العدد 92 - الجمعة 06 ديسمبر 2002م الموافق 01 شوال 1423هـ

القطان: تفتقد أدب الحوار... والغريفي: تجهض دعوات الوحدة

«المستقلة» للمسلمين أم عليهم؟

استطاعت قناة «المستقلة» أن تبرز أمام سيل عارم من الفضائيات المتنوعة، وأن تكون حديث الساعة في رمضان 2002 من خلال حوارها الساخن بين السنة والشيعة. وبين ملايين المشاهدين لهذه القناة لم تكن «المستقلة» ببرنامجها هذا غائبة عن المشاهد البحريني أبدا، بل هي حاضرة، مستحوذة على وقته حتى بعد انتهاء البث فلا تجد ديوانية ولا مقهى... إلا وحديث «المستقلة» في الصدارة.

ووسط متابعة جموع غفيرة من السنة والشيعة لهذا البرنامج تختلف الآراء عليه بين من يراه متنفسا لرد التهم التي يطلقها الفريق الآخر، وفرصة سانحة لتوضيح الاعتقاد وتعريف كل طرف وجهة نظره للطرف الآخر، وبين من يراه بذرة لزرع الفتنة، لينشغل بها العالم الإسلامي عن قضيته الأم وهي فلسطين.

وفي ذلك أكد الشيخ عدنان القطان أحقية كل فريق في رد الشبهات التي يتهم بها مؤكدا ضرورة الإلتزام بأدب الحوار موضحا أن ذلك ليس موجودا في مناظرات «المستقلة».

وعن التهمة التي وجهها البعض إلى «المستقلة» على أنها عميلة يقول القطان: «قد يحتمل هذا القول وجها من الصحة ولكنني لا أستطيع الجزم بذلك أبدا».

وأشار القطان في حديثه إلى «الوسط» قائلا: إن «حكومة البحرين تبنت مشروعا يهدف إلى التقريب بين السنة والشيعة في منتصف العام المقبل بدعم من عظمة الملك».

وشكك السيد عبدالله الغريفي في أهداف البرنامج وتوقيته، وقال: «إن مثل هذا النوع من البرامج من شأنه أن يشغل المسلمين بجدليات لا تحسم في الفضائيات بهذه الطريقة، ومن شأنه أيضا إلهاء الأمة عن قضاياها المصيرية». ويعتبر الغريفي مثل هذا البرنامج فرصة سانحة للغرب «لتمرير مشروعاته الاستعمارية بسلام في حال انشغال الأمة بهذه الجدليات»، كما اعتبر مثل «هذه الإثارات وفي هذه المرحلة بالذات تجهض دعوات الوحدة بين المسلمين جميعا، وتعمق العداء والتشنج بين طوائف المسلمين».

ودعا الغريفي إلى الحوار «مع كل من نختلف معه حتى حوار الأديان فضلا عن حوار الطوائف»، ولكن يجب «أن يكون ضمن ضوابط وأسس علمية وأخلاقية خالية من السباب والشتائم». واقترح «أن تنظم ملتقيات علمية خاصة ويمكن أن يشاهد الناس عبر الفضائيات بعض المشاهد من هذه الملتقيات. وتشارك فيه المؤسسات الدينية، وتأخذ من القرآن الكريم أدب الحوار». ولم يرَ الغريفي بأسا في إثارة مثل هذه الموضوعات بالطريقة العلمية المنظمة، مؤكدا أن الوحدة الإسلامية لا تعني الكفر بعقائدنا المذهبية بل يجب أن نؤصل فكرنا ومذهبنا ولكن بطريقة لا تدعو إلى المذهبية والطائفية

العدد 92 - الجمعة 06 ديسمبر 2002م الموافق 01 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً