أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس السبت (20 مايو/ أيار 2017) بعد فوزه بولاية ثانية لأربع سنوات من الدورة الأولى أن شعبه اختار «طريق التوافق مع العالم» ورفض التطرف.
وقال روحاني في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إن «رسالة شعبنا تم التعبير عنها بشكل واضح جداً. لقد اختار الشعب الإيراني طريق التوافق مع العالم، بعيداً عن التطرف». وأضاف أن شعبه «يرغب في العيش بسلام وصداقة مع بقية العالم، ولكنه لا يقبل بأي تهديد أو إذلال».
وحصل روحاني على 57 في المئة من الأصوات، محققاً بذلك فوزاً كبيراً على منافسه الأبرز، المحافظ إبراهيم رئيسي الذي صوت له 38.3 في المئة من الناخبين.
طهران - أ ف ب
أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني أمس السبت (20 مايو/ أيار 2017) بعد فوزه بولاية ثانية لأربع سنوات من الدورة الأولى إن شعبه اختار «طريق التوافق مع العالم» ورفض التطرف.
واعتبر رجل الدين المعتدل البالغ من العمر 68 عاماً والذي قاد بنجاح إبرام اتفاق مع الدول الكبرى العام 2015 بشأن برنامج بلاده النووي، أن الناخبين عزفوا عن أولئك الذين يسعون إلى العودة بالجمهورية الإسلامية إلى الوراء.
وقال في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إن «رسالة شعبنا تم التعبير عنها بشكل واضح جداً. لقد اختار الشعب الإيراني طريق التوافق مع العالم، بعيداً من التطرف».
وأضاف أن شعبه «يرغب في العيش بسلام وصداقة مع بقية العالم، ولكنه لا يقبل بأي تهديد أو إذلال».
وحصل روحاني على 57 في المئة من الأصوات، محققاً بذلك فوزاً كبيراً على منافسه الأبرز، المحافظ إبراهيم رئيسي الذي صوت له 38,3 في المئة من الناخبين.
وفي أول رد فعل أميركي على إعادة انتخاب روحاني، قال وزير الخارجية الأميركي تيلرسون في مؤتمر صحافي مشترك في الرياض مع نظيره السعودي عادل الجبير «آمل في الولاية الجديدة بأن يبدأ (روحاني) عملية تفكيك شبكة إيران الإرهابية»، داعياً إياه أيضاً إلى «وضع حد نهائي لاختبارات الصواريخ البالستية».
وسادت أجواء من البهجة العاصمة الإيرانية حيث احتشد مئات الشباب للغناء والرقص في ساحة ولي عصر وسط طهران رغم محاولات الشرطة إنهاء التجمع.
ونزل آلاف الأشخاص مساءً إلى الشوارع في مختلف مناطق طهران للتعبير عن فرحهم، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة «فرانس برس».
ورددوا بحماسة «شكراً إيران» و»فلتحيا الإصلاحات»، أو «فليحيا روحاني».
وعبرت غالبية الشباب والفتيات الذين نزلوا إلى الشارع وبينهم إصلاحيون ومعتدلون يساندون روحاني عن «فرحتهم» بفوزه.
وتدفق الإيرانيون على صناديق الاقتراع وبلغت نسبة المشاركة 73 في المئة، ما اضطر منظمي الانتخابات الجمعة إلى تمديد التصويت لساعات عدة.
وكان رئيسي (56 عاماً) قدم نفسه على أنه مدافع عن الفقراء ودعا إلى اتخاذ مواقف أكثر تشدداً حيال الغرب.
ولكن خطابه الثوري وجهوده للحصول على أصوات الناخبين من الطبقة العاملة على وقع وعود بزيادة المنح المالية لم تنجح في جذب الأصوات.
وفي هذا السياق، قال المحلل في الشأن الإيراني من مجموعة الأزمات الدولية، علي فايز إن «التصويت لصالح روحاني، تحديداً في المناطق الريفية، يظهر أن الإيرانيين لم يعودوا يؤمنون بالشعبوية الاقتصادية والتغيير الجذري».
وأضاف لوكالة «فرانس برس»: «لديهم النضج الكافي ليفهموا أن الحل لمآزق بلدهم يكون عبر إدارة الاقتصاد بكفاءة والاعتدال في العلاقات الدولية».
نتيجة مشجعة للمستثمرين
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أوائل القادة المهنئين لروحاني.
وبحسب الكرملين، أرسل بوتين برقية إلى روحاني أكد فيها «استعداد بلاده لمواصلة العمل المشترك من أجل تطوير الشراكة والتعاون بين روسيا وإيران» وبهدف «الحفاظ على الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وفي العالم بشكل عام».
كما هنأ الرئيس السوري بشار الأسد نظيره الإيراني مؤكداً مواصلة «التعاون» مع طهران التي تدعم نظامه في الحرب الأهلية المستمرة منذ العام 2011.
وتوالت التهاني إلى روحاني كذلك من المسئولين الأوروبيين والآسيويين الباحثين عن استثمارات مربحة في إيران عقب الاتفاق النووي الذي قضى برفع العقوبات عن طهران مقابل قيود على البرنامج النووي الإيراني.
وهنأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني روحاني في تغريدة على موقع «تويتر» مؤكدة استعداد بروكسل «للعمل من أجل التطبيق الكامل للاتفاق النووي، والعلاقات الثنائية والأمن الإقليمي وتحقيق توقعات الإيرانيين».
وأكد مستشار منظمة الخصخصة الإيرانية التي نشطت في حملة روحاني، فريد دهديلاني أن «الكثير من المستثمرين الذين لم يتواصلوا معي منذ ثلاثة أشهر اتصلوا بي هذا الصباح. بعضهم قد بدأ بالفعل بحجز تذاكر السفر» إلى إيران.
انتهت حقبة التطرف
وكان روحاني وضع الحريات المدنية في صلب حملته الانتخابية وشكر شخصياً الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، الممنوع من الظهور في وسائل الإعلام منذ دعمه للاحتجاجات الضخمة التي خرجت العام 2009.
وانتقد ضمنياً خلال الأسبوعين الماضيين الأجهزة القضائية والأمنية التي يهيمن عليها المحافظون، قائلاً لأنصاره «دخلنا هذه الانتخابات لنقول لأولئك الذين يمارسون العنف والتطرف إن حقبتكم قد انتهت».
ويبقى الاقتصاد في أعلى سلم أولويات الرئيس.
وأوضح دهديلاني أن «روحاني سيتابع أجندته الاقتصادية بشكل أكثر قوة، عبر الاستثمار في المصانع والإنتاج وجذب رؤوس الأموال الأجنبية».
وأضاف «أعتقد أنه سيجعل الحكومة أكثر شباباً».
ورغم نجاح روحاني في خفض نسبة التضخم من نحو 40 في المئة عند تسلمة الرئاسة لأول مرة العام 2013، لا تزال الأسعار ترتفع بنسبة تسعة في المئة كل عام.
وفي هذا السياق، دعا المرشد الأعلى للجمهورية السيد علي خامنئي الرئيس إلى «مراعاة الفئات الضعيفة والاهتمام بالقرى والمناطق الفقيرة (...) ومكافحة الفساد ومعالجة الأضرار الاجتماعية»، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء «فارس».
العدد 5370 - السبت 20 مايو 2017م الموافق 24 شعبان 1438هـ