بسط الجيش السوري سيطرته أمس الأحد (21 مايو/ أيار 2017) على كامل مدينة حمص بعد إجلاء مقاتلي المعارضة من آخر حي كانوا يسيطرون عليه في ثالث المدن السورية التي كانت تعرف بـ «عاصمة الثورة» نتيجة الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها عند بداية الأزمة السورية قبل ست سنوات.
ويأتي إجلاء الدفعة الأخيرة بعد نحو شهرين من التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية روسيا يقضي بإجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الراغبين من حي الوعر على دفعات خلال فترة أقصاها شهران.
ويُعتبر الخروج من حي الوعر خسارة جديدة للمعارضة التي خسرت في ديسمبر/ كانون الأول معقلها في حلب (شمال).
وتُعتبر الخسارة في حي الوعر رمزية إذ أن معظم مقاتلي المعارضة طردوا من حمص (وسط) في 2014 بعد عامين من القصف المكثف والحصار الخانق الذي فرضته قوات الجيش السوري.
وقال محافظ حمص طلال برازي لوكالة «فرانس برس»: «غادرت آخر حافلة حي الوعر». وأضاف «تفقدنا بعض مؤسسات الدولة وانتشرت القوى الأمنية للحفاظ على الأملاك الخاصة والعامة وستعود إن شاء الله الخدمات وشبكات الاتصالات والمياه والكهرباء».
وتابع «غادر اليوم (أمس) حي الوعر 2100 شخص من بينهم 780 من المسلحين، وفي هذه الأثناء حي الوعر خال من السلاح ومن المسلحين».
وقال أيضاً «نستطيع أن نقول إنه بعد انتهاء التواجد المسلح في حي الوعر فإن حمص مدينة آمنة».
وكانت عملية الإجلاء بدأت قبل شهرين.
وغادر الأشخاص الذين تم إجلاؤهم على متن خمسين حافلة وفقاً لمراسل «فرانس برس» الذي لفت أيضاً إلى مغادرة أكثر من 30 شاحنة كانت محملة بالأثاث والأجهزة المنزلية وغيرها من الأغراض التي يمتلكونها.
وغطى بعض مسلحي المعارضة وجوههم وسُمح لهم بأخذ أسلحتهم الخفيفة في إطار اتفاق الإجلاء.
وقال أحدهم لـ «فرانس برس»: «أشعر بأنني أموت من الداخل. أردت البقاء لكنني أخشى أن يتم اعتقالي».
وعلى غرار ما حصل في بداية عملية الإجلاء، شوهد جنود وآليات روسية عند أطراف حي الوعر.
وينص الاتفاق على أن تدخل القوات الروسية حي الوعر بعد إخراج مقاتلي المعارضة منه وذلك لضمان أمن بقية المدنيين.
ويتجه المقاتلون المغادرون إلى محافظة إدلب في شمال غرب سورية أو إلى جرابلس في محافظة حلب.
العدد 5371 - الأحد 21 مايو 2017م الموافق 25 شعبان 1438هـ