يوشك الجيش السوري أن يبسط سيطرته على كامل مدينة حمص في وسط البلاد إذ من المنتظر أن تنتهي خلال الساعات المقبلة عملية إجلاء آخر المقاتلين المعارضين من حي الوعر، آخر معاقلهم في المدينة.
وتعد مدينة حمص، التي طالما اعتبرها ناشطون معارضون «عاصمة الثورة» نتيجة الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها مع بدء الأزمة السورية في العام 2011، من بين الأكثر تضرراً جراء النزاع، كما أنها من أولى المناطق التي شهدت حصاراً.
ومنيت الفصائل المعارضة منذ العام الماضي بخسائر ميدانية على جبهات مختلفة، أعقبتها اتفاقات على إجلاء المقاتلين المعارضين من مناطق سيطرتهم. ومن أبرز تلك المناطق مدينة حلب (شمال) وبلدات قرب دمشق، وآخرها أحياء تتواجد فيها الفصائل المعارضة منذ 2012 في العاصمة السورية.
وعند أحد مداخل حي الوعر، قال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة «فرانس برس» أمس السبت (20 مايو/ أيار 2017) إن «عملية إخلاء حي الوعر من السلاح والمسلحين مستمرة»، مؤكداً «هذه هي الدفعة الأخيرة».
وسيخرج، بحسب المحافظ، حوالى 3000 شخص هم 700 مقاتل بالإضافة إلى أفراد من عائلاتهم ومدنيين راغبين بالمغادرة من الحي المحاصر من قبل الجيش السوري منذ سنوات عدة.
وسيتوجه المغادرون، وفق البرازي، إلى محافظة إدلب (شمال غرب) التي يسيطر عليها تحالف فصائل إسلامية ومتطرفة أو إلى مدينة جرابلس (شمال) الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة.
ويحتاج إجلاء الدفعة الأخيرة إلى بعض الوقت، وتوقع البرازي أن تتواصل حتى ليل السبت أو اليوم (الأحد).
ويأتي خروج الدفعة الأخيرة بعد نحو شهرين من التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية روسيا يقضي بإجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الراغبين من حي الوعر على دفعات عدة ضمن فترة أقصاها شهران.
وأوضح البرازي أنه مع انتهاء عملية الإجلاء «سيتجاوز عدد المغادرين 15 ألفاً، هم ثلاثة آلاف مسلح و12 ألفاً من أفراد عائلاتهم ومدنيون آخرون».
وينص الاتفاق على انتشار قوات روسية في الحي للإشراف على حسن تنفيذه ولضمان سلامة السكان الذين اختاروا البقاء أو أولئك الراغبين بالعودة.
ومن شأن إتمام عملية الإجلاء أن يسمح للجيش السوري بالسيطرة على ثالث أكبر مدن سورية.
وخرجت السبت دفعة ثالثة من المقاتلين والمدنيين من حي برزة تضمنت «2672 شخصاً بينهم 1076 مسلحاً»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ دمشق.
وبعد أن تنتهي عملية برزة، ستنحصر سيطرة الفصائل المعارضة على أجزاء من حي جوبر (شرق) وحي التضامن (جنوب). كما تسيطر جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) سابقاً وتنظيم «داعش» على أجزاء مختلفة من مخيم اليرموك (جنوب).
«داعش» يعدم 19 مدنياً
وفي شمال شرق البلاد، أعدم تنظيم «داعش» 19 مدنياً بينهم طفلان في قرية جزرة البوشمس التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية في ريف دير الزور الشمالي الغربي والمحاذية لمحافظة الرقة.
وتسلل عناصر التنظيم المتطرف، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى القرية حيث أعدموا المدنيين «بإطلاق الرصاص في الرأس، كما أضرموا النيران بعدد من الجثث» قبل أن ينسحبوا فجر أمس (السبت).
ترامب يأمر «بحملة لتصفية» الإرهابيين
في سورية والعراق
صرح وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس بأن ادارة الرئيس دونالد ترامب أمرت بشن «حملة لتصفية» الإرهابيين في العراق وسورية للحد من عدد المقاتلين الأجانب الذين يعودون إلى بلدانهم قدر الإمكان.
وأوضح ماتيس في مؤتمر صحافي في «البنتاغون» أن «حملة التصفية» هذه تعني أن «تطوق» قوات التحالف مواقع تنظيم «داعش» قبل مهاجمتها، حتى لا يتمكن الإرهابيون من الفرار أو التجمع في مكان آخر.
وأضاف «باختصار، هدفنا هو ألا يفر المقاتلون الأجانب» أو على الأقل أن يكون عدد الذين يتمكنون الفرار «قليلاً جداً».
وأكد ماتيس أن «المقاتلين الأجانب يشكلون تهديداً استراتيجياً سواء عادوا إلى تونس أو إلى كوالالمبور أو باريس و ديترويت أو غيرها».
وأوضح ماتيس أن القرار الآخر الذي اتخذه الرئيس ترامب هو نقل مزيد من سلطات القرار إلى القادة العسكريين الذين يقودون العمليات، لاختصار مهلة اتخاذ القرار.
العدد 5370 - السبت 20 مايو 2017م الموافق 24 شعبان 1438هـ