نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه طلب من مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق جيمس كومي إسقاط تحقيق يمس مستشاره السابق للأمن القومي وقال إنه يواجه "ملاحقة خبيثة".
جاء هذا عقب تقارير بثتها رويترز ووسائل إعلام أخرى عن مذكرة كتبها كومي ويقول فيها إن ترامب طلب إغلاق التحقيق المتعلق باتصالات جرت بين مستشاره السابق مايكل فلين وروسيا في فبراير شباط. وكان ترامب قد أقال كومي في التاسع من مايو أيار.
وقال ترامب أمس الخميس (18 مايو / أيار 2017) حين سئل في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إن كان حث كومي "بأي شكل من الأشكال" على إنهاء التحقيق "لا. لا. السؤال التالي".
وكانت إقالة كومي الأسبوع الماضي الشرارة التي أطلقت سلسلة تطورات بلغت ذروتها يوم الأربعاء بتعيين وزارة العدل مستشارا خاصا للتحقيق في وجود صلات محتملة بين روسيا وحملة ترامب الانتخابية في 2016.
ومن هذه التطورات تقارير إعلامية ذكرت أن ترامب تحدث عن معلومات حساسة عن تنظيم "داعش" مع وزير الخارجية الروسي.
ووصف الرئيس الجمهوري في منشورين على تويتر صباح أمس وخلال مؤتمر صحفي لاحق مطالبات بعض اليساريين بمساءلته تمهيدا لعزله بأنها "سخيفة" وقال إن سجله يخلو من أي شيء يتيح توجيه اتهامات جنائية إليه.
وقال في المؤتمر الصحفي الذي وقف فيه إلى جواره الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس "الأمر برمته عبارة عن ملاحقة خبيثة وليس هناك ثمة تواطؤ من جانبي بالقطع ومن جانب حملتي، وإن كان بإمكاني دائما التحدث بالنيابة عن نفسي، وبين الروس. صفر".
وفي تغريدات سابقة انتقد ترامب قرار رود روزنستاين نائب وزير العدل تعيين مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) السابق روبرت مولر مستشارا خاصا للتحقيق في الأمر.
وكتب ترامب صباح أمس الخميس "مع كل الأعمال غير القانونية التي وقعت في حملة كلينتون وإدارة أوباما، لم يحدث قط أن تم تعيين مستشار خاص".
ولم يشر لأي دليل على هذه الأفعال التي تحدث عنها لدى ذكر اسمي الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما ومنافسته في انتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون.
وكتب ترامب على تويتر "هذه أكبر ملاحقة خبيثة لسياسي في التاريخ الأمريكي".
ورفض الديمقراطيون الوصف الذي أطلقه ترامب.
وقالت السناتور الديمقراطية آمي كلوباتشر "هذه ملاحقة للحقيقة".
ونفت روسيا ما خلصت إليه أجهزة المخابرات الأمريكية من أنها تدخلت في حملة الانتخابات بمحاولة التأثير على عملية التصويت لصالح ترامب الذي طالما ثار غضبه لفكرة أن روسيا لعبت أي دور في نصره الانتخابي على كلينتون في نوفمبر تشرين الثاني.
وأعلن ترامب إقالة فلين في 14 فبراير شباط لتضليله مايك بنس نائب الرئيس فيما يتعلق بنطاق محادثاته مع السفير الروسي العام الماضي.
وذكرت رويترز أمس الخميس أن فلين ومستشارين غيره لحملة ترامب كانوا على اتصال مع مسؤولين روس وآخرين ممن لهم علاقات بالكرملين عبر ما لا يقل عن 18 مكالمة هاتفية ورسالة إلكترونية خلال الشهور السبعة الأخيرة من السباق الرئاسي.
وقرر روزنستاين تعيين مولر مستشارا خاصا للتحقيق في أمر الاتصالات مع روسيا وسط تصاعد الضغوط في الكونجرس لإجراء تحقيق مستقل غير تلك التي يجريها مكتب الإف.بي.آي والكونجرس حاليا.
وأبلغ ترامب مذيعي برامج إخبارية بالبيت الأبيض لاحقا بأن تعيين مولر كان "شيئا سلبيا جدا جدا".
وأضاف "أعتقد أنه يضر ببلدنا بقوة لأنه يظهر أننا بلد منقسم ومشوش وغير متحد".