اختتمت الجامعة الخليجية أمس الأول الأحد (21 مايو/ أيار 2017) فعاليات الملتقى الإعلامي الأول والمعنون بـ «الإعلام وتحديات الخليج العربي» والذي أُقيم تحت رعايةٍ كريمةٍ من وزير شئون الإعلام علي بن محمد الرميحي في مبنى الجامعة الخليجية الرئيسي وبمشاركة شخصيات أكاديمية وإعلامية وسياسية واقتصادية من كافة أنحاء الوطن العربي حيث استعرضوا أبرز التحديات الأمنية والإقتصادية لدول الخليج العربي في ظل التغيرات السياسية والإعلامية الدولية.
وانطلقت فعاليات الملتقى بحضور نائب راعي الحفل وكيل وزارة شئون الإعلام عبد الرحمن بحر، ورئيس مجلس أمناء الجامعة الخليجية منى الزياني، ورئيس الجامعة الخليجية مهند المشهداني وعددٍ من أعضاء مجلسي النواب والشورى البحرينيين وسفراء الدول العربية بمملكة البحرين بالإضافة إلى جمعٍ غفيرٍ من الإعلاميين والمهتمين بالإعلام.
وقال رئيس قسم الإعلام بالجامعة الخليجية صابر حارص في كلمته التي ألقاها: «جاء هذا الملتقى الإعلامي استشعارًا من قسم الإعلام بالجامعة الخليجية لتوجيهات مجلس التعليم العالي بمملكة البحرين للمتغيرات على المستويين الأمني والإقتصادي والتي لا يمكن للقسم أن يتجاهلها، حيث جاء هذا الملتقى الذي يهدف إلى إرسال رسالة مفادها كيف يمكن للإعلام الخليجي أن يدعم التحديات الأمنية والإقتصادية ببلدان الخليج العربي».
وتابع حارص قائلًا: «إن الممارسات المهنية وغير المهنية للإعلام قد تسهم في هدم أو بناء الإقتصاد القومي في الوقت نفسه حيث يعلم الجميع إن الإعلام كان وما زال يُستخدم لتغذية الفكر المتطرف والتحريض على العنف والإرهاب، في الوقت الذي يستطيع أن يكون فيه الإعلام حلًا مثاليًا لكل ذلك عند الإلتزام بأخلاقياته ومهنيته».
وأضاف:» يوجد علاقة وثيقة ومترابطة بين الإقتصاد والأمن فكلما تدهور الأمن القومي للبلاد كلما تأثر الإقتصاد الوطني بالخليج العربي مما يدعو إلى إنفاق أموالٍ طائلة لمواجهة الأفكار المتطرفة والقضاء على أحداث العنف والإرهاب».
من جهته، أكد رئيس الجامعة الخليجية مهند المشهداني أن الملتقى يهدف إلى تعزيز دور البحث العلمي في الجامعة الخليجية من خلال مشاركة نخبة من الخبراء والمختصين مما يسهم في دفع عجلة البحث العلمي وتعزيز مكانة مملكة البحرين في هذا الجانب على مستوى العالم.
وأكد وكيل وزارة شئون الإعلام عبد الرحمن بحر أهمية تعزيز الشراكة بين المؤسسات الإعلامية والتعليمية والثقافية الخليجية في ترسيخ الهوية العربية والإسلامية وتكريس قيم المواطنة والتسامح، وتعزيز مسيرة التعاون والانتقال نحو الاتحاد الخليجي كنواةٍ فاعلةٍ للوحدة العربية المنشودة، وخيارٍ استراتيجي لتعزيز القدرات الخليجية والعربية على مواجهة التحديات كافة.
وأشار إلى حرص الوزارة على توطيد الشراكة مع الجامعات الوطنية في النهوض بالرسالة الإعلامية بما يواكب مسيرة المنجزات التنموية والحضارية المتواصلة خلال العهد الزاهر لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وبدأت الجلسة الأولى للملتقى بمحاضرة قيمة عن الإعلام والمجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب والتي قدمها : وزير التعليم والبحث العلمي ووزير الشئون البرلمانية السابق بجمهورية مصر العربية مفيد شهاب تلتها محاضرة أخرى استعرضت تجربة الخليج العربي في التصدي للإرهاب قدم ورقتها عايد المناع، ثم محاضرة أخرى عن الإعلام الجديد والإرهاب، المشكلة والحل للأستاذ الزائر بالجامعة الخليجية استقلال العازمي، وأخيراً محاضرة عن الإرهاب واقتصاديات الخليج العربي للدكتور عمر العبيدلي من مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والطاقة.
واستعرضت الجلسة الثانية الإعلام والتحدي الاقتصادي والتي أدارتها الإعلامية سهير المهندي، واشتملت محاضرة كيفية دعم الإعلام للاقتصاد الخليجي عمومًا والبحريني خصوصاً لأستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة حبيب الله محمد الركستاني.
وخلص المشاركون في الملتقى إلى عشر توصيات وهي:
بناء استراتيجية إعلامية خليجية موحدة على المستوى العربي والدولي للتعامل مع الإرهاب إعلاميًا وفكريًا.
تأسيس مرصد إعلامي خليجي لتقييم أداء الإعلام الخليجي في معالجاته لأحداث الإرهاب وأفكار التطرف.
ضرورة استفادة الإعلام من الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب سواء على مستوى وزراء الداخلية أو مجالس الوزراء وأهمية إعادة النظر في تناول الإعلام لأحداث الارهاب.
تأهيل الإعلاميين في الخليج العربي عبر برامج متخصصة في التعامل مع أحداث الارهاب وأساليب تغطياته الصحفية والاعلامية.
تقديم خطاب ديني يفند كل مزاعم وأفكار التطرف التي يتصور بعض الشباب إنها افكار جهادية. العمل على مخاطبة الجمهور غير العربي في أوروبا وأميركا وغيرها بخطاب إعلامي وديني يناسب عقليتهم وثقافتهم حيث سيبث هذا الخطاب على وسائل اعلام عربية دولية تتحدث باللغات الاجنبية.
توظيف الكفاءات الخليجية والعربية في الخارج لدعم الخطاب الديني المعتدل وخدمة السلام والاستقرار بالخليج العربي.
إنشاء مركز إعلامي متخصص في الاقتصاد الخليجي يستهدف خلق الاقتصاد المعرفي والإعلام المعرفي لتحقيق التنمية المستدامة وولادة المشاريع الانتاجي وتأهيل طلبة الإقتصاد والفنون الإعلامية المختلفة التي تؤهلهم للتعاطي مع الإعلام الاقتصادي.
تأهيل الاعلاميين بالنظم والسياسات الاقتصادية حتى يتمكنوا من المعالجات الاقتصادية بشكل مهني. إفتتاح أقسام جديدة للإعلام الاقتصادي يؤهل خريجيه لممارسة الكتابة والبحث الاقتصادي بشكل إعلامي وأسلوب مهني يمكنه من معالجة الازمات الاقتصادية وفترات التحول التي تمر بها منطقة الخليج خاصة والمنطقة العربية عامة.
وفي ختام أعمال الملتقى، قام سعادة وكيل وزارة شئون الإعلام، بتكريم المتحدثين والمشاركين في الملتقى الإعلامي، ومن أبرزهم: وزير التعليم والبحث العلمي ووزير الشؤون البرلمانية السابق بجمهورية مصر العربية مفيد شهاب، أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز حبيب الله التركستاني، مستشار جمعية الصحفيين الكويتية عايد المناع، استاذة العلوم السياسية من الكويت د.استقلال العازمي، رئيس قسم الإعلام بالجامعة الخليجية صابر حارص، الإعلامية والأكاديمية سهير المهندي، و مدير برنامج الدراسات الدولية والجيوسياسية بمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة عمر العبيدلي.
العدد 5372 - الإثنين 22 مايو 2017م الموافق 26 شعبان 1438هـ