العدد 92 - الجمعة 06 ديسمبر 2002م الموافق 01 شوال 1423هـ

منتظري يكسر صمته ويفتي بمكافحة العدوان الأميركي على العراق

حصلت «الوسط» على نص بيان أصدره المرجع الديني الايراني المنشق على النظام آية الله العظمى حسين علي منتظري بشأن العراق واحتمال وقوع حرب عليه.

صدر البيان في 25 رمضان المبارك الماضي وعتمت عليه القوى «الاصلاحية» و«المحافظـة» نظرا إلى تأثيره وما يتمتع به منتظري من وزن خاص في المجتمع.

وتعتبر خطوة منتظري نوعية ومثيرة، فهو دعا في بيانه (الفتوى) «الشعب الأميركي الكبير» و«سائر شعوب العالم الحرة في هذه المرحلة الحساسة إلى القيام بواجباتهم الانسانية والأخلاقية» تجاه ما يتوقع من «عدوان ضد حقوق الانسان في العالم».

وقال منتظري في رسالة له جاءت - كما قال - ردا على سؤال وجه إليه من بعض علماء الدين من خارج ايران عن العدوان المرتقب على العراق: «على رغم أن الجواب معروف وواضح فإنه لا بد من القول إن العدوان على العراق أو أي دولة أخرى سيسبب الدمار وقتل الأبرياء ومزيدا من الخراب للبلاد الاسلامية» لذلك «انني أدعو الشعب الاميركي الكبير وسائر الأحرار في العالم الى مقاومة أي عدوان محتمل ضد حقوق الانسان تعد له أميركا في هذه المرحلة الخطيرة».

وإذ شرح منتظري في رسالته ما تعرض له الشعب الايراني من دمار وقتل وتخريب لبناه التحتية على يد نظام بغداد الحالي وكيف أن القوى الدولية الظالمة ساندت ودعمت عدوان بغداد حينها ضد ايران فإنه فضح أيضا الموقف اللا أخلاقي «المعادي للانسانية للحكومة الاميركية» بالقول: «اذا كان امتلاك اسلحة الدمار الشامل عمل خلاف العقل والمنطق والعدالة الاجتماعية فلماذا إذن هو جائز ومسموح به لأميركا واسرائيل وبعض الدول الأخرى».

مضيفا: «ان أميركا هي أكبر صانعة ومخزّنة للأسلحة الكيماوية والنووية ومعها اسرائيل وهي التي سلحت العراق اصلا بمثل هذه الأسلحة عندما كان يقاتل ايران نيابة عنها وبالتالي فهي كاذبة ومخادعة ومحتالة في موقفها الراهن».

وحذر العالم الاسلامي بأن «أميركا انما تريد السيطرة على مقدرات بلادنا وضرب قيمنا وحقوقنا وسحق قيم الحرية لدى الشعوب والأمم المختلفة بحجة مكافحة الارهاب واشاعة الديمقراطية».

واستغرب منتظري سكوت الشعب الأميركي على «جرائم» حكومته مذكرا اياه بحرب فيتنام وما جلبت عليه من ويلات داعيا مجددا الشعب الأميركي «إلى القيام ضد حكومته المخادعة والمعادية للقيم الانسانية»، وأيضا «شعب إيران على رغم أنه أكثر المتضررين من حكومة بغداد بسبب ما أوقعته من خراب ودمار وقتل في ايران بدعم من القوى الدولية الكبرى فإن الواجب يدعو الى التعاون مع الشعب العراقي واستثمار ضغط الأمم المتحدة لاقامة حكومة شعبية عادلة في العراق».

ويشار الى أن الاصلاحيين والمحافظين قد عتموا على ما يبدو حتى الآن على هذا البيان المهم من مرجع ديني كبير كان الخليفة الرسمي للإمام الخميني قبل انشقاقه على النظام الحالي وكان يتغنى الاصلاحيون بآرائه «المتحررة» و «الليبرالية» حتى الأمس القريب، ويتشفى المحافظون من آرائه «الموالية للأجنبي»! في حين يبدي اليوم أكثر الآراء عقلانية ومنطقية حول ملف هو الأكثر تعقيدا فوق الساحة الإيرانية والإقليمية والدولية

العدد 92 - الجمعة 06 ديسمبر 2002م الموافق 01 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً