أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لإرساء ثقافة السلام وإشاعة قيم التسامح والتقارب بين الشعوب من خلال التركيز على ما يجمع البشرية من قواسم إنسانية وإرث حضاري وثقافي مشترك وتوظيفه في التغلب على التحديات كافة.
وقال إن مملكة البحرين تعتز بأن لديها موروثاً حضارياً عريقاً يقوم على التمسك بقيم الانفتاح والتعاون فيما يخدم البشرية ويعزز خطواتها نحو السلام والتعايش.
وأشاد سموه بالدور الرائد الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في الحفاظ على التراث الانساني وتعزيز جهود الدول في نشر التعليم والثقافة، وما تبذله من جهود لتعظيم المردود الثقافي الذي يساعد المجتمعات على النهوض.
وكان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء قد استقبل بقصر الرفاع، صباح اليوم الخميس (18 مايو/ أيار 2017)، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) إيرينا بوكوفا، بمناسبة زيارتها إلى المملكة، حيث رحب سموه بالزيارة وما تجسده من شراكة قائمة بين مملكة البحرين ومنظمة "اليونسكو"، ولاسيما في مجالات التعليم والحفاظ على التراث الحضاري والإنساني.
وأكد سموه حرص مملكة البحرين على تقوية التعاون مع منظمة "اليونسكو"، ودعم مشاريعها بهدف تحقيق المقاصد والأهداف الإنسانية النبيلة لهذه المنظمة.
وقال سموه: "إن البحرين شكلت منذ القدم منارة للتقدم الحضاري ومركز إشعاع ثقافياً في المنطقة، ولاتزال تعمل من أجل تحقيق هذه الرسالة في إطار من العمل الجماعي الذي يوفر المناخ المناسب لنماء البشرية وتقدمها".
وأكد سموه أن المواقع التراثية والأثرية في مملكة البحرين تحظى بكل الدعم والاهتمام لما تمثله من أهمية وقيمة تاريخية تعكس ثراء حضارة البحرين وتجذر تاريخها العريق.
وأضاف سموه أن اختيار مملكة البحرين لاحتضان المركز الإقليمي للتراث العالمي، عكس تقدير المجتمع الدولي لجهود المملكة وتجربتها الرائدة في الحفاظ على التراث الحضاري، وشكل منطلقاً نحو تعزيز الجهود الرامية للحفاظ على التراث العربي وحمايته والإسهام في تسجيل المزيد من المواقع الجديدة على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي حفاظاً على ما تمثله من قيمة حضارية وإنسانية.
وأشاد سموه بجهود القائمين على منظمة اليونسكو وسعيهم الدؤوب لتحقيق رسالتها النبيلة في رعاية العلوم والبحث العلمي والآداب والثقافة والفنون والتراث.
وخلال اللقاء، أهدت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) إيرينا بوكوفا، صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء ميدالية اليونسكو للسلام والتي تحمل لفظ كلمة "السلام" بكل اللغات الرسمية للأمم المتحدة وهي الإنجليزية والفرنسية والعربية والإسبانية والروسية والصينية، تقديراً لدور سموه في إرساء السلام ونشر المحبة والتآخي بين الشعوب ودوره في بناء علاقات طيبة بين مملكة البحرين ومختلف دول العالم على أسس راسخة من التعاون والاحترام المتبادل.
كما أهدت سموه أيضاً نسخة من كتاب "أطلس اليونسكو للتراث العالمي"، وذلك تقديراً لدعم سموه لمنظمة "اليونسكو".
وأشادت بدور سموه في دفع مستوى التعاون بين اليونسكو ومملكة البحرين من أجل تعزيز السلام وبناء عالم يرتكز على التحاور والتبادل الثري بين جميع الشعوب والحضارات والثقافات.
ونوهت بالمبادرات العديدة التي تبناها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لدعم الثقافة والتراث في مملكة البحرين ومنها احتضان مملكة البحرين للمركز الإقليمي للتراث العالمي، مؤكدة أن البحرين سباقة في مختلف الفنون والآداب وتجسد نموذجاً يحتذي في التعاون البناء ودعم الجهود الأممية للحفاظ على التراث الحضاري والإنساني.
وأعربت عن سعادتها واعتزازها باحتضان مملكة البحرين للمركز الإقليمي للتراث العالمي، والذي بات يشكل علامة مضيئة في مسيرة الحفاظ على التراث العالمي الطبيعي والإنساني، معربة عن إعجابها بجهود البحرين في إحياء التراث والموروثات البحرينية العريقة وإطلاق العديد من المشروعات التي تهدف إلى الحفاظ على المواقع الأثرية والبيوت التراثية والفنية في المملكة.