توفي يوم الأحد (14 مايو/ أيار 2017)، الكاتب الصحافي السعودي تركي السديري، رئيس التحرير السابق لصحيفة «الرياض»، والرئيس السابق لهيئة الصحافيين السعوديين واتحاد الصحافة الخليجية، عن عمر ناهز 73 عاماً. ويعتبر الفقيد الراحل من بين أهم الصحافيين السعوديين والخليجيين، حيث اهتم بالشأن السياسي والاجتماعي، كما تميّزت أفكاره بالاعتدال، ولقّبه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بـ«ملك الصحافة».
فعلاً تركي السديري كان ملك الصحافة كما لقبّه الملك المغفور له بإذن الله تعالى عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، فهو ملك في الاعتدال والوسطية والدفاع عن الحقوق، ولا يتنازل عن مبدأ اتّخذه ويوصل الرسالة إلى من يهمّه الأمر، ولا يخشى في الحق لومة لائم.
أعرف السديري من خلال الكاتب الطبيب محمّد بن ناهض القويز، الذي يكتب في صحيفة «الرياض» لسنوات طويلة، وأتذكّر كيف كان يتكلّم عن هذا الرجل بحبّ وإعجاب، فهو صاحب مواقف ويعتز بعروبته، ولم يتخلّ عن قضية فلسطين المحتلّة أبداً.
توفي تركي السديري تاركاً إرثاً عظيماً للأجيال القادمة، هذا الإرث يقوم على ركائز كبيرة منها الحث على الوحدة الوطنية والعربية، ومنها الاعتدال وعدم التسرّع في اتّخاذ القرارات المصيرية.
في الصحافة هناك الأبيض والأسود، وهناك من يُصلح ذات البين ويحاول الإصلاح بين الأطراف المتنازعة، وهناك من يُخرّب ويُفسد العلاقة، والصحافة النزيهة هي التي تُصلح وتُعمّر وتزيد من الخير.
فرق شاسع بين الكتابات المعتدلة والكتابات المتعصّبة، والقاريء يستشف الاعتدال أو التعصّب من خلال الكلمات الموجودة في ثنايا المقال، فيعلم من الحاقد؟ ومن المتعصّب؟ ومن المحب؟ وليس هناك أجمل من لغة الحب والسلام والمصالحة.
إذا أردنا تقدّم شعب فإننا نستخدم الإعلام لغرس الرسائل المهمّة، وإذا أردنا تحطيمه وتعثّره فالإعلام هو الآخر يقوم بهذه المهمّة، وتكمن الخطورة فيمن يحمل الرسالة الإعلامية على عاتقه، وما إذا كان مُتعصّباً أو معتدلاً، وما إذا كان حاقداً كارهاً سيكوباتياً ضد المجتمع، أو ما إذا كان وسطياً ذا مباديء وأخلاق.
41 عاماً لتركي السديري (رحمه الله) وهو يحاول أن يكون على نفس الخط الوسطي الذي رسمه منذ البداية، ودافع عن الكثير من القضايا الحسّاسة في المجتمع، ولم يتوان عن قول كلمة الحق في وقتٍ يخاف النّاس منها.
كلمة الحق ثقيلة ولها ثمنها الباهظ جداً جداً، فالسديري أحدث ضجيجاً قوياً من خلال رئاسته لصحيفة «الرياض»، وليس عبر مقالاته فقط، فهو المسئول عمّا يُنشر فيها، وقد عبّر من خلالها كثير من الكتّاب عن آراء لا يريد قراءتها البعض، فكان خير مُعين لهم ومساند.
رحل هذا الرجل بعد عطاء 4 عقود، ولم تبق منه إلاّ سيرته العطرة، فليتّعظ البعض من هذه السيرة، لأنّ الدنيا قصيرة ولا نعلم متى نموت، وما تبقى إلاّ الكلمات التي تدل على نظافة القلوب، فهي أبدية سرمدية لا تموت.
رحم الله تركي السديري، ورحم الله كل من حمل المسئولية بأمانة، ورحم الله من وحّد وأصلح وصالح، ورحم الله من قال كلمة الحق في يوم مُظلم مشئوم، فكلمة الحق ثقيلة للبعض ولكنّها عظيمة أمام الله.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5365 - الإثنين 15 مايو 2017م الموافق 19 شعبان 1438هـ
رحمك الله يا السديري
شكلكم ولا تعرفونه
انا واحد من المعجبين به الله يرحمه
ونعم الصحافيين مثواه الجنه
الله يرحمه ويغمد روحه الجنه
يعني يامريم اللي يشوفش تتكلمين عن جريدة الرياض كانش تتكلمين عن الجارديان او الفاينانشال تايم
انا في نظري جريده عاديه جدا كبقيه جرايدنا