمكن رئيس وزراء اسرائيلي في يوم من الايام من أن يقوم برحلة من تل أبيب الى الرياض".
وقال ترامب في وقت لاحق "أعتقد ان هناك مستوى جديدا من الشراكة الممكنة"، وقال نتانياهو "للمرة الاولى في حياتي، أرى أملا حقيقيا في التغيير".
وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل مبادرة اميركية في شأن السلام في نيسان/أبريل 2014.
وبحلول عام 2017، يمر خمسون عاما على احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية وبدء الاستيطان فيها.
- مشروع واضح - ولم يتطرق ترامب علنا خلال زيارته الى اسرائيل الى القضايا الرئيسية مثل الاستيطان او أعمال العنف او وضع القدس، ولكنه شدد على "الروابط الصلبة" التي تجمع بين الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل.
ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الاساسي للاسرة الدولية لحل الصراع.
وقال مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال هربت ريموند ماكماستر ان ترامب عبر عن "رغبته بالكرامة وتقرير المصير للفلسطينيين".
وتعد الحكومة التي يتزعمها بنيامين نتانياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي ترامب الرئاسة إلى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.
وقال مفوض منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط لوكالة فرانس برس "لدينا أجندة سلام واضحة تماما، مدعومة وطنيا ومدعومة عربيا وإقليميا، وتحظى بإجماع دولي كامل. نحن لا نخشى السلام، نحن نسعى من أجل السلام، و تحدثنا بذلك مع شركائنا الأميركيين".
وحتى لو تمكن ترامب من تخطي مشاكله السياسية الداخلية وتخصيص جهود من اجل التوصل الى اتفاق سلام في المنطقة، فسيكون عليه التعامل مع الصعوبات العديدة التي تواجه كلا من نتانياهو وعباس.
وتشير استطلاعات الرأي الى ان الرئيس الفلسطيني (82 عاما) لا يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، بينما سيواجه نتانياهو صعوبات كبيرة في تقديم تنازلات تقبل بها قاعدته الجماهيرية اليمينية، بحسب محللين.
وسيعود ترامب مجددا بعد ظهر الثلاثاء الى القدس حيث يزور نصب "ياد فاشيم" التذكاري لضحايا المحرقة، ثم يلقي خطابا في متحف اسرائيل قبل ان يسافر الى الفاتيكان.