أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس حقه «المطلق» في مشاركة معلومات تتعلق بالإرهاب والسلامة الجوية مع موسكو بعد الجدل الذي أثارته الأنباء عن كشفه معلومات سرية لوزير الخارجية الروسي خلال لقائهما الأخير.
وحاول البيت الأبيض مساء الاثنين احتواء البلبلة التي أثارتها صحيفة «واشنطن بوست» بكشفها أن ترامب تقاسم مع سيرغي لافروف خلال لقائهما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض معلومات استخباراتية سرية تتعلق بعملية يحضرها تنظيم «داعش».
واشنطن - أ ف ب
أعلنت الإدارة الأميركية أمس الثلثاء (16 مايو/ أيار 2017) أن الرئيس دونالد ترامب سيلقي الأحد في الرياض خطاباً حول «رؤية سلمية للإسلام»، سيسعى من خلاله إلى التأكيد على التزام واشنطن تجاه شركائها من الدول المسلمة.
وقال مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر في مؤتمر صحافي إن ترامب سيلقي خطاباً «حول ضرورة مواجهة الآيديولوجيات المتشددة» وحول «تطلعاته برؤية سلمية للإسلام».
وأضاف المسئول الأميركي أن ترامب سيلقي خطابه هذا أمام قادة «أكثر من 50 دولة مسلمة» والهدف منه «تجميع العالم الإسلامي ضد الأعداء المشتركين للحضارة وإبراز التزام الولايات المتحدة تجاه شركائنا المسلمين».
ويشارك ترامب بعدها بافتتاح مركز يهدف إلى «محاربة التشدد وللترويج للاعتدال» حسب المصدر نفسه.
ويبدأ الرئيس الاميركي السبت جولة في السعودية لينتقل بعدها إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية والفاتيكان وبروكسل (قمة الحلف الأطلسي) وصقلية (مجموعة السبع).
وكان ترامب وقع مرسوماً أثار ضجة كبيرة إذ حظر دخول رعايا سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة بشكل مؤقت وهي إيران وليبيا وسورية والصومال والسودان واليمن، قبل أن يجمد القضاء تنفيذه.
من جانب آخر، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس حقه «المطلق» في مشاركة معلومات تتعلق بالإرهاب والسلامة الجوية مع موسكو بعد الجدل الذي أثارته الأنباء عن كشفه معلومات سرية لوزير الخارجية الروسي خلال لقائهما الأخير.
وحاول البيت الأبيض مساء الاثنين احتواء البلبلة التي أثارتها صحيفة «واشنطن بوست» بكشفها أن ترامب تقاسم مع سيرغي لافروف خلال لقائهما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض معلومات استخباراتية سرية تتعلق بعملية يحضرها تنظيم «داعش».
من جهته اعتبر الكرملين هذه الأنباء بأنها «بدون معنى» ولا تستحق النفي أو التأكيد.
وكتب ترامب على «تويتر» صباحاً «بصفتي رئيساً، رغبت في أن اتقاسم مع روسيا، وهو حقي المطلق، وقائع تتعلق بالإرهاب والسلامة الجوية. ولأسباب إنسانية أرغب أيضاً بأن تسرع روسيا بشكل كبير حملتها ضد تنظيم (داعش) والإرهاب».
فقد كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن ترامب وخلال لقاء عقده في الآونة الأخيرة في المكتب البيضاوي مع سيرغي لافروف تطرق إلى معلومات استخباراتية تتعلق بعملية يعدها تنظيم «داعش». وهذه المعلومات وصلت لواشنطن عبر شريك للولايات المتحدة لكنه لم يعط الاذن بتقاسمها مع موسكو.
وبحسب «واشنطن بوست» فإن ترامب «بدأ بوصف تفاصيل تهديد إرهابي يمثله تنظيم (داعش) ومرتبط باستخدام أجهزة كمبيوتر محمولة داخل طائرات».
وأوضحت الصحيفة أنها قررت عدم نشر مزيد من التفاصيل المتعلقة بهذا المخطط الإرهابي بناءً على طلب صريح من مسئولين أميركيين.
من جانبه، نفى مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأمن القومي أمس أن يكون سيد البيت الأبيض «تسبب بثغرة في الأمن القومي»،
وقال مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر في إيجاز أمام البيت الأبيض إن «الفرضية التي يرتكز عليها هذا التقرير بأن الحديث كان غير مناسب وأنه تسبب بثغرة من أي نوع كان في الأمن القومي، خاطئة».
ولم يؤكد ماكماستر أو ينفي إن كان ترامب كشف معلومات غاية في السرية حيث قال «ما لا نقوم به هو أننا لا نناقش ما هو السري وما هو ليس سرياً».
وأضاف «ما يمكنني قوله لكم هو أنه في سياق المحادثة، ما ناقشه الرئيس مع وزير الخارجية (الروسي) كان مناسباً والمحادثة كانت متناسبة مع التبادل الدوري للمعلومات بين الرئيس وأي من القادة الذين يتعاطى معهم».
وكشف ماكماستر كذلك أن الرئيس لم يكن على علم بمصدر المعلومات التي تبادلها مع لافروف وكيسلياك.
ولدى سؤاله عن المخاوف فيما إذا كان ترامب عرض علاقات أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى الخطر عبر تبادله المعلومات، رد ماكماستر «لست قلقاً على الإطلاق (...) من المناسب بشكل كامل أن يتبادل الرئيس أي معلومات يعتقد أنها ضرورية لتعزيز أمن الأميركيين. وهذا ما قام به».
وأضاف أن ترامب كان يؤكد في حديثه على ضرورة التعاون في التعاطي مع تنظيم «داعش» في نفس الوقت الذي كان يضغط على لافروف لضرورة تغيير روسيا سلوكها تجاه أوكرانيا وسورية.
وقال ماكماستر «هذا سياق الحديث الذي كان من المناسب بشكل كامل خلاله تبادل المعلومات بشأن ماهية التهديد كأساس للعمل والتعاون المشترك».
العدد 5366 - الثلثاء 16 مايو 2017م الموافق 20 شعبان 1438هـ