في اليوم الثاني من المحادثات غير المباشرة في جنيف، التقى موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا أمس الأربعاء (17 مايو/ أيار 2017) وفدي النظام السوري والمعارضة، غداة اقتراح تقدم به يقضي بالعمل لإعداد دستور جديد في سورية.
والتقى دي ميستورا أمس وفد النظام برئاسة السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، ووفد الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم أبرز مجموعات المعارضة.
وإضافة إلى الوفدين السوريين التقى دي ميستورا أمس (الأربعاء) السفير الأميركي لدى المنظمات الدولية، هنري اينشر ونائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف الذي كان التقاه أيضا الثلثاء.
وبعد لقاءين عقدهما دي ميستورا الثلثاء مع وفدي النظام والمعارضة قدم إليهما وثيقة تدعو إلى بدء العمل على إعداد دستور جديد لسورية.
واستمرت المحادثات حتى وقت متأخر مساء الثلثاء.
وأفاد مصدران للمعارضة لـ «فرانس برس»، أن دي ميستورا قدم وثيقة إلى وفد المعارضة تقترح تشكيل فريق من الناشطين في المجتمع المدني والتكنوقراط يتم تكليفهم تمهيد الطريق أمام إعداد دستور جديد.
«آلية تشاورية»
وتنص الوثيقة على «آلية تشاورية» تعمل على «رؤى قانونية محددة وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي الذي يتم التفاوض عليه».
الا أن المتحدث باسم الهيئة العليا للانتخابات، منذر ماخوس قال «لدينا تحفظات كثيرة» على الوثيقة وهي لا تزال قيد الدرس.
وأضاف «لا تزال قيد النقاش... هذه الورقة كانت مفاجئة. لم تكن مبرمجة أصلاً».
وتجنب أعضاء الوفد الحكومي السوري التعليق على المعلومات بشأن هذه الوثيقة، إلا أن مصدراً مقرباً من الوفد أكد بأنه تلقى أيضاً نسخة من اقتراح دي ميستورا.
وهي الجولة السادسة من المفاوضات التي تجرى بإشراف الأمم المتحدة في محاولة جديدة من أجل التوصل إلى حل سياسي لنزاع أوقع أكثر 320 ألف قتيل.
وكانت اللقاءات مقتضبة ومنسجمة مع تعهد دي ميستورا أن تكون «شبيهة بأجواء الأعمال وقصيرة».
إلا أن الآمال بتحقيق اختراق لا تزال ضئيلة، خصوصاً بعد اتهام واشنطن لدمشق بإحراق جثث في سجن صيدنايا شمال العاصمة.
ميدانياً، تدور معارك في مدينة درعا منذ صباح أمس (الأربعاء)، بين قوات الجيش السوري من جانب وفصائل المعارضة المسلحة هي الأعنف منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار في مناطق «تخفيف التصعيد» بسورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان صحافي أمس، إن الاشتباكات تتركز في أطراف حي المنشية ومحيط منطقة سجنة في القسم الغربي من مدينة درعا، وتترافق مع قصف متبادل بين طرفي القتال، وقصف متصاعد لقوات الجيش السوري على محاور القتال.
وحسب المرصد، استهدفت قوات النظام منذ صباح أمس مناطق في درعا البلد وأماكن أخرى في المدينة، بسبعة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، وبما لا يقل عن 25 قذيفة مدفعية وصاروخية، بالتزامن مع قصف للطائرات المروحية بثمانية براميل متفجرة وتنفيذ الطائرات الحربية نحو 10 ضربات صاروخية استهدفت جميعها مدينة درعا.
وأشار المرصد إلى مقتل ثلاثة مقاتلين أحدهم قيادي عسكري في «هيئة تحرير الشام»، ومعلومات عن قتلى في صفوف قوات الجيش السوري.
من جهته قال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن قصفاً للمعارضة تسبب بمقتل أحد المدنيين وإصابة ستة آخرين واندلاع حرائق في عدد من المباني.
واتهم المصدر فصائل المعارضة بمحاولة أفشال اتفاق أستانا بهدف تحقيق مكاسب سياسية خلال مؤتمر «جنيف 6» المنعقد حالياً بحضور ممثلي الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة.
من جانبها اتهمت فصائل المعارضة المسلحة القوات الحكومية بخرق اتفاق أستانا وذكرت، تنسيقاتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن قوات النظام حاولت التقدم باتجاه النقاط التي سيطرت عليها قوات المعارضة في حي المنشية بدرعا البلد في مدينة درعا خلال معركة الموت ولا المذلة حيث بدأت صباح أمس بقصف مدفعي بعشرات قذائف الهاون والدبابات وقصف بصواريخ فيل وإلقاء المروحيات أربعة براميل متفجرة.
وأقرت فصائل المعارضة بمقتل أحد قادتها العسكريين ضمن عمليات البنيان المرصوص المدعو « بلال أبو زيد « و الملقب بـ « أبو إسلام داعل» في حي المنشية إثر استهدافه بطلقة قناصة أثناء صد اقتحام قوات الجيش السوري.
من جانبه، نفى التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس استهداف طائراته الاثنين الماضي لمدينة البوكمال الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» في شرق سورية حيث قتل نحو أربعين مدنيا.
العدد 5367 - الأربعاء 17 مايو 2017م الموافق 21 شعبان 1438هـ