«وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ» (قرآن كريم)
***
من الآن، وسجلوا كلامي، ستنشط مئات إن لم تكن آلاف الحسابات عبر شبكات التواصل خلال شهر رمضان المبارك، ومنها حسابات من بضع من يدعون أنهم أهل دين وعلم ومعرفة ومشايخ (من طراز مشايخ الطين) من أهل الخليج بالتحديد، سيدافعون بكل ما أوتوا من قوة عن «داعش» وفكر «داعش» وأساس «داعش» ومنطلق «داعش»، بل وربما سيطلقون تهديدات بسفك دم بعض الفنانين والفنانات المشاركين في المسلسل الرمضاني الضخم (اجتماعياً وسياسياً) - والذي سيعرض على قناة إم بي سي خلال شهر رمضان المبارك المقبل ..»غرابيب سود».
تماماً كما حدث مع مسلسل (سيلفي) في العام الماضي حينما جسد الفنان ناصر القصبي واقع الدواعش، فجن جنون البعض حتى ظننا أنه (المريب يقول خذوني)، ومنهم من أعلنها في حساباته المرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي عن استهداف الفنان القصبي (متى ما سنحت الفرصة)، تماماً كما حدث آنذاك... سيحدث هذا العام، فالمسلسل ضخم للغاية، وأضخم ما فيه أنه توغل بدقة إلى حالة (المأزق الكبير) التي يعيشها نساء ورجال التحقوا بتنظيم «داعش» في بؤر الصراع الدموي... حالة الندم والضياع والارتباك هي صورة واضحة جداً، تكبر شيئاً فشيئاً مع الحوادث حينما تتكشف الأوضاع - وهذه منقولة من قصص واقعية على لسان دواعش فارين أو تائبين - عن حقيقة ما يحدث في دولة (الخرافة) من تفجير واستهداف طائفي وعداء للإنسانية ثم قتل بعضهم البعض، فمصير الدواعش في ذلك العالم واحد: إما قاتل أو مقتول.. بمعنى آخر، إما مجرم أو مجرم.
وفق متابعتي مع بعض الأصدقاء من الإعلاميين والصحافيين والممثلين، فإنهم قدموا لنا شيئاً موجزاً يهيئنا لعمل سيكون في حقيقته مدمراً للكثير من الأفكار التي زرعت في مجتمعنا الخليجي من خلال مشايخ (الطين) الذين تشربوا التكفير والتشدد والتطرف، فالفن اليوم من أكثر الأسلحة التي تدمر هذا الفكر الهدام، وكذلك يفعل هذا الفن فعله في عقول الناس ولا سيما الشباب الذين سقطوا في وسائل ووسائط تنظيم (داعش الإرهابي) سواء من الذين يعيشون في المجتمعات العربية أم الغربية، فهذه الفئة من الشباب، من الجنسين، تلزمنا أن نحميها وندافع عنها، ولن يكون ذلك عن طريق أو على يد مشايخ طين هم في الأساس (مرضى نفسانيون متقلبون صدّقوا أنهم (مطاوعة) لهم ميزة على البشر بحفظ بضع آيات قرآنية أو أحاديث نبوية)، ولا يمكن تركهم لأهل الإرهاب، أياً ما كان انتماؤهم المذهبي أو دينهم في الأساس، زد على ذلك، ضرورة كشف الأساليب التي يتفنن فيها الدواعش بخبرة ودراية لدخول عقول الشباب، مستغلين أوضاعهم الحياتية والمعيشية والنفسية والسلوكية، فمنهم فقراء ومنهم أثرياء، إلا أن تجنيد هؤلاء الشباب لتنفيذ الجرائم الدموية الوحشية وتدمير المجتمع الإنساني، هو من أفعال شياطين «داعش»، ومن يمولهم من الدول الغنية والمخابرات، ومن يدربهم من مجرمين عالميين ينتمون إلى منظمات عالمية استخباراتية وغيرها.
وأقتبس هنا تقريراً صحافياً يقول: «في إحدى مَشاهد العمل، تظهر حافلة نسائية تُقِلّ مجموعة من الفتيات المنضمّات إلى التنظيم الإرهابي، حيث تكمُن وراء كل واحدة منهن قصة مختلفة لكيفية تجنيدها والتحاقها بـ «داعش»... أغلب تلك القصص مستمدّة من قصص حقيقية وتفاصيل واقعية في كثيرٍ من جوانبها، وسرعان ما تبدأ خطوط العمل بكشف النقاب عن الممارسات التي ينتهجها التنظيم في إغواء المنتسبين والمنتسبات له، تارة تحت ذريعة الدين، وطوراً عبر استثارة الغرائز والأحقاد والعصبيات، فيتعرّف المشاهد على عمليات غسل الأدمغة، حيث يتم تطويع بعض النصوص الدينية وتحريفها وإخراجها عن سياقها الموضوعي، بما يتناسب مع غايات التنظيم الإرهابي السياسية التوسعية والدموية، ومصالح قادته الشخصية والفئوية في كثيرٍ من الأحيان.»..(انتهى الاقتباس).
قنبلة في يدي أقول فيها: «كفى إنكار وجود الفكر والممارسة والعقلية الداعشية في منازلنا، مناهجنا، أنظمتنا، منابرنا وأنفسنا... كل هذا الوحشية انغرست في الكثيرين منا بسبب الفهم والتفهيم الخاطئ للدين الحنيف، ومن أساليب تعليم مليئة بالخراب، ومن إعلام خليجي وعربي وإسلامي يحتاج أصلاً لأن يكون (محترماً)... نتمنى أن ننجح في القضاء على كل فكر: طائفي، إرهابي، دموي، إقصائي، وحشي يعيث فينا الفساد.
*غرابيب سود: في اللغة، يقال هي الجبال الطوال السوداء اللون، ويقال للرجل شديد السواد: أسود غربيب.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 5369 - الجمعة 19 مايو 2017م الموافق 23 شعبان 1438هـ
نبي اعمال قويه وحساسه مثل هالاعمال اللي تمس مجتمعنا وهذي الاعمال راح تنجح وتضرب بالتوفيق لكل اللي تعبوا بالعمل من كثر ما العمل قوي تصور سنتين
والجهات الرسمية تغض النظر عن حسابات داعش في شبكات التواصل الاجتماعي
لو تم ملاحقتهم قانونيا لما تجرأو على الاعلان والتحريض لداعش