تطلق الألمانية بيترا فوغيل صرخة قد تبدو غريبة لمن لا يعرفون عن ألمانيا سوى أنها بلد الرفاه «أعيش في أحد أغنى بلدان العالم وأُعامل بهذه الطريقة؟ هذا غير معقول»، فهي واحدة من عمال كثيرين في هذا البلد لا يستطيعون سد رمقهم.
تبلغ هذه السيدة ستين عاماً أمضت نصفها عاملة في مستشفى بوخوم في شمال الراين- وستفاليا غرب ألمانيا، حيث تطغى القضايا الاجتماعية والمعيشية على المشهد السياسي.
تتقاضى بيترا 10.51 يورو عن كل ساعة عمل تحسم منها الضرائب، ليكون راتبها الصافي 1115 يورو شهرياً، مقابل 39 ساعة عمل في الأسبوع.
يذهب القسم الأكبر من راتبها في المصاريف الثابتة، من إيجار المنزل إلى التأمين والهاتف، فلا يبقى لها سوى 350 يورو لتأكل بها وتشتري ثيابها وأدوية مرض السكري... وبين الحين والآخر تهدي نفسها بعضاً من الرفاهية لا تتجاوز قطعة من المثلجات.
ولا يقتصر قلق هذه السيدة على تأمين معيشتها، بل يساورها بين الحين والآخر قلق أكبر على أيامها المقبلة. فبعد خمس سنوات ستتقاعد بعد 41 عاماً من العمل، ولا تعرف ما سيكون مصيرها وقتها.
العدد 5372 - الإثنين 22 مايو 2017م الموافق 26 شعبان 1438هـ