سمعت وصفاً جميلاً للمال وطرق استخدامه، وأحببت أن أشارك القارئ الكريم بما سمعت.
المال ينقسم إلى أربعة أنواع، وطريقة صرف أو إعطاء كل نوع منه تكون مختلفة. وهذه الأنواع هي:
1. المال الخاص بك الذي تصرفه على نفسك.
2. المال الخاص بك الذي تصرفه على الآخرين.
3. مال غيرك الذي تصرفه على نفسك.
4. مال غيرك الذي تصرفه على الآخرين.
ولنتحدث عن كل نوع:
النوع الأول: مالك الخاص الذي تصرفه على نفسك: هذا المال قد يكون ناتجاً عن أرباح من أعمال تجارية أو راتب من عمل. هذا المال في الغالب عزيز عليك؛ لأنك عملت وتعبت في سبيل الحصول عليه. طبعاً هناك أموال أخرى قد تحصل عليها من طرق مشروعة أو غير مشروعة أو يانصيب وغيرها. ولكننا هنا نتحدث عن المال الذي تحصل عليه من التجارة أو الراتب.
في الغالب تكون حريصاً وحذراً في صرف هذا المال، وتكون قراراتك بشأن صرفه متأنية وحذرة وذات جودة عالية. إن هذا المال يأتي إليك من ناتج جهد وتعب، ولذلك لن يكون صرفه بسهولة ولكنك ستفكر ملياً في كيفية صرفه وما يمكن أن تحصل عليه من مردود.
النوع الثاني: مالك الخاص الذي تصرفه على الآخرين: مصادر المال هي نفسها كما في النوع الأول، أي من ناتج عملك في التجارة أو الوظيفة، ولكنك تصرفها على الآخرين كالأهل والأصدقاء. وطبعاً ستكون حريصاً ومتأنياً في إعطائها وصرفها، ولكن لن يكون لك مطلق الحرية في الصرف وطريقة الصرف، التي تتحكم فيها في النوع الأول. فعلى سبيل المثال، لا تستطيع على الدوام شراء ما تود إلى أفراد الأسرة؛ بل تجد نفسك أمام حقيقة أنهم يقررون شراء ما يحبون هم وليس ما تحب أنت، وفي بعض الأحيان يشترون أشياء أو يصرفون المال على أشياء أنت غير مقتنع بها، ولكنك ستخضع لهم وتدفع المال. ومعنى ذلك أن في هذه الحالة ربما لن تكون قرارات صرف المال ذات جودة؛ لأنها تخضع لقرارات الآخرين وليس لقراراتك أنت.
النوع الثالث: مال الآخرين الذي تصرفه على نفسك: هنا تحصل على المال من الآخرين وربما من غير تعب منك، وتصرفه على نفسك حسبما تشاء من غير التأني المطلوب، ولذلك تكون قرارات الصرف عشوائية، لأنك لم تبذل جهداً في الحصول على المال. وهذا بالضبط ما يعمله الأولاد وأفراد العائلة، بالنسبة للمال الذي تعطيهم، فهم يصرفون هذا النوع من المال من غير دراسة ولا تأنٍ. وتكون القرارات غير متأنية، وقد يكون الهدف الوحيد صرف المال المستلم بأسرع وقت ممكن.
النوع الرابع: مال الآخرين الذي تصرفه على الآخرين: هذا المال قد يعطيك إياها شخص للتصرف في صرفه. وهذا النوع من أقل الأنواع كفاءة أو جودة بالنسبة لعملية صرفه. فعندما تتسلم هذا المال، قد يكون الهم صرفه بأسرع وقت ممكن من محاولة التأني في صرفه. وهذا يمكن مقارنته بمن يجمع التبرعات ويحاول توزيعها بأسرع وقت ممكن من دون التأني في صرفها بطريقة صحيحة أو إلى المستحقين. هنا عملية الصرف قد تكون متسرعة، أو تكون طريقة توزيعها يشوبها القصور. وهذا القصور قد يقود إلى الاختلاس والسرقة من هذا المال قبل أن يصل إلى المستحقين. لأن هذا المال قد يكون سائباً، والمال السائب يعلم الحرام. ومن المعروف أن هذا النوع من المال، تكون فيه التصرفات غير السوية أكبر، والفساد في توزيعه مشكلة، وربما لا يصل إلى مستحقيه.
مثال ذلك، الأموال التي يضعها المستثمرون لدى مدراء الاستثمار أو مصارف الاستثمار، فهنا المستثمر يتوقف دوره في إعطاء الأموال، ومدراء الاستثمار من أفراد ومصارف يقومون بالتصرف في تلك الأموال - قد تكون التصرفات ضمن شروط متفق عليها مع المستثمر - ولكن ما حصل في الأزمة المالية من 2008 إلى 2010 بيّن مدى سوء إدارة أموال المستثمرين، والخسائر التي تكبدوها. والسبب هو النوع الرابع من الأموال أعلاه، حيث حرية التصرف في أموال المستثمرين من مدراء الاستثمار كبيرة، والحرص على المحافظة عليها قليل. ثم هناك جانب تضارب المصالح للمدراء، حيث كلما استطاعوا أن يستثمروا مال الغير ويحصلوا على عوائد وفوائد، فإنهم أيضأ يحصلون عمولات كبيرة. ولذلك فإن بعضهم قد يتمادى في الاستثمار من غير دراسة المخاطر، والنتيجة خسائر للمستثمرين، كما يعلم الجميع ما حصل في الأزمة المالية.
إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"العدد 5371 - الأحد 21 مايو 2017م الموافق 25 شعبان 1438هـ
مما لا ريب فيه ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا الا انها فتنتها. فمن الفتن فتن الشهوات وفتنة المال. ما لك ومن اين لك وفيما تنفقه?
أسئله بريئه ولا تحتاج إلى محاسب بنك او خبير اسرافي تبذيري. فمن اين لك? سؤال من اين وكيف وصلك هذا المال او الثروه. فلثروه من الثراء الذي اما جمعته او جمع لك. فهل ما وصلك ملك لك? او ملك لاخر لم يصله لذا وصلك?