مثل تواجد المئات من العلماء والباحثين العرب، في المؤتمر الخامس عشر للتنمية المستدامة، والذي اختتم أعماله أمس الخميس (18 مايو/ أيار 2017)، فرصة للحديث عن واقع «الأدمغة العربية».
واقع بدا دون الطموح كثيراً، دنا كثيراً بفضل تداعيات الربيع العربي ونزاعات السنوات الست المنصرمة، كما يشير لذلك، المستشار في الشبكة الإقليمية للمسئولية الاجتماعية فواز محمد الدخيل، وهو يتحدث لـ «الوسط».
وتعليقاً على مشاركته في المؤتمر، قال «تطرقت لورقتي التي تناولت هجرة العلماء وتهجير العلم، إلى النسبة المئوية التي تصرفها الدول قاطبة على البحوث العلمية ومراكز الأبحاث، لأنصدم أن الدول العربية كلها مجمتعة لا تكاد تصرف ما يشترى لسلعة عادية في الشارع على البحوث العلمية والمراكز، لذا جاء هذا البحث العلمي لنعرف كيف نحمي هؤلاء العلماء وكيف نرتقي بالبحوث العلمية لأننا نعيش واقعاً مريراً جداً، فمن بحث في العصور الأموية والعباسية والعصر الإسلامي الأول، نعلم كيف أن الله سبحانه وتعالى، والنبي (ص) أمرانا بحفظ العلم، وهذا ما يتأتى عبر حفظ العلماء».
وأضاف «الأمر الأخر هو حفظ طالب العلم لهذا الأمر، فالنبي (ص) يقول إن (الملائكة تبسط أجنحتها لطالب العلم، ومن وحي ذلك انطلقت الفكرة لنجدد ونطالب من طالبوا سابقاً بهجرة العلماء، بإيقاف هذا الأمر، ولاستخلص خلاصة سريعة جداً، ولا أريد أن أطيل لكي لا أعقد الأمر، فأقول إن العملية تتركز في حماية هؤلاء العلماء من جميع النواحي، مالياً ومكانياً، والعلم الذي لديهم».
وتابع «أولاً، علينا كدول أن نظهر التقدير المالي لهم، والأمر الثاني هو حمايتهم من ما يحصل، ولنكن شفافين في الإشارة إلى ما يحصل في الدول العربية من حروب وانتكاسات وهي معروفة دول بإنتاج العلماء، حتى بات العالم اليوم غير محمي، وهو ما يوجب أن تعمل بقية الدول العربية على حماية هذا العالم واستقطابه».
أما الأمر الثالث، فأوضحه الدخيل بالقول «هو الأهم من كل ما ذكر، فإذا كان ديننا الإسلامي قد حث على حماية العالم، فنحن نتساءل: لماذا لا يعامل العالم معاملة الدبلوماسي، ويمنح الجواز الدبلوماسي (وأنا هنا لا أدعو لمنحها لكل شخص). هذا عالم، وهو من يحمل من العلم والمواريث ما لا يحمله أحد»، وعقب «هذه مبادرة، أقدمها بطلب من الدول قاطبة، بغرض رفع مكانة العالم، وأن نجعله في أعلى المراتب، فالعالم هو في مكانة تقارب مكانة وموقع رئيس الدولة، إذا نظرنا له بوصفه العقل المدبر».
وعودة للحديث عن نسبة ما تخصصه الدول العربية للبحث العلمي، قال الدخيل «النسبة التي تحدثت عنها، هي (0.01 في المئة وذلك من مجمل الدخل القومي في الدول العربية)، وهي مقتبسة من تقرير لقناة الجزيرة الثقافية، وللأسف فقد صدمتني هذه النسبة الخاصة بالعام 2014 - 2015».
ورغم حديثه عن التطوير المستمر الذي تشهده المنطقة الخليجية على مستوى البحث العلمي ونشاط الجامعات، عاد الدخيل ليتساءل «متى نجعل الحدود والقوانين والأنظمة، وهذا يشمل مختلف الدول العربية، مرنة؟».
العدد 5368 - الخميس 18 مايو 2017م الموافق 22 شعبان 1438هـ